مفاوضات جدة.. جدل العودة للمنبر
تقرير – آية إبراهيم
بعد إتساع رقعة المواجهات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع وتمددها من العاصمة الخرطوم إلى
ولايات دارفور والجزيرة وأجزاء من النيل الأبيض وسنار ومرور عام على الأزمة السودانية يعود الحديث مجدداً عن إستئناف مباحثات جدة وتحديدا في مايو المقبل بحسب وسائل اعلام، تأتي الخطوة بالتزامن مع تقدم كبير يحرزه الجيش في عدد من الجبهات والمحاور أخرها إحكام حصاره على مليشيا الدعم السريع بمصفاة الجيلي.
رفض مشاركة:
ويجئ الحديث عن إستئناف مباحثات جدة التي توقفت في ديسمبر من العام الماضي وسط أنباء عن موافقة المملكة العربية السعودية، التي تستضيف الجولة على ضم جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة إلى طاولة المفاوضات إلى جانب الإتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد” حسب ما ذكرت صحيفة أفريكا إنتلجنس.
فيما رفض السودان عبر مندوبه في مجلس الأمن الدولي الحارث إدريس وجود الإمارات في أي مفاوضات لتسوية النزاع بالبلاد والمطالبة بإدانتها لتأجيجها الحرب في البلاد ودعم مليشيا الدعم السريع وتسمية رعاة مليشيا الدعم السريع وإدانتهم.
قرار حكيم:
ويرى القيادي بحزب الأمة القومي مصباح أحمد أن العودة لمسار الحل السلمي عبر التفاوض هو القرار الحكيم لتجنب السودان مزيداً من القتل والدمار والإنتهاكات.
وقال أحمد لـ ( الأحداث) إن جميع المعطيات تشير إلى أن جولة التفاوض المقبلة ستكون مهمة في محطات الحرب الحالية ، ودعا الطرفين لضرورة التحلي بالحكمة والمسؤولية اللازمة للوصول لحل ينهي معاناة الشعب السوداني ويوقف نزيف الدم والدمار والتشظي الإجتماعي والاستقطاب السياسي.
وأكد أن عملية إنهاء الحرب تحتاج لعملية سياسية واسعة تخاطب جذورها وتضع الأسس لبناء سودان مابعد الحرب على أسس العدالة والمساواة والسلام والتحول المدني الديمقراطي والإصلاح المؤسسي.
ترحيب أمريكي
وأعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، الترحيب بقرار المملكة العربية السعودية إستئناف المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال ثلاث أسابيع.
وكتب بيرييلو على حسابه في منصة (X) وقال إن الحرب على الشعب السوداني يجب أن تنتهي الآن.
وأضاف ” نظراً للحاجة الملحة إلى السلام فإننا نرحب بقرار المملكة العربية السعودية بإستئناف محادثات جدة في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة”.
أهمية جولة :
ويربط المحلل السياسي مصعب محمد علي عودة الحديث مجدداً عن إستئناف مباحثات جدة بضغوط من قبل عدة دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
ويؤكد محمد علي لـ ( الأحداث) أهمية الجولة إذ يرى أنها يمكن أن تحقق إتفاقاً يمهد لوقف إطلاق النار، لكنه عاد ورهن ذلك برغبة الجيش والدعم السريع في إنهاء الصراع عبر المفاوضات بعد هذه الفترة التي خسر فيها السودان الكثير مع إستمرار الأزمة وعدم الإستقرار الأمني.
وحول فرص نجاح الجولة ، قال لا يمكن التنبؤ بها لكن يمكن قياسها من خلال رغبة طرفي الحرب في إنهاء الصراع ،وأشار إلى أن الجولة قد تحدث إختراقاً وتكون بداية لحل الصراع عبر التفاوض.
أسباب تعثر:
وتعثرت مباحثات جدة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع منذ ديسمبر الماضي بسبب عدم التزام المليشيا بإعلان جدة الموقع في مايو الماضي والذي قضى بخروجها من منازل المواطنين والأعيان المدنية ومواقع الخدمات ومقايضتها الخطوة بوضع نقاط تفتيش في الطرقات وقرب المؤسسات الحكومية ومواقع الخدمات “مياه وكهرباء” والمستشفيات، عقب انسحابهم منها.