مسيرات المليشيا.. محاولة للتغطية على هزائم الجنجويد

تقرير – أمير عبدالماجد
شهدت العاصمة فجر الثلاثاء هجوما مكثفاً بالطائرات المسيرة التابعة لمليشيا الدعم السريع استهدف مناطق عدة أهمها مطار الخرطوم ومناطق شرق النيل والحاج يوسف وام درمان حيث سمع دوي انفجارات هنا وهناك، وقال شهود عيان إنهم شاهدوا ما لايقل عن 11 طائرة مسيرة في أجواء مناطقهم قبل أن ترد عليها الدفاعات الارضية للجيش، وكانت السلطات قد أعلنت في وقت سابق انتهاء اعمال صيانة مطار الخرطوم، في وقت نشرت فيه بعض شركات الطيران جدول رحلاتها.
وكان المطار قد خرج عن الخدمة رسمياً منذ اندلاع القتال في ابريل 2023 وتعرض لاعمال تخريب واسعة لكن الحكومة عملت على استعادته بعد تحرير الخرطوم واستعادة السيطرة عليها ولا يبدو واضحاً ماهي الاماكن التي استهدفها الطيران المسير في الحاج يوسف وشرق النيل وام درمان في ظل عدم صدور بيان من الجهات الرسمية. وكانت المليشيا قد استهدفت في وقت سابق بالمسيرات محطات الكهرباء والمياه ومقار مدنية ما تسبب في اضرار لازالت البنية التحتية للعاصمة تعاني منها.
يقول اللواء معاش صلاح محمد خالد إن “مايحدث الان لاينفصل عن مجمل تصرفات المليشيا خلال هذه الحرب فقد ظلت علي الدوام تستهدف البنيات التحتية وحياة المواطنين وعموم المركز الحضري بمثل هذه التصرفات التي لا يمكن تفسيرها استراتيجياً بل هي نوع من المكايدات لا أكثر ولا أقل وضرب المطار الان لا يحقق للمليشيا أي هدف استراتيجي وهي تعلم ذلك لكنه نوع من الاعمال الدعائية التي اعتادت عليها”، وأضاف “كثيرون توقعوا أن تستهدف المواقع التي يعاد احيائها مثل المطار وغيره الأمر ليس مفاجئاً بل كان متوقعاً وهي في تقديري محاولات للقول انهم لازالوا على أرض المعركة أو للضغط على القيادة السياسية أو العسكرية لكن التجربة اثبتت أن هذا النوع من الأعمال العدائية لا يحقق أي هدف للمليشيا التي تبدو مرهقة ومحبطة وتحاول التشبث والبقاء فقط من أجل مفاوضات أغلق الباب امامها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش مؤخرا”، وتابع “الجيش مع الوقت طور أدواته في التعامل مع هذه المسيرات وباتت مضاداته أكثر نجاعة وقدرة على التعامل معها ومع الخطر الذي تشكله لان السلاح في يد الجاهل مصيبة لا تعلم متى وكيف سيستخدمها والمليشيا أثبتت التجربة أنها لا تملك أي موانع اخلاقية تجعلها تمتنع عن قتل الابرياء وتمنعها عن ارتكاب المجازر لذا كان منطقياً أن يذهب الجيش باتجاه تقوية منظومته الدفاعية التي تحتاج الان الى انتشار في كل المناطق الحيوية بالعاصمة الخرطوم”. وغير بعيد عن رأي اللواء صلاح يري الخبير الأمني والاستراتيجي مدني الحارث أن تطوير منظومة الدفاع الجوي أمر مهم جدا بالنظر إلى سلوك المليشيا خاصة وأن العمليات العسكرية في كردفان جعلتها متشككة في قدراتها لذا تلجأ لمثل هذه الأعمال في محاولة للتغطية على خسائرها هناك إضافة إلى رفع المعنوية للجنود والحواضن المجتمعية ومحاولة زحزحة موقف الحكومة من طاولة المفاوضات التي اعدتها الرباعية ولو قرأت مايحدث من الاتحاد الاوربي وتصريحات داعمي المليشيا ومايروج له اعلام المليشيا ستخرج بخلاصات واضحة”، ولايبدو أن الضربة التي وجهتها المليشيا لمطار الخرطوم ستؤثر علي جدول عمل المطار اذ لم ترشح حتى لحظة كتابة التقرير اخبار عن تأجيل أو الغاء الرحلات المجدولة، وقال مصدر ذو صلة ان الرحلات ستستمر واعمال الصيانة بالمطار لن تتوقف لانه من المهم ان نستعيد المطار الذي سيسهم بقدر كبير في عودة المواطنين إلى العاصمة الخرطوم، وعن اعمال الصيانة قال إنها اكتملت بنسبة كبيرة وان المتبقي فقط هو اعمال يمكن اكمالها في اي وقت لان العمل الاساسي انجز وسيعود المطار بالتدرج المتفق عليه حتى يستعيد كامل قدراته.
إن معادلات الحل في السودان تبدو معقدة فالبعض يرى أن الامور ستحسم عسكرياً والجيش يتقدم فعليا المهندس محمد عامر قال ان هذا النوع من المسيرات مرتبط بنظام جي بي اس عبر الاقمار الاصطناعية واماكن وصوله واهدافه محددة سلفا لا يبدو ان الغارة ستؤثر سلبا على عمل المطار الذي يتوقع ان يستقبل الطائرات حسب البرنامج المعد سلفا ولم تعلن السلطات او الشركات عن الغاء رحلاتها حتى الان.



