حالة من النزوح شهدتها مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار خلال الأيام الماضية وسط مواطني المدينة بعد دخول مليشيا الدعم السريع إليها.. فمدينة سنجة لم تكن هي الأولى التي يتركها أهاليها بسبب المليشيا، فمن قبلها كانت الخرطوم وقرى الجزيرة وولايات دارفور وغيرها من المناطق التي مارست فيها مليشيا الدعم السريع أبشع الانتهاكات بحق المواطن السوداني الذي لم يكن أمامه خيار غير النزوح والبحث عن الأمان من غدر المليشيا.
الأحداث – آية إبراهيم
خوف مسبق
ونزح المئات من مواطني ولاية سنار والدندر ومناطق أخرى بالولاية نحو القضارف وإقليم النيل الأزرق بعد ساعات من دخول المليشيا لمدينة سنجه وبدء عناصرها في إرتكاب انتهاكات تمثلت في نهب ممتلكات السكان وترويعهم وغير ذلك.
وقال مواطنون تحدثوا لـ”الأحداث” بعد نزوحهم من سنار إنهم فروا من الولاية إلى مدن أخرى خوفاً من الفظائع والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع.
وأشاروا إلى أن المليشيا على الرغم من عدم دخولها المنطقة التي يقطنون فيها إلا أنهم يتخوفون من اجتياحها في أي وقت، لذلك لم يكن لديهم خيار سواء النزوح خوفاً على أنفسهم من ممارسات أفراد المليشيا.
استباحة مواقع
وفور دخولها مدينة سنجة استباحت عناصر من مليشيا الدعم السريع المحال التجارية والمنازل وسوق مدينة سنجة، إضافة لاقتحام منازل المواطنين، مطالبة سكانها بالسيارات والهواتف النقالة والأموال والحلي الذهبية، ولم تكتف المليشيا بذلك بل قامت باحتجاز عشرات المدنيين من المرضى والكوادر الطبية كدروع بشرية داخل مستشفى سنجة التعليمي ومنعتهم من الخروج.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة لأعداد كبيرة من المدنيين في سنجة وهم يغادرون منازلهم، بعضهم سيراً على الأقدام وآخرون يستقلون مركبات نقل عامة وخاصة، متوجهين نحو مناطق أبو حجار، الدندر، وود النيل وغيرها.
ووجدت الصور المتداولة تعاطفاً كبيراً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بضرورة إيقاف انتهاكات مليشيا الدعم السريع تجاه المواطن السوداني الأعزل.
إحصائية نزوح
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح أكثر من (55) ألف من مدينة سنجة والقرى المجاورة لها بولاية سنار.
وأضاف بيان للمنظمة “أفادت الفرق الميدانية بأن حوالي 55 ألفاً و440 شخصاً قد نزحوا من مدينة سنجة والقرى المجاورة، وكذلك من مواقع مختلفة في مناطق” أبو حجار والدالي” بولاية سنار، بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة”.
وأوضح أن حوالي 50 ألف شخص نزحوا إلى مناطق بولاية القضارف فيما نزح 5 آلاف آخرون إلى مدينة الدمازين بالنيل الأزرق، ونزح حوالي 440 شخص إلى مدينة الجبلين بولاية النيل الأبيض.
مجزرة جديدة
وقبل اجتياح مليشيا الدعم السريع مدينة سنجة نزح المئات من المواطنين إليها من منطقة جبل موية بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع عليها وارتكاب مجزرة جديدة بتصفية (40) مدنياً قتلوا رمياً بالرصاص بطريقة وحشية واستهداف مع سبق الإصرار بجبل موية والقرى التي حولها حسب ما كشف المرصد السناري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في تقرير إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت “مجزرة” جديدة بجبل موية وتسببت في حركة نزوح كبيرة للمواطنين.
وأضاف أن مليشيا الدعم السريع اقتحمت منزل “السيد الطاھر” بمنطقة جبل موية، حيث تمت تصفيته وقتله هو وإبنه “الطاهر السيد الطاهر” أمام ذويهم بدم بارد، ونهب كل ممتلكاتهم.
تواصل نزوح
ولا يزال مواطنو قرى الجزيرة يواصلون في عمليات نزوحهم نحو وجهات مختلفة بين الجنوب نحو سنار والنيل الأزرق أو شرقاً نحو القضارف وكسلا بعد اجتياح مليشيا الدعم السريع لها أواخر العام الماضي وتمدد إنتهاكاتها بحق المواطنين أبرزها المجزرة التي ارتكبتها بقرية ود النورة بمقتل أكثر من مائتين شخص.
طلب خروج
ولا تختلف العاصمة الخرطوم التي بدأت منها عملية النزوح منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي عن النزوح من قرى الجزيرة حيث يستمر المواطنون في النزوح إلى مناطق مختلفة بعد تمدد انتهاكات مليشيا الدعم السريع.
وحسب مواطنون تحدثوا لـ(الأحداث) من الجريف بمحلية شرق النيل فإن عناصر مليشيا الدعم السريع أصبحوا يطلبون منهم إخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق أخرى.
وأشاروا إلى أن مليشيا الدعم السريع تستمر في ارتكاب انتهاكاتها بالمنطقة يوماً بعد الآخر من نهب واختطاف وقتل وغير ذلك.
عودة وطمأنينة
وخلافاً عن الخوف والهلع الذي يواجهه المواطن في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع بسبب ماتمارسه من انتهاكات مختلفة بحقهم فإن المواطن يطمئن قلبه بمناطق سيطرة الجيش وما يدلل على ذلك عودة عدد من المواطنين إلى مدينة أم درمان بعد أن فرض الجيش سيطرته على أجزاء واسعة منها.