تقرير – خديجة تاج السر
“نفدنا بجلدنا قبل أن يغتصبونا عناصر مليشيا الجنجويد”، بتلك العبارة رسمت إحدى السيدات الناجيات من مذابح وانتهاكات الدعم السريع في قرى شرق الجزيرة والتي وصلت إلى مدينة ابوحمد الغنية بالذهب في ولاية نهر النيل المأساة الإنسانية التي خلفها اجتياح المليشيا لقرى شرق الجزيرة مؤخرا وارتكاب فظائع مروعة يندى لها الجبين.
كارثة إنسانية :
وحط الآلاف من النازحين من قرى شرق الجزيرة رحالهم في ولاية نهر النيل للنجاة من انتهاكات عناصر المليشيا المتمردة وبحثا عن الأمان المفقود، الوافدون إلى نهر النيل من قرى الجزيرة والذين أمضوا أسبوعا كاملا في رحلة نزوح من قراهم هناك كانت معظمها سيرا على الأقدام ولعدة أيام قبل أن يعثروا على مركبات أقلتهم إلى مدينة شندي، تلاحظ أن معظم القادمين من قرى الجزيرة المنكوبة من النساء والأطفال، وجرى توزيع الوافدين إلى نهر النيل جراء المأساة التي شهدتها الجزيرة إلى محليات الولاية المختلفة.
من بين محليات نهر النيل التي استقبلت وافدي الجزيرة محلية أبوحمد التي تقع في أقصى في شمال الولاية، وتعد أبوحمد من بين أغنى المحليات بمعدن الذهب النفيس حيث يتوافد عليها المنقبين عن الذهب من كل صوب وحدب.
المئات من الأسر وصلت إلى أبوحمد في حالة يرثى لها جراء الكارثة الإنسانية التي عايشوها خلال الأيام الماضية غير أن استقبال الفعاليات الرسمية والشعبية لهم خففت عنهم مصابهم وفقدانهم لكل ممتلكاتهم سواء الملابس التي يرتدونها.
منح الأمل :
ورحب المدير التنفيذي لمحلية أبوحمد عبدالرؤوف حسن المبارك وبرفقته إنتصار محمد عبدالرحمن مدير وحدة مدينة أبوحمد بالوافدين الذين حطوا الرحال بمدينة أبوحمد، وتمنى لهم إقامة طيبة وسط أهلهم في أبوحمد، وتعهد بتقديم كافة العون والدعم وتوفير الاحتياجات وتوظيف حكومة المحليه وإدارتها المختصة ومجتمعها المحلي في خدمة الوافدين الجدد.
بالمقابل شرع شباب وحدة المدينة في إسكان الوافدين بقرى الفداء بعد تجهيزها وتهيئتها وتوزيع وجبات غذائية عاجلة لهم وتشكيل غرف طوارئ لمتابعة الأسر الوافدة واستقبالها وتوزيعها بحسب الترتيبات التي جرى وضعها لذلك.
وبحسب المتابعات فاق عدد الواصلين إلى أبوحمد (1000) أسرة معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
ومثل الاهتمام الذي حظي به الوافدين ترياقا لهم ضد الحالة المذرية التي وصلوا بها إلى أبوحمد، وتلاحم الجهد الرسمي والشعبي بتقديم كل ما يلزم لمنح الأمل من جديد في الحياة للمكتوين بنيران المليشيا.
روايات الناجين:
وروى ناجون من انتهاكات المليشيا المتمردة الذين وصلوا إلى أبوحمد قصصا مأساوية للفظائع التي ارتكبها الجنجويد.
وقالت فاطمة وهي من إحدى قرى شرق الجزيرة إن المليشيا أقدموا على حرق منزلهم واغتيال جارهم ووالده بعد تعذيبه لرفضه الخروج من منزله ومنطقته، مشيرة إلى أن رحلة نزوحهم امتدت إلى السير بالاقدام لمدة 3 أيام قبل أن يجدوا مركبة تقلهم إلى مدينة شندي.
فيما قال طفل يدعى أحمد من داخل مركز إيواء ابوحمد بعبارات مقتضبة مليئة بالرهبة والخوف ” الدعامة جو يضربوا في السلاح ونحن هربنا عشان ما يقتلونا “.
بالمقابل أكدت الحاجة آمنة وهي وافدة من إحدى قرى تمبول إنهم غادروا منازلهم بالملابس التي يرتدونها، وتابعت ” أحسن نمرق نحافظ على نفسنا أحسن ما يبشتنونا”.