رأي

نحن والبرهان

 

 

أمين حسن عمر

قال:

ماهي مشكلتكم مع الرجل أو بالأحرى ما هي مشكلته معكم؟

 

قلت:

مشكلته معنا يسأل عنها هو، ربما ليس له مشكلة معنا ، ولكنه يستثمر فحسب!!

قال:

ومعنى ذلك؟

قلت:

لا يخاطبنا ولكنه يخاطب آخرين يتسمعون وقد لا يسمعون لما يقول كما هو لا يسمع ما نقول!!

قال:

وما مشكلتكم أنتم معه؟

قلت:

ما لنا من مشكلة معه سوى أن يعلم أنه ليس المانح المانع، فمن يقدم روحه للفداء يعلم أن الله وحده هو المانح المانع.

قال:

ما معنى ذلك؟

قلت:

الرجل يظن أن ما يجوز لغيرنا لا يجوز لنا فإن تجاوزت الحركات أو الجماعات المسلحة في الشرق أو الغرب في الكلام فلا تثريب ولا ملامة ،وإن تحدث بعضنا بمجرد الرأي فهي المزايدة والمكايدة، وهذا تطفيف لا نقبله، فما يجوز لغيرنا فهو مباح لنا ، ثم أنه يتعامل معنا بفقه المرجئة فعلينا أن ننتظر الانتخابات حتى نتكلم أو ندلي برأي من الأراء، فنحن الذين قلنا لا نريد حكما ولا مشاركة في الحكم الإنتقالي مطلوب منا أيضا ألا نقول بالرأي فيما يتحدد به مسيرنا ومصيرنا أثناء الحكم الانتقالي، وبطبيعة الحال لن نرضى بالإصمات والإخراس ولو سموا الرأي منا مزايدة أو هم لم يفعلوا.

قال :

وماذا بعد ؟

 

قلت:

ربما الرجل يريد أن يطيل المقام في المقام الرئاسي ويظن أن الإطالة لن تعجبنا ، وصدق فالإطالة لن تعجبنا ، فنحن لانريد حكما إنتقاليا طويلا بغير تفويض إنتخابي ،لأنه سوف يكون سببا في طرؤ الخلافات وإحتدامها ولو بعد حين قليل، ولكن تقدير المدة الإنتقالية تحددها الوقائع وليس التمنيات منا أو من تلقاء جماعة الرجل!

قال:

وما هي هذه المحددات والوقائع؟

قلت:

اولا إكتمال مرحلة التحرير وكم من الزمن تستلزم ولا نتحدث عن تحرير العاصمة وإنما عن تحرير كامل البلد من وجود المليشيا ومن تهديدها ، وهذه لا نتحكم فيها ونسميها مرحلة التحرير وليس مرحلة التأسيس ولا يستطيع أحد أن يحدد زمنها فزمنها رهين بمهماتها،

قال:

ثم ماذا بعد ذلك؟

قلت:

بعد ذلك مرحلة إنتقالية لا يجب أن تتجاوز العام وهي للتحضير للانتخابات، وتنظيمها لإنتخاب مجلس تأسيسي لصنع الدستور ولإنتخاب حكومة مفوضة من الشعب لإعادة بناء البنية التحتية للبلاد بعد الحرب.

قال :

وماذا يحول بينكم وبين الحوار مع الرجل حول هذه المسائل؟

قلت:

ربما الرجل لا يريد أن يرى معنا في مشهد يراه أصحاب الفيتو علينا ، وهو أيضا ربما لا يريد أن يتسرب خبر عن لقاء مستتر معنا، لكننا نحن مثل سائر القوى السياسية بل نحن أقواها وإن كان هو من يحكم ويتشاور مع كل القوى السياسية فنحن جزء من هذا الكل، بل نحن الجزء الأكثر عددا ولن نقبل أن يضعنا الرجل أوغيره بعد أداة الإستثناء حتى لا يراه من يراه وكأنه جزء منا!!

قال:

وهل يخشى أن يراه الآخرون جزءا منكم؟

قلت:

الآخرون دول وأحزاب وجماعات من أصحاب الفيتو علينا يستخدمون هذه اللازمة لجعلنا وإبقائنا في الظل وفي الهامش و لكي يعزلونا عن دائرة التأثير ، وهذا ليس سرا من الأسرار، فحتى عندما كانت الأمور مرتبة بين الرجل ونائبه سابقا ، وكان النائب هو الأشد عداء لنا وكيدا لنا وسماعا لأوامر الآخرين ضدنا، ولكنه كان أيضا الأحرص على التواصل معنا واللقاء بنا، بينما وضع الرجل الحواجز والموانع والدشم بيننا وبينه حتى لأجل محض الكلام.

 

قال:

ولماذا يفعل ذلك؟

 

قلت:

الإجابة لدى الرجل وليست لدي، ولكن ربما يظن أننا نحمل الضغينة عليه وهو ربما لا يعلم أن من إعتاد القيادة والسيادة لا يحمل الضغينة على أحد، فسيد القوم لا يحمل الحقدا.

قال:

وما هو موقفكم الآن؟

قلت:

موقفنا هو أننا نتعامل بواقع الحال وواقع الحال أن الرجل هو قائد المؤسسة والمؤسسة هي حائط الصد ودرع الدفاع عن الوطن ونحن إنحزنا للمؤسسة وتوحدنا معها في الخنادق لا في الفنادق كما آخرون.. وسوف نمضي على هذه الحال ولن نبدلها بالإستفزاز، لأننا رضينا أم سخطنا فنحن في هذا الظرف أهل الطاعة في المنشط والمكره للمؤسسة ولقادتها حتى ينجلي البلاء عن البلاد

 

قال:

ثم ماذا …هل من مخرج من هذه الحال؟

قلت:

المخرج من كل ثقة منقوصة وظنون مستريبة هو الكلام الصريح بلا مواراة ولا مواربة فإن حدث ذلك فذلك مخرج…لكننا سنمضي معتمدين على إنفسنا ومعتدين بها ومتوكلين على الله لا يهمنا من ظلمنا ولا من خذلنا ، فمن كان مع الله إستغنى بالله عن محبة ونصرة كل صالح وطالح من الناس…والله خير الناصرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى