مقابلة مسعد بولوس حول السودان – منصة Semafor

مقدمة اللقاء
أجرت منصة Semafor الإعلامية، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر 2025، لقاءً خاصًا مع مسعد بولوس، كبير مستشاري الشؤون الأفريقية في الإدارة الأميركية ومستشار الرئيس دونالد ترامب للملف الأفريقي. أدار الحوار يينكا أديوغوكي، محرر الشؤون الأفريقية في Semafor.
تركز الحوار على الوضع الإنساني الكارثي في السودان، ولا سيما في مدينة الفاشر التي تشهد حصارًا ومعارك شرسة، إضافة إلى دور الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات) في صياغة خارطة طريق للسلام، وإمكانية الانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي في البلاد. كما تناول اللقاء الانتقادات الموجهة إلى الرباعية، خاصة تجاه الدور الإماراتي، ومخاوف السودانيين من غياب العدالة والمساءلة عن الجرائم المرتكبة أثناء النزاع.
خلفيات
السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليًا: بحسب الأمم المتحدة واليونيسف، تجاوز عدد الضحايا الأطفال بسبب سوء التغذية منذ اندلاع الحرب 522 ألف طفل، فيما يواجه الملايين خطر المجاعة والنزوح.
معركة الفاشر: المدينة المحاصرة في شمال دارفور أصبحت رمزًا للمأساة الإنسانية، مع تقارير عن قصف متكرر للمدنيين، بما في ذلك استهداف المساجد، وحرمان السكان من الإمدادات الطبية والغذائية.
الرباعية الدولية: تأسست في 2023 كإطار دبلوماسي تقوده الولايات المتحدة، ويضم السعودية ومصر والإمارات، بهدف التنسيق لوقف إطلاق النار والانتقال السياسي في السودان. تعرضت لانتقادات متكررة من القوى المدنية السودانية التي ترى أنها غير شاملة، بل متحيزة لبعض الأطراف الإقليمية.
بيان 12 سبتمبر: بعد شهرين من المشاورات، أصدرت الرباعية بيانًا مشتركًا اعتُبر الأكثر تفصيلًا منذ بدء الحرب، متضمّنًا جدولًا زمنيًا لإنهاء النزاع والانتقال إلى الحكم المدني، مع تأكيد مبدئي على المساءلة عن جرائم الحرب.
الدور الأميركي في عهد ترامب: الإدارة الأميركية الحالية تسعى لإظهار انخراط أكبر في ملف السودان مقارنة بالعامين السابقين، في ظل الانتقادات بأن المجتمع الدولي تجاهل حجم الكارثة الإنسانية.
نص الحوار (بالعربية)
مسعد بولوس: السودان، للأسف الشديد، هو اليوم أكبر كارثة إنسانية في العالم، وبفارق كبير جدًا… واجتماع اليوم كان متابعة لذلك، لضمان أن نبدأ التنفيذ، خصوصًا في الجانب الإنساني.
يينكا أديوغوكي: لقد ذكرتَ الرباعية، لكن كثيرين في السودان، وخاصة المجموعات المدنية، يرون أن الرباعية غير شاملة، وأن الإمارات تحديدًا تلعب دورًا مدمّرًا في النزاع. كيف ترد على هذا الانتقاد؟
مسعد بولوس: انظر، في كل نزاع هناك روايات، وهناك اتهامات، وهناك وجهات نظر مختلفة… ونحن نحاول تحقيق توازن في هذه الديناميكيات.
يينكا أديوغوكي: وماذا عن المساءلة؟ كثير من السودانيين يخشون أن كل الحديث عن خرائط طريق وأطر سياسية لن يحقق العدالة عن الفظائع التي ارتُكبت بالفعل.
مسعد بولوس: المساءلة أمر حاسم. في الواقع، البيان الصادر في 12 سبتمبر تضمّن إشارة صريحة إلى المساءلة عن جرائم الحرب… لكن العدالة أيضًا جزء أساسي من الحل طويل الأمد.
يينكا أديوغوكي: إذن، إذا كان عليك أن توجه رسالة واحدة للشعب السوداني من إدارة ترامب اليوم، ماذا ستكون؟
مسعد بولوس: الرسالة بسيطة: أنتم لستم منسيين… لكننا ملتزمون



