نداء عاجل داخل البرلمان الفرنسي لوقف الإبادة في السودان ومحاسبة داعمي المليشيا

باريس – الأحداث
شهدت الجلسة العامة للبرلمان الفرنسي مداخلة قوية لأحد النواب حذّر خلالها من تفاقُم الجرائم ضد المدنيين في دارفور، ووصف ما يحدث في السودان بأنه “إبادة جماعية بالرصاص” تتصاعد منذ سقوط مدينة الفاشر بيد مليشيا الدعم السريع (الجنجويد).
وقال النائب في مداخلته إن السودان يواجه مأساة إنسانية كبرى، حيث يتعرض المدنيون للقتل والاغتصاب والتهجير، مشيرا إلى أن صور وفيديوهات الجرائم تخرج من مرتكبيها أنفسهم، في مشهد يجسد “سفاري بشريا” وعمليات إعدام ميدانية وسط صرخات عناصر المليشيا.
وأضاف أن أكثر من 150 ألف شخص قُتلوا منذ أبريل 2023، فيما بلغ عدد النازحين واللاجئين 16 مليونا، مع تفشي المجاعة وغياب أي حماية للسكان، وذكّر بمقتل نحو 500 مدني داخل مستشفى الولادة في الفاشر قبل أيام، بالإضافة إلى معلومات عن إجبار لاجئي مخيم “غوروم” على دفع فدى مقابل إطلاق سراح ذويهم المحتجزين.
وانتقد النائب صمت العواصم الأوروبية تجاه دور الإمارات العربية المتحدة في تسليح المليشيا، معتبرا ذلك “تواطؤا غير مقبول”، كما عبر عن استغرابه من تجاهل الإعلام العالمي للرعب الجاري في السودان.
وأردف قائلًا: “كل حياة ثمينة. تجاهل ضحايا إفريقيا هو إنكار لإنسانيتنا المشتركة”.
وطالب الحكومة الفرنسية باتخاذ خطوات ملموسة تشمل ضمان حماية المدنيين الفارين إلى طويلة بعد مجزرة الفاشر ودعم إنشاء ممرات إنسانية آمنة بجانب الضغط على الشركاء وفي مقدمتهم الإمارات لوقف إمداد المليشيا بالسلاح فضلا عن العمل على وقف القتال وفتح مسار سياسي للسلام في السودان.
وختم النائب مداخلته باقتباس من الأسقف ديزموند توتو قائلا :“رجاءً، اعترفوا أننا بشر أيضًا”.
ومن المتوقع أن يرد وزير الخارجية الفرنسي على تساؤلات النائب بشأن الخطوات التي تعتزم باريس اتخاذها تجاه الأزمة السودانية، وسط مطالبات حقوقية ودولية بتفعيل عقوبات ومحاسبة دولية لمرتكبي الجرائم وداعميهم.


