الأحداث – متابعات
كشفت تقارير حقوقية أن مليشيا الدعم السريع شيدت شبكة من المتاريس الترابية بطول يزيد عن 31 كيلومترا حول مدينة الفاشر بعد أكثر من 500 يوم من الحصار.
ووفقًا لتقرير مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل فإن هذه المتاريس تمنع دخول الغذاء والدواء أو خروج المدنيين ما يجعل الفاشر منطقة محاصرة بالكامل. ويقدر عدد المدنيين العالقين داخل المدينة بحوالي 750 ألف شخص، إضافة إلى نحو 260 ألفا داخل معسكر أبو شوك، بينهم 130 ألف طفل، بحسب الأمم المتحدة.
وأكد التقرير أن الوضع الإنساني في الفاشر بلغ مستويات كارثية، حيث أعلنت المجاعة منذ أكثر من عام، ولجأت عائلات إلى تناول أعلاف الحيوانات وبقايا الطعام للبقاء على قيد الحياة. ووصف ناثانيال ريموند، مدير مختبر ييل، الوضع في الفاشر بأنه “لا مثيل له اليوم سوى في غزة”.
ورغم أن مليشيا الدعم السريع تسيطر على معظم محيط المدينة، فإن الجيش السوداني وحلفاءه من القوات المشتركة لا يزالون يتمسكون بمناطق داخلها، أبرزها مطار الفاشر.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الاشتباكات الأخيرة أسفرت عن مقتل قيادات بارزة من الدعم السريع.
من جانبه، وصف أمجد فريد الطيب، مدير منظمة “فكرة”، صمت المجتمع الدولي تجاه حصار الفاشر بـ”المخزي”، مطالبا بضغط حقيقي على الدعم السريع والإمارات لفك الحصار والسماح بدخول المساعدات.
كما اعتبرت كيت فيرغسون، مديرة منظمة “مناهج الحماية”، أن مأساة الفاشر تجسد فشلا جماعيا في حماية المدنيين، مشيرة إلى أن ما يحدث اليوم يعيد مشاهد مجازر الجنجويد قبل عقدين من الزمن، حين تعهد العالم بـ”إنقاذ دارفور”.
