الأحداث – متابعات
كشفت مصادر خاصة عن تطورات أزمة وقف صادرات نفط جنوب السودان، على خلفية “انفجار ضخم” في خط أنابيب يقع بمنطقة الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد منذ نحو عام.
وقال مصدر مطلع في وزارة الطاقة والنفط السودانية، في تصريحات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إن عودة صادرات النفط من جنوب السودان متوقفة إلى حين الانتهاء من عمليات صيانة خط الأنابيب.
وأضاف أنه جرى الانتهاء من عمليات الصيانة في محطة النيل الأبيض، ويجري العمل حاليا في محطة العيلفون ضاحية الخرطوم، التي من المتوقع إنجازها خلال أيام.
وكان وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم قد أكد في تصريحات سابقة، أن الأضرار التي لحقت بخط الأنابيب اكتُشِفت لأول مرة في 10 فبراير 2024، عندما تعثّر تدفّق النفط الخام، في رسالة وجهها إلى الشركات العاملة في نقل نفط الجنوب.
وأعلنت الخرطوم ان حالة القوة القاهرة على صادرات نفط جنوب السودان قبل ما يزيد على أسبوع بعد “انفجار كبير” في خط أنابيب.
وقالت وزارة النفط، إنها لم تعد تتلقى الإمدادات من جوبا بعد الانفجار، الذي وقع في “منطقة العمليات العسكرية” على بعد نحو 11 ميلًا شمال محطة الضخ، ما يسمح لها بالتخلّي عن التزاماتها التعاقدية.
ومنذ انفصال دولة جنوب السودان عن السودان في عام 2011، تعتمد بصورة كاملة على شبكة من خطوط الأنابيب والمصافي والموانئ لدى الخرطوم، لتصدير الخام الذي تنتجه إلى السوق العالمية.
وبلغت صادرات نفط جنوب السودان إلى محطة التصدير في بورتسودان، نحو 1.2 مليون برميل فقط حتى 20 مارس الجاري، مقارنة بـ2.2 مليون برميل في فبراير، وما يقرب من 6 ملايين في يناير، وفقًا لبيانات تتبع الناقلات، التي نقلتها وكالة بلومبرغ.
وكانت شركة الدار للبترول قد أعلنت مطلع مارس الجاري حالة القوة القاهرة بشأن تحميل مزيج دار الثقيل، جراء تلف خط أنابيب النفط في الخرطوم، الذي ينقل صادرات النفط من جوبا.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار إغلاق مصفاة الخرطوم التي تُعد أحد المصادر الرئيسة لتأمين احتياجات السودان من الوقود جراء الحرب الأهلية.
وقالت مصادر من وزارة النفط، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة: “لم نتمكّن من فتح المصفاة، نظرًا إلى سيطرة المتمردين (قوات الدعم السريع) عليها”.
وأشارت إلى أن الجيش يحاصر قوات الدعم من الخارج في انتظار استسلامها، موضحة أنه فور استسلام المتمردين سيجري بدء تأهيل المصفاة والتشغيل في أقرب وقت.
وكان وزير الطاقة السوداني محي الدين نعيم محمد سعيد أكد، في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة، أن الحرب التي تشهدها بلاده أدت إلى تخريب مستودع الخام في المصفاة، ما أدى إلى فقدان 210 آلاف برميل، وتدمير مستودعات البنزين والديزل التي كانت جميعها مليئة بالمشتقات النفطية.
وأضاف أن آثار الحرب لم تتوقف عند مستودعات مصفاة الخرطوم فقط، وإنما طالت مستودعات شركات التوزيع الموجودة في محيط المصفاة، ما أدى إلى فقدان كميات مقدرة من المشتقات النفطية.
وشدد الوزير على أن المصفاة ما زالت متوقفة عن العمل بسبب الحرب، وتضررت أجزاء مكملة لعملها، مثل مركز التحكم في توزيع المشتقات النفطية بعد تكريرها وخروجها من المصفاة، ومستودعات التخزين الخاصة بالمشتقات داخل المصفاة، وبعض مراكز التخزين التي تستوعب الخام الداخل إلى المصفاة قبل عمليات التكرير.