الأحداث – متابعات
عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الثلاثاء، ندوة دولية عبر الإنترنت لمناقشة الحرب الأهلية الدائرة في السودان بالتركيز على حصار مدينة الفاشر الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع، وما نجم عنه من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأكد المشاركون أن الحصار أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما تسبب في مجاعة متسارعة ووفاة مدنيين جوعاً، في ظل عجز المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى السكان المحاصرين.
وشارك في الندوة عدد من الدبلوماسيين والخبراء البارزين، من بينهم السفير الأميركي الأسبق لدى السودان تيموثي مايكل كارني، السفير النرويجي الأسبق والمبعوث الخاص للقرن الإفريقي إندري ستينسن، الباحثة في المركز العربي للأبحاث عائشة البصري، الصحفي البريطاني مارتن بلوت، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في السودان ليني كينزل، إضافة إلى آداما غاي، المسؤول السابق في الإيكواس، والمستشار الدولي باتسون ماليزا.
ووصف كارني ما يجري في السودان بأنه تطهير عرقي وجرائم قتل واغتصاب تستوجب المحاسبة، محذراً من المخاطر التي تواجه قوافل الإغاثة، داعياً إلى مواجهة الدور الخارجي، خاصة الإمارات العربية المتحدة، التي اتهمها بتمويل وتجنيد المرتزقة لصالح الدعم السريع.
فيما شدد ستينسن على أن المجاعة والانتهاكات جرائم من صنع الإنسان وقابلة للمنع، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار وتجديد ولاية بعثة تقصي الحقائق الأممية، مؤكداً أن استخدام الغذاء كسلاح جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها.
من جانبها أوضحت عائشة البصري أن الدول الإقليمية وعلى رأسها الإمارات ومصر والسعودية تملك النفوذ الأكبر على مسار الصراع.
بالمقابل إتهم بلوت الإمارات وروسيا والجنرال الليبي حفتر بإطالة أمد الحرب عبر الذهب والمرتزقة، محذراً من أن غياب معالجة هذه العوامل يعني استمرار الموت والمجاعة.
في السياق تحدثت كينزل عن تقارير مفزعة من الفاشر تفيد بأن المدنيين باتوا يأكلون علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، مؤكدة أن شاحنات الإغاثة تتعرض لهجمات متكررة.
وشدد ماليزا على أن الصراع تجاوز السياسة والجغرافيا ليصبح حرباً على المدنيين والأطفال والنساء، بينما دعا غاي إلى أن يتحمل الاتحاد الإفريقي مسؤوليته ويضع السودان في صدارة أجندته.
ودعا المشاركون إلى رفع الحصار عن الفاشر فوراً، وتأمين وصول المساعدات دون عوائق، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، مؤكدين أن صمود السودانيين يفرض على المجتمع الدولي واجب عدم الاستسلام أو الصمت.
