مقال أمجد فريد في “الأحداث” يفضح تناقضات “صمود” وخدمة أجندة الإمارات

الخرطوم – الأحداث
أشعل مقال تحليلي نشرته صحيفة الأحداث بقلم الكاتب والباحث السوداني د. أمجد فريد الطيب موجة واسعة من الجدل، بعدما وجّه انتقادات مباشرة لتحالف “صمود” المدني، متهماً إياه بالانحياز لقوات الدعم السريع وتنفيذ أجندات خارجية تقودها الإمارات.
وفي مقاله، توقف أمجد عند حادثة اغتيال الأمين العام لحكومة شمال دارفور وزوجته داخل منزلهما عبر هجوم بطائرات مسيّرة نُسب إلى المليشيا، مشيراً إلى أن أحد الناشطين المحسوبين على “صمود” برر الجريمة علناً، في الوقت الذي أبدى فيه تعاطفاً مع اغتيال الناشط الأمريكي تشارلي كيرك. واعتبر الكاتب هذه المفارقة دليلاً صارخاً على “تسليع الخطاب السياسي” واستخدامه كسلاح انتقائي يبرر القتل متى خدم المصالح السياسية للتحالف.
وأضاف المقال أن هذه الازدواجية لا تعكس فقط هشاشة الموقف الأخلاقي لـ”صمود”، وإنما تكشف عن طبيعة “القطيع اللاهث وراء السلطة” الذي يستغل شعارات مثل “الحق في الحياة” كغطاء لتبرير انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
وأشار أمجد أيضاً إلى تصريحات قيادات “صمود” لقناة الشرق بشأن مقاطعة اجتماعات الاتحاد الإفريقي المقررة في أكتوبر، بدعوى استبعاد تحالف “تأسيس”. ولفت إلى أن الأخير أعلن قبل أيام قليلة مسؤوليته عن قصف الخرطوم بالمسيرات، ما يعني أن موقف “صمود” يهدف عملياً إلى تأجيل العملية السياسية بانتظار ما يظنه “سقوطاً وشيكاً” للفاشر.
ويذهب المقال إلى أن “صمود” و”تأسيس” وجهان لعملة واحدة تتحرك بإملاءات إماراتية، حيث تعمل أبوظبي عبرهما على السيطرة على المشهد السوداني، عسكرياً من خلال المليشيات، وسياسياً عبر تحالفات مدنية تستخدم كغطاء لتلك الأجندة.
وحذّر أمجد من خطورة إقحام مثل هذه التحالفات المرتبطة بالمليشيات في العملية السياسية، مؤكداً أن ذلك لن يؤدي إلا إلى إغراق المسار المدني في تحالفات مسلحة تُفرغه من مضمونه، وتحوّله إلى أداة إقليمية تعمّق الأزمة بدلاً من حلها.
وختم الكاتب بالتشديد على أن الشعب السوداني، الذي يرزح تحت أعباء الحرب والانتهاكات، لن يقبل بأن تُختطف قضيته العادلة لصالح أجندات إقليمية، داعياً إلى عملية سياسية حقيقية تستند إلى الإرادة الشعبية وتؤسس لدولة مدنية ديمقراطية.



