منتدى قطري للاستثمار في السودان.. خطوة لإنعاش الاقتصاد
تقرير – رحاب عبدالله
رحبت أوساط اقتصادية بما أعلنته قطر استضافتها لمنتدى اقتصادي يتم فيه طرح الاستثمار في السودان، والذي أعلن عنه الوكيل المساعد للشؤون الاقتصادية بوزارة المالية القطرية سعود بن عبدالله العطية إنابة عن الحكومة القطرية خلال لقاء وزير المالية السوداني د.جبريل إبراهيم، على هامش الاجتماعات التحضيرية للمجلس الاقتصادي الاجتماعي لمجلس جامعة الدول العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها البحرين.
وتستثمر قطر 4 مليارات دولار في السودان، عبر 40 مشروعاً زراعياً وسياحياً وعقارياً، وفق بيانات سودانية رسمية.
إمكانية إنجاح المنتدى
وأكد نائب مدير جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا، الخبير الاقتصادي بروفيسور عبدالعظيم المهل، إمكانية إنجاح قطر منتدى الاستثمار في السودان الذي ترتب لعقده بقطر.
وقال المهل ل(الأحداث) “رغم أن الوقت غير مناسب لعقد منتدى أو مؤتمر خاص بالاستثمار في السودان إلا أن قطر معروفة بأنها إن عزمت على شيء فستنفذه ودائماً ما تساهم فيه قطر بالقدح المعلى وتتبني المشاريع الكبرى”، مؤكداً استطاعة قطر في إنجاح المنتدى بمساعدة تركيا وروسيا وبعض الدول الصديقة، ورأى أنه يمكن أن يكون المؤتمر أحد المحفزات المهمة للسلام في السودان وتكوين حكومة تكنوقراط قوية من غير أي حاضنة سياسية.
حوافز استثمار
واشترط المهل لنجاح الاستثمار في السودان تحقيق السلام وقبضة أمنية قوية واستقرار سياسي، لافتاً إلى أنه مهما كانت الحوافز وكان قانون الاستثمار جاذباً إلا أن أهم حوافز الاستثمار الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي فضلاً عن استقرار السياسات.
ونصح المهل بالاستعداد المبكر وبطريقة علمية وبعيداً عن التعصب السياسي والإقليمي والعنصري لإنجاح هذا المؤتمر، بالإضافة إلى تقديم دراسات متكاملة لمشاريع ضخمة صناعية زراعية ومشروعات بنيات تحتية وبنيات معلوماتية وحوسبة كاملة لمحاربة الفساد.
وأعرب المهل عن أمله في التوصل إلى شراكات ضخمة مع قطر في المجالات المختلفة، منوهاً إلى وجود الكثير من الدراسات الجاهزة يمكن تنفيذها في المجالات المختلفة.
خطوة ممتازة
من جانبه وصف الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، تبني قطر لإقامة منتدى للاستثمار في السودان بالخطوة الممتازة، ودعا في حديثه ل(الأحداث) لأهمية تشكيل الدولة لجنة تحدد خارطة الاقتصاد السوداني حتى تكون جاهزة ومعدة مسبقاً تشمل هذه اللجنة إعادة الإعمار وحصر الخسائر التي تعرض إليها الاقتصاد السوداني وغيرها من الأشياء الأخرى، وأردف “مبادرة قطر لاستضافة قطر لمنتدى اقتصادي للاستثمار في السودان أمر جيد”، واعتبره يؤدي للاستعداد للمرحلة القادمة.
تجهيز مشروعات
ورهن الناير نجاح المنتدى باستعداد السودان وتجهيز كل المشروعات التي تحتاج لها الحكومة السودانية وأولوياتها لتقدم خلال هذا المنتدى، وأشار لإمكانية أن تقدم هذه المشروعات لكل الولايات الآمنة أو المستقرة ثم تكون هنالك مشروعات أخرى في مرحلة قادمة بعد أن يعم الأمن والاستقرار كل ربوع السودان، لافتاً إلى أنه في المرحلة الحالية يمكن أن تقدم مشروعات في الولايات الآمنة والمستقرة ويتم الاستثمار فيها بصورة عاجلة وسريعة.
جدوى الاستثمار
وأكد الناير أن الاستثمار الأجنبي المباشر هو أحد العوامل التي تساعد في تدفق النقد الأجنبي على البلاد من خلال إقامة المشروعات وإنشاء المشروعات وهذه تزيد من حصيلة البلاد من النقد الأجنبي من جهة ومن خلال مايتم من سداد لرأس مال المشروع للبنك المركزي، وأيضاً تساعد في تقليل معدلات البطالة والتي ارتفعت بسبب الحرب وتوقف عدد كبير جداً من الوظائف في القطاع الخاص خلال الفترة الماضية، ما عدّه بالتالي يؤكد بأن الاستثمار يزيد من فرص العمل ويقلل معدلات البطالة فضلاً عن أنه يساعد في تحقيق معدلات نمو لأن الاستثمار خاصة في مشروعات إنتاجية زراعية وصناعية وخدمية، يسهم في تحقيق معدلات نمو وهذا من شأنه يحقق معدلات نمو إيجابية في الاقتصاد وهو مؤشر إيجابي.
تبادل المنافع
ورأى الناير أن كل هذه الأشياء تتوقف على مدى استعداد السودان وتجهيز المشروعات وتقديم مشروعات تجد التوافق بين الطرفين تلبي احتياجات ومتطلبات السودان وتلبي أيضاً احتياجات ومتطلبات المستثمر القطري، وأكد أن المبادرة من الحكومة القطرية أمر إيجابي لأن مناخ الاستثمار في الوقت الراهن قد لا يأتي مستثمر من تلقاء نفسه ولكن حينما تدعم الحكومات المستثمرين أو تدفع المستثمرين للاستثمار في مكان تكون هنالك استجابة من المستثمرين القطريين للاستثمار في السودان.
وقال “الشاهد إن دور قطر في دعم ومساندة السودان خلال الأزمات التي تعرض لها واضح جداً”.