“نبتة حبيبتي” عرض تذكاري في محبة هاشم صديق

الأحداث – متابعات 

كتب د.سيد أحمد أحمد عميد كلية الموسيقي والدراما قائلا :  “الزمان الاثنين 1 ديسمبر 2025م المكان مسرح اتحاد الادباء والفنانين – بورتسودان. النص كتابة : الراحل هاشم صديق.. الاخراج ربيع يوسف الحسن”.

وقال “الراحل هاشم صديق.. هو لوحده وباسمه يعتبر في (اعتقادي) مؤسسة فنية إبداعية أكاديمية. محبا للحقيقة وللحق والجمال.  خطابه موشح بهذه القيم، سواء كان في الكتابة الشعرية او المسرحية او دراما الإذاعة والتلفزيون. له مدرسة متفردة في الدراسة والتحليل لمنتج الدراما من حيث هو قيمة للانسان، لاسيما فهو يقدم الدراسة والتحليل لأي دراما كانت بمختلف جنسيات منتجوها، فهو يتعامل معها باعتبارها ارث ثقافي إبداعي إنساني، ولا تحده حدود الجغرافيا، حيث أن الدراما في معناها تتجاوز الحدود”.

وأضاف “أراد الراحل الحبيب في منجزه نبتة حبيبتي أن يغامر بقالب تاريخي لاسقاط وضع اجتماعي سياسي، كان ومازال يجثم على حرية تفكير وخيار الإنسان. اختار المخرج ربيع يوسف الحسن النص ليكون عرضا تذكاريا يساهم في إبراز منتوج الراحل هاشم صديق، في فعالية انتظمت داخل وخارج السودان (في محبة الاستاذ هاشم صديق)،.

شاهدت العرض في البث المباشر لاستاذنا وزميلنا محمد علي مخاوي. وهنا يجدر بي أن اشكره لهذا المجهود الجميل”.

قراءة في العرض   :

اولا الإطار التعبيري والتشكيلي :

لاحظت أن الإمكانات لخلق صورة مشهدية كانت تواجه صعوبات، واتضحت من خلال نوعية المواد التي وظفها المخرج في خلق صورة تقريبية لما يدور في ذهنه، ولقد نجح إلى حد كبير في إيصال الفكرة من وراء تكوينات الصورة بتلك الإمكانات المحدودة.

ولقد نجحت الأزياء إلى حد كبير في المساهمة بشكل  ملاحظ في الإطار التعبيري والتشكيلي للعرض.

الاخراج : من المعروف ان كلاسيكيات المسرح تتناول بثلاث طرق لاخراجها، اما ان تكون بنفس تفاصيل زمنها من حيث الزي والمعمار والاكسسوار وغيره، أو أن يختار المخرج المزج بين الأصالة والمعاصرة، أو أن يتناولها المخرج بشكل معاصر ويسقط فيها الآني من أوضاع اجتماعية او سياسية او فكرية مستندا لفكرة وجوهر النص الكلاسيكي وهو مايعرف بالتجريب المسرحي.

اختار المخرج في اعتقادي المزج بين الأصالة والمعاصرة، وهو ماظهر جليا في الصورة التقريبية للأزياء، والمعمار المسرحي الكثيف الدلالة بالأحرف الهيروغليفية وهذه دلالة احسبها تذهب نحو (الكلمة) والتي سعى نحوها المؤلف، وحملها لكثير من حوارات شخوصه.

اشتغل المخرج على شخصيتي الملك (عكاف) و(كبير الكهنة) لقد وصلت الفكرة الجوهرية لرؤيته  الاخراجية. حيث أضعف كبير الكهنة صاحب السلطة الدينية، واكسب الملك عكاف صاحب السلطة السياسية قوة في شخصيته وعظمتها وهيبتها، حيث ركز المخرج على تكثيف هذه المعاني في الزي الذي اتسم بالفخامة والكاريزما، لا سيما دعمه باداء تمثيلي مجود من الممثل محمد البحر لتظهر شخصية عكاف بأنها أقوى. بينما ظهر الكاهن الأكبر الممثل قاسم العربي شخصية مهزوزة ضعيفة يستخدم الصراخ والتشنج لاثبات نفسه، فضلا على مساواته في الزي مع الكهنة الذين هم في معيته، فأصبح لا يتميز باي صفة تجعله صاحب (كلمة).

لقد نجح المخرج في بث رؤيته عبر مرتكزين

الزي والأداء التمثيلي لشخصيتي الملك والكاهن. وذلك لسبب وحيد وهو ان الملك عكاف اظهره المؤلف بأنه ضعيف ومهزوز ومغلوب على أمره، بينما كان المخرج في اضافته للعرض كرؤية جديدة عكس ذلك

وكل التوفيق لأصحاب العرض والمخرج ربيع يوسف. وشكرا لمجهوداتكم الجميلة. يجدر بنا ان نشير إلى أن المسرح السوداني الكلاسيكي يعج بمئات النصوص التي يمكن أن يعاد عرضها بذات الاهتمام وتقديم رؤى جديدة ومعاصرة.

Exit mobile version