من اسوسا إلى يابوس … أديس أبابا تجدد دعمها التاريخي للمتمردين علي الخرطوم

تقرير – أمير عبدالماجد
يكثر الحديث حالياً عن فتح جبهة قتالية للجيش السوداني في شرق السودان وتحديداً في منطقة بني شنقول حيث اعترفت اثيوبيا انها تمتلك معسكرات هناك تابعة لجيشها، فيما اوردت تقارير اعلامية ان حركة السلاح من داخل اثيوبيا إلى منطقة (مدرج يابوس) وهي منطقة تسيطر عليها حركة عبدالعزيز الحلو متصاعدة، وقالت منصة (ايكاد) إن صور اقمار اصطناعية جمعتها أكدت أن سيارات شحن اتجهت من داخل اثيوبيا إلى منطقة يابوس التي اقيم فيها مدرج يرجح انه يستخدم لاطلاق المسيرات من قرية يابوس إلى بقية المناطق ويرجح ان بعض الطائرات المسيرة التي استهدفت الجيش والبنيات التحتية للمدن مؤخرا انطلقت من هناك، وقالت (ايكاد) ان مطار اسوسا الاثيوبي يبعد فقط (30) كيلو متر من المدرج، وأشارت إلى أن مطار اسوسا نفسه يشهد اعمال تحديث غير اعتيادية من توسعة وبناء هناجر وغيره وهي توسعة تعتقد (ايكاد) انها تتجاوز الاستخدام المدني وترجح وجود دور عسكري، وقالت المنصة إنه وبتتبع حركة الملاحة وضح أن ثلاثة طائرات احجامها مختلفة عن التي اعتاد استقبالها وصلت مؤخرا وبالتدقيق ثبت أنها طائرات شحن يمكنها حمل العربات والمعدات العسكرية ورصدت المنصة بتتبع دقيق للمطار انه سبق واستقبل مسيرات من نوع (مهاجر 6) و(تي بي تو) و (بيرقدار) خلال النزاع الاثيوبي، وأشارت المنصة إلى نقطة مهمة جداً وهي وجود طريق يربط بين يابوس واسوسا الاثيوبية يبلغ طوله (35) كيلومتر من شانه ان يوفر وسيلة سهلة ومختصرة لدخول الاسلحة والافراد والسيارات القتالية والمسيرات، وقالت (ايكاد) ان اثيوبيا اقامت معسكرا للمليشيا يستطيع استيعاب الاف المقاتلين لم يفتتح بعد وتصل الاسلحة الى مطار اوساسا من مينائي بربرة بارض الصومال ومومباسا الكيني.
يقول د. أحمد سعد المتخصص في قضايا القرن الافريقي إنه يستبعد تدخل اثيوبي مباشر في الحرب لان هذا يضر بامنها ويسبب لها اشكالات كبيرة يعلمها صانع القرار هناك تماماً بالاضافة الى ان خطوة كهذه ستجعلها مباشرة امام انتقال البندقية إلى اراضيها واثيوبيا في الوضع الحالي لا تحتمل لا الدخول في عداء مباشر مع السودان ولا انتقال النيران اليها وهي تعلم انها في كل الاحوال بحاجة إلى دعم الخرطوم او حيادها في قضايا كثيرة)، واضاف ( انا لا استبعد فرضية توفير اثيوبيا ملاذات للدعم السريع لان التاريخ يقول إن الدولة الاثيوبية لطالما دعمت ووفرت اللوجستيات للمعارضات السودانية لكن على مستوى ما نعرفه ان الحلو مدعوم بصورة كبيرة من دولة جنوب السودان مثلاً ويمكن لجنوب السودان استلام الشحنات وتهريبها إلى معسكرات الحلو كما ظلت تفعل دائماً لماذا يلجأ الحلو إلى استلام الشحنات من منطقة يابوس وهناك مطارات كلها داعمة له في جنوب السودان ويمكنه عبرها تسليم المعدات الي المليشيا)، وتابع ( الا اذا كان المقصود هنا هو نقل المعارك للشرق في هذه الحالة يمكن فعلاً ان تكون منطقة اسوسا ويابوس منصة لقيادة عمليات هناك وتحويل المنطقة ليس فقط لمنطقة عبور بل منطقة عمليات وهو امر اعتقد أنه سيضر اثيوبيا اولا لان سد النهضة هناك في بني شنقول وانتقال القتال إلى هناك يجعله هدفاً سهلاً للمقاتلات والمسيرات وهي حسابات اعتقد ان متخذ القرار في اديس ابابا يعلمها جيدا وهو يدرك طبيعة العلاقة بين القاهرة والخرطوم وكيف تطورت خلال هذه الفترة التي شهدت توترات كبيرة بين اديس ابابا والخرطوم كما ان وصول الرئيس الاريتري اسياس افورقي إلى السودان كاول رئيس دولة يزور البلاد له دلالاته وهي امور قد تجعل اثيوبيا تستشعر الخطر لكن هذه الامور تجعلها اكثر حذراً في التعاطي مع المسالة السودانية وتشابكاتها واعتقد ان الرسالة المصرية الاخيرة وحديثها عن اتفاقية الدفاع المشترك وتدخلها مباشرة في القتال كلها امور تجعلني اميل الى ان اثيوبيا لن تتورط بهذا الشكل الفاضح).
ويري الخبير العسكري ياسر سعد الدين ان تواطؤ اثيوبيا وحرصها على استمرار الحرب في السودان واضح ويعتقد ان الحكومة والجيش يجب ان يعملا بصورة واضحة على طرد مليشيات الحلو من منطقة يابوس وتدمير المنصات ومنع اي تدخلات اثيوبية قبل ان ينفجر الوضع)، واضاف (متى توقفت اثيوبيا عن الاضرار بالامن القومي السوداني تاريخياً كانت اثيوبيا منصة تدوين على الامن القومي السوداني وقدمت الدعم والاسناد لكل الحركات المسلحة التي قاتلت الجيش السوداني ولا زالت تعتقد ان مساعدة من يقاتلون الجيش السوداني لاي سبب من حقهم الحصول على الدعم لان هذا يمكنها من السيطرة على اراض سودانية ويمكنها من بسط سيطرتها ونفوذها إلى داخل حدودنا لذا لا استبعد بل اتوقع ان تحاول اثيوبيا مساعدة المليشيا لفتح جبهة قتالية في شرق السودان وتهديد السكان والمدن والميناء).



