نقل أم استبدال لمفاوضات جدة .. جنيف.. محاولة لـ(هروب) المليشيا من وحل الخريف
تقرير – أمير عبدالماجد
من بين تسريبات كثيرة عن مايحدث في جنيف وتوجهات كل طرف وأجنداته برزت مقترحات كثيرة ليس فقط ما رشح في وسائل الإعلام بل حتى مالم يرشح من الطاولة غير المباشرة، هناك مقترح بهدنة لـ(3) أشهر تؤيده بعض الدول الداعمة للمفاوضات، وهناك مقترح بفتح الملف السياسي للوصول إلى اتفاق وبمفاوضات مباشرة مع إلحاق المدنيين وغيرها من المقترحات التي طرحت بعد وصول الوفد الحكومي إلى هناك.
مداولات غير مباشرة
إذ كان المطروح فقط حديث عن فتح مسارات العون الإنساني لكن الجسر تحته ما تحته على مايبدو وهو مادفع الحكومة لإصدار بيان قالت فيه إنها وافقت على المشاركة في مداولات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية بشأن الأوضاع الإنسانية استجابةً لمبادرة الممثل الشخصي للأمين العام وشكلت وفدها من ممثلين للوزارات والجهات ذات الصلة بالعمل الإنساني إستناداً للدعوة لكن الوفد بعد وصوله إلى جنيف لم يتلقى أي إخطار بالأجندة والبرامج التي سيناقشها بل طلب منه الذهاب إلى قصر المؤتمرات بجنيف، فيما يبدو أنها مفاوضات مباشرة عكس ما تم الإتفاق عليه لأن الدعوة كانت لمناقشات غير مباشرة وليس عملية تفاوض وهو ما قال الفريق مدني الحارث إنه محاولة لفتح منبر آخر ربما ينقل الأمور إلى جنيف بدلاً عن جدة وربما هو منبر جديد لكنه أمر في النهاية غير متفق عليه، وأضاف “مناقشات جنيف مفخخة وأعتقد أن القيادة في السودان تدرك ذلك وتعي أن مايحدث هنا هو محاولة لنقل أو استبدال منبر جدة وهو أمر تسعى له قوى دولية وإقليمية فاعلة في الملف السوداني تجتهد من أجل فتح الملف السياسي الآن وبصورة عاجلة لو تعلق الأمر بالأمور الإنسانية فإن الملف واضح وهناك اتفاق منذ 11 مايو 2023 لكن يبدو أن الأمر متعلق كما قلت بالملف السياسي الذي تحاول بعض القوى الدولية الآن تحريكه وفتحه”.
خطوط إمداد
ويرى د. أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان أن الأمر لايمكن تناوله فقط من زاوية نقل المفاوضات بعيداً عن مايدور على الأرض من معارك إذ على الورق يبدو أن المليشيا توسعت وتهاجم بعض المناطق وتهدد بدخول أخرى وهو موقف تفاوضي لكنها على الأرض تخسر المزيد من المقاتلين والآليات يومياً ما يفقدها القدرة على الصمود خصوصاً وأن فصل الخريف دخل وسيعطل حركتها التي تعتمد على السرعة والانتقال من مكان إلى آخر. وأضاف “الخريف سيجعلها جزر معزولة ويقطع خطوط إمدادها ويمكن الجيش وخصوصاً الطيران الحربي من القضاء عليها بسهولة خاصة وأنها فتحت الملعب إلى درجة التهور”، وتابع “منح المليشيا هدنة لمدة ثلاثة أشهر بمثابة قبلة حياة لأن هذه الأشهر ستجعلها ترتب أوضاعها المشتتة الآن وستكون الطرق فتحت والأمطار توقفت”، وقال “هل بات واضحاً الآن لماذا اقترحت مناقشات جنيف هدنة لمدة ثلاثة أشهر أم إننا بحاجة لتوضيح أكثر”، وهو ما أتفق معه العميد معاش حسن نوري عبدالقادر الذي أشار إلى أن أي اتفاق بهدنة لمدة (90) يوم هو هدية لا تقدر بثمن للمليشيا التي خنقتها حركة القوات المشتركة والجيش وستختنق أكثر بهطول الأمطار ماسيحد من سرعة حركة الفزع الذي تعتمد عليه وسيجعلها عرضة لضربات الطيران كما أن الجيش أكثر خبرة منها في التعامل مع الأرض الطينية التي لايجيد مقاتلو المليشيا التعامل معها وسيكون خطراً عليهم التحرك فيها والتنقل من مكان لآخر واعتقد أن الحكومة تدرك جيداً أن فخ الـ(90) يوماً سيتيح للمليشيا التقاط أنفاسها وترتيب أمورها واستعادة خطوط الإمداد والأهم عدم خسارة مقاتليها وآلياتها بسبب الحركة من منطقة إلى أخرى لأن الطرق مسدودة بالمياه والتربة طينية وهو أمر تخشاه وتعلمه تماماً القيادة العسكرية للمليشيا”، وأضاف “المنظمات تدفع باتجاه القبول بوقف لإطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانية لكن هل هذا هو المقصود”.
تخفيف معاناة
بالمقابل قال عدنان حزام الناطق الرسمي باسم الصليب الأحمر في السودان إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عادة ما ترحب بأي مبادرة أو خطوة تخفف من معاناة الشعب السوداني لأن الوضع الإنساني في السودان سيء للغاية، وأضاف “البلاد تشهد أكبر موجة نزوح على مستوى العالم وهذا انعكس على الواقع إذ أصبحت الاحتياجات الإنسانية كبيرة وكبيرة جداً في مختلف الجوانب”، وتابع “نحن معنيون فقط بالأمور الإنسانية وبالعمل عليها”.