تقارير

مقتل 11 طفلًا في قصف مسجد بالفاشر: يونيسف تدين وتطالب بالمحاسبة… والوضع الإنساني ينهار تحت الحصار

الفاشر – شمال دارفور
أكّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ ما لا يقلّ عن 11 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا قتلوا في هجوم بطائرة مُسيّرة استهدف مسجدًا قرب مخيّم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر أثناء صلاة الفجر، بينما أصيب عدد كبير من الأطفال، وتضررت منازل مجاورة للهجوم، ووصفت المنظمة الواقعة بأنها “صادمة ولا تُطاق”. 

وتزامنت الإدانة مع تقارير صحفية وحقوقية أشارت إلى أنّ إجمالي الضحايا تجاوز 70 قتيلًا من المصلّين والمدنيين، في واحدة من أكثر الضربات دموية منذ تصاعد القتال حول الفاشر هذا العام. وأفادت تقديرات ميدانية بأن المسجد دُمّر بالكامل وأن عددًا من الجثامين ظلّ عالقًا تحت الأنقاض لساعات طويلة بعد الهجوم. 

خلفية المكان والزمان

وقع القصف قرب مخيّم أبو شوك الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين جرّاء الحرب الممتدة، مع ملاحظة أنّ الفاشر ترزح تحت حصار طويل ومتصاعد أثّر على توفر الغذاء والماء والرعاية الصحية للأطفال، وهو ما وثّقته يونيسف في بيانات سابقة حول أن المدينة أصبحت بؤرةً لمعاناة الأطفال بعد أكثر من 500 يوم من الحصار. 

الوضع الإنساني وتأثير الضربة

حذّرت يونيسف من أنّ الهجوم لا يهدد الأرواح فقط، بل يقوّض إيصال المساعدات و“البقاء والخدمة” للأطفال، خاصةً بعد استهداف منشآت وخدمات يعتمدون عليها مثل المياه والصحة. وسبق للمنظمة أن نبّهت إلى نهب أو تدمير ممتلكات ومخزونات إغاثية، ما يعمّق فجوة الاحتياجات الأساسية. 

وأشارت تقارير ميدانية إلى أنّ صهريج مياه مدعومًا من يونيسف كان قد تعرّض مؤخرًا للاستهداف أثناء خدمته آلاف النازحين، في مؤشر على مخاطر العمل الإنساني داخل المدينة. كما تواصل وكالات أممية وفرق طبية التحذير من التجويع ونقص الأدوية وارتفاع معدّلات سوء التغذية والأوبئة بين الأطفال. 

الاتهامات والمسؤولية

حمّل الجيش السوداني وجهات محلّية قوات الدعم السريع (RSF) مسؤولية الضربة بالطائرة المسيّرة، بينما لم يردّ المتّهم مباشرة على تفاصيل الحدث حتى لحظة إعداد التقرير. وتؤكد المصادر الإغاثية أنّ التحقّق المستقلّ صعب تحت ظروف الحصار وانقطاع الاتصالات، لكن نمط الهجمات بالطائرات المسيّرة على أحياء مأهولة ومقارّ مدنية في الفاشر متكرر منذ أشهر. 

الموقف الأممي والقانوني

شدّدت يونيسف على ضرورة حماية الأطفال وأماكن العبادة والمنازل والمدارس بموجب القانون الدولي الإنساني، وطالبت بـتحقيق فوري وشفّاف ومحاسبة المسؤولين. وسبق لمسؤولي الأمم المتحدة التحذير من أنّ المدنيين، ولا سيما الأطفال، يدفعون الكلفة الأعلى مع استمرار القتال في دارفور وتفاقُم الانتهاكات بحق المرافق المدنية والإنسانية. 

سياق أوسع: مدينة على حافة الانهيار

تأتي هذه المجزرة بينما تشهد الفاشر تصعيدًا مستمرًا ومحاولات لتغيير ميزان القوى عبر جدران ترابية وإغلاقات تعرقل الحركة والإغاثة، وسط تحذيرات من المجاعة والأمراض والنزوح الجماعي إذا استمر الحصار وسقطت المدينة. وتقدّر مصادر أممية وإغاثية أنّ دارفور تحمّلت النصيب الأكبر من الضحايا المدنيين خلال العام الجاري. 

ردود الفعل والدعوات

قوبلت الجريمة بموجة إدانات دولية وإقليمية، ودعت منظمات إنسانية إلى وقف فوري للهجمات على المدنيين، وفتح ممرّات آمنة للمساعدات، واستئناف الجهود السياسية لوقف إطلاق النار حول الفاشر وعموم دارفور. 

 

خلاصة

تُظهر معطيات يونيسف أنّ الأطفال يتصدّرون قائمة الضحايا في الفاشر، وأن استهداف مسجدٍ وقت صلاة الفجر يمثل خرقًا جسيمًا لقوانين الحرب ويقتضي مساءلة عاجلة. ومع استمرار الحصار وتقلّص الوصول الإنساني، تحذّر الوكالات الأممية من أنّ كل يوم تأخير يرفع احتمالات مجازر جديدة وانهيار الخدمات الحيوية للأطفال وأسرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى