حوارات

نائب مدير جامعة إفريقيا العالمية للشؤون الإدارية والمالية د.خالد عبدالرحمن في حوار: 

 

رغم الحرب جامعة إفريقيا العالمية تُكمل عامها الدراسي الثاني بـ18 مركزا امتحانيا حول العالم

حوار : محمد أحمد سيد

في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، استطاعت جامعة إفريقيا العالمية أن تُكمل عامها الدراسي الثاني بعد الحرب، وتُدير امتحاناتها في 18 مركزًا داخليًا وخارجيًا. في هذا الحوار نسلّط الضوء على تفاصيل هذا الإنجاز، والجهود الإدارية التي رافقته، مع د.خالد عبدالرحمن نائب مدير الجامعة للشؤون الإدارية والمالية.

 

سؤال: دكتور خالد، بداية نُهنئكم على هذا الإنجاز النوعي. كيف استطعتم، في ظل هذه الظروف، تنظيم الامتحانات على هذا النطاق الواسع؟

نشكر لكم التهنئة، لقد كان هذا الإنجاز ثمرة جهود جماعية تكاملت فيها إرادة الإدارة وعزيمة منسوبي الجامعة، رغم ظروف الحرب وانهيار البنية التحتية في مناطق كثيرة، وضعنا خطة محكمة لإدارة العام الدراسي ، وتوجناها بتنظيم الامتحانات في( 18) مركزًا موزعة داخل السودان وخارجه. اعتمدنا على التنسيق الدقيق، واستغلال الإمكانات التقنية والبشرية المتاحة، مع مراعاة ظروف كل منطقة.

 

سؤال: ما أبرز التحديات الإدارية التي واجهتموها خلال التحضير للامتحانات، وكيف تعاملتم معها؟

أبرز التحديات تمثلت في ضعف الاتصالات، صعوبة الحركة، والانقطاع المتكرر للكهرباء، واجهنا ذلك عبر تعزيز التواصل مع منسقي المراكز، وتوفير الدعم اللوجستي المناسب، وتأهيل الكوادر وتفويض الصلاحيات ميدانيًا لضمان سرعة اتخاذ القرار.

 

سؤال: ما هي المراكز التي أُقيمت فيها الامتحانات داخل وخارج السودان؟

أقمنا الامتحانات في (10) مراكز داخل السودان: بورتسودان، كسلا، أم درمان، عطبرة، مروي، دنقلا، أبو جبيهة، الرحماب، سنار، ومدني. أما خارجيًا، فكانت المراكز في: مصر، السعودية، قطر، الإمارات، ليبيا، نيجيريا، أوغندا، وإندونيسيا.

 

سؤال: كم عدد الطلاب المشاركين في الامتحانات هذا العام؟ وكيف تم التنسيق معهم ومع إدارات المراكز الخارجية؟

جلس للامتحانات هذا العام (7250)طالبًا وطالبة بنسبة (97٪) من أصل حوالي (7500) طالب مسجلين بالجامعة. تم التنسيق عبر نظام متابعة مركزي، وتطبيقات تواصل فعالة بين الإدارة والمراكز، إضافة إلى توفير أدلة إجرائية وخطط تفصيلية لضمان توحيد الإجراءات وتنفيذ الامتحانات في توقيت موحّد.

 

سؤال: كيف أعدّت الجامعة كوادرها الإدارية والأكاديمية لتنفيذ هذا العمل الكبير بنجاح؟

بدأنا مبكرًا بتدريب الكوادر على آليات العمل في الظروف الاستثنائية، وأجرينا محاكاة لتنفيذ الامتحانات، مع توزيع فرق دعم فني وإداري على المراكز. كما استفدنا من خبرات السنوات السابقة، وحرصنا على التوثيق والتنظيم الدقيق لكل خطوة.

 

 

سؤال: ما دور الشراكات مع الجهات المحلية والدولية في إنجاح تنظيم هذه الامتحانات؟

للشراكات دور محوري؛ فقد ساعدتنا بعض الجهات في تأمين مقار الامتحانات خارج السودان، وتوفير الدعم التقني أو اللوجستي، لا سيما من وزارات التعليم أو السفارات نحن نثمن هذه الشراكات ونعمل على تطويرها بما يخدم طلابنا.

 

سؤال: كيف تعاملت الجامعة مع قضايا التقنية والربط الإلكتروني بين المراكز المختلفة، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية في بعض المناطق؟

استخدمنا حلولًا تقنية مرنة تناسب تفاوت الإمكانات بين المناطق، واعتمدنا على منصات خفيفة وسهلة الاستخدام، مع توفير دعم فني مباشر. كما تم اعتماد بدائل للطباعة والتوزيع الإلكتروني المؤمّن للامتحانات حيث تعذر الاتصال، لضمان عدم تعطل العملية.

 

سؤال: ماذا عن البرامج الدراسية التي تُقدمها الجامعة حاليًا؟

تُقدّم الجامعة حاليًا (56) برنامجًا أكاديميًا في (22) كلية، تغطي تخصصات شرعية، علمية، إنسانية، وتقنية. نحافظ على الجودة الأكاديمية من خلال مراجعة المناهج، وتدريب أعضاء هيئة التدريس على أدوات التعليم الإلكتروني.

 

 

سؤال: هل سيُتوّج هذا العام بتخريج دفعة جديدة من الطلاب؟ وما هي خطط الجامعة لاستيعاب الخريجين ودعم مسيرتهم المهنية؟

نعم، متوقع هذا العام بتخريج (30٪) من جملة الطلاب الذين جلسوا للامتحانات ال(7250) وهذه النسبة المعتادة في حالة الاستقرار. لدينا برامج لربط الخريجين بسوق العمل، وتنظيم ملتقيات توظيف، إلى جانب شبكة خريجين نشطة تتيح لهم التواصل مع فرص التدريب والتطوير المهني.

 

 

سؤال: كيف تقيّمون استجابة الطلاب وتفاعلهم مع الترتيبات التي وُضعت؟ وما الدروس التي خرجتم بها من هذه التجربة؟

استجابة الطلاب كانت ممتازة، أبدوا التزامًا عاليًا وانضباطًا رغم الظروف. من أبرز الدروس أهمية المرونة، وضرورة الاستثمار في التقنية، وتعزيز روح المبادرة لدى الإداريين والأساتذة، إضافة إلى أهمية بناء شراكات محلية وخارجية قوية.

 

سؤال: ما الرسالة التي تودون توجيهها من خلال هذا الإنجاز إلى الطلاب، وأولياء الأمور، والشركاء في الداخل والخارج؟

رسالتنا أن التعليم لا يتوقف حتى في أحلك الظروف، وأن إرادتنا أقوى من التحديات. نشكر أولياء الأمور على ثقتهم، والطلاب على صبرهم واجتهادهم، ونثمّن دعم الشركاء الذين كانوا سندًا حقيقيًا في هذه المسيرة.

 

 

سؤال: ما الخطوات التالية التي تنوي الجامعة اتخاذها لتعزيز استقرار العملية التعليمية وضمان استمراريتها؟

نركز على تعزيز التعليم ، وتطوير البنية التحتية التقنية، إلى جانب تحسين بيئة العمل الأكاديمية، مع إطلاق مشاريع دعم إعادة الإعمار.

سؤال: كلمة أخيرة تودّون توجيهها في هذا السياق؟

أقول: جامعة إفريقيا العالمية ستظل وفية لرسالتها التعليمية، وستبقى منارة للعلم في القارة. نحن مستمرون، مهما بلغت التحديات، في خدمة طلابنا وأمتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى