بقلم/ محمد الحاج
ما شهدته العاصمة الكينية بالأمس القريب هي أخطر سابقة في اختراق الأمن القومي السوداني وعدم احترام سيادته على أرضه بل ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك بالتوقيع على اتفاقية تلغي وتنسف حق الشعب السوداني في وجوديته.
إن إعلان نيروبي، قد أوضح تماماً حجم التآمر الذي يمر به السودان وشعبه الصابر الصامد المكلوم، إن هذا التداعي الكبير على الأمة السودانية والذي استخدم فيه دول من محيطه الإقليمي يبين حجم ما خطط له لإيقاع السودان تحت وطأة المستعمر الجديد الساعي إلى خلق فوضى خلاقة لتشتيت المساعي الجادة لعملية إعادة استقرار السودان وبين أيضاً مدى عدم احترام الدور الدولي والعربي الذي يريد إخماد صوت البندقية من خلال بناء الثقة بين مكونات الشعب السوداني.
وبالرجوع إلى العنوان نجد أن إعلان نيروبي هو عبارة عن بداية تنفيذ للخطة (ب) في مشروع تفتيت السودان وذلك بعد نجاح السيناريو (ب) في الخطة (أ) وهو في حالة عدم الاستيلاء على السلطة بانقلاب المليشيا الإرهابية يدخل السودان في زعزعة داخلية ويتم تدمير اقتصاده ومن ثم تقوم القوة الإمبريالية في تنفيذ الخطة (ب) السيناريو (أ) وهو خلق اصطفاف سياسي مسلح تمهيداً إلى إحداث ثورة مسلحة داخل السودان معتمداً في ذلك على قوى حركات الكفاح المسلحة التي خلقتها سابقاً لتنفيذ خطتها وهنا وجب علينا التوقف وتمحيص المشهد من زاوية أخرى لنرى بوضوح الدواعي التي أدت إلى التسريع في عملية تنفيذ الخطة (ب) في تقديري أن أصحاب المشروع علموا علم اليقين بأن ليس هنالك من إمكانية لفرض مليشيا الدعم السريع والقوى المساندة لها سياسياً مرة أخرى في السودان وذلك لأن جميع الدلائل تشير إلى أن جميع الشعب السوداني لا يرتضي هذا الأمر الشيء الثاني أن الداخل السوداني بدا في ترتيب صفه وتوحيد قواه والاصطفاف حول القضية المركزية وهذا الأمر قد ينتج إصطفافاً يمثل الشعب السوداني ويتم قبوله دولياً لوجود مختلف مكونات الشعب السوداني الأمر الأخير هو أن هذه القوى المصطفة والتي سمت نفسها قوى ميثاق السودان تنادي بفتح حوار سوداني سوداني وهذ الأمر إذا ما تم البدء فيها فإنه سيدمر مشروع التفتيت الساعية له القوى الإمبريالية الصهيونية ولذلك كان لابد لهم بالتوجه المباشر إلى الخطة (ب).
فماذا نحن فاعلون كسودانيين في ظل هذا التحدي وكيف يمكننا أن ننجي السودان من هذا المخطط اللعين يبقى السؤال؟