ثقافة وفنون
مسرحية الصدى والآخر
السر السيد
النص من تأليف الكاتب دفع الله حامد والذى يعد صاحب حضور كبير في التأليف بين ابناء جيله، فقد كتب مسرحيات كثيرة ومتنوعة نذكر منها (أجنحة الضفادع) و (خيوط الأفق) -تأسيسا على مختارات من أشعار محمود درويش- و(حبيبو قسمتو ونصيبو) و (الصدى والاخر).
مسرحية الصدى والاخر:
تتكون المسرحية من خمسة شخصيات هي الملك والفنان والفتاة والطبيب والعراف ولا تستخدم طريقة التقسيم إلى مشاهد أو لوحات بل تأتى دفعة واحدة وعبر حوار ذي حمولة فكرية كبيرة وذي منحى سجالي يحاول النص الكشف عن طبيعة الصراع بين القوة والحق من خلال التصاقهما في جسد واحد إذ أنه يقوم على فكرة مبهرة مفادها أن الملك والفنان وبما يحيلان اليه توأمين ولدا ملتصقين يضمهما جسد واحد،ولكنهما يختلفان ويتصارعان وبما ان الملك لا محالة سيرمز للقوة والسلطة والجبروت والفنان لا محالة سيرمز للحق والخير والجمال سيمضى بنا النص لنقف على مقولته الاساس أو قريبا منا وهي صراع القوة مع الحق او الحق مع القوة فى الكيفية التي يجب/ يمكن أن ترتب بها علاقات المجتمع في السلطة والعدالة والحرية والاخلاق.
جاء فى النص:
الفنان: نحن نسير فى خطين متوازيين لا يلتقيان… لا أستطيع أن أحتويك في دوائري.
الملك: ( غاضبا ) أنا من أريد خلعك واجتثاثك من جسدي..لن أترك وسيلة للتخلص منك والقضاء عليك لم يعد للتواني نفع .. أنا الملك هنا وأنت تتحرك بامرى وعلى بلاطي وتنمو فوق جسدي.
هذا الصراع الذى يأخذ طابعا فكريا وفلسفيا يصل الى منتهاه ليؤكد على حقيقة أن القوة بلا حق مهما كانت فلن تستطيع الصمود امام الحق وانها لا محالة زائلة..للوصول إلى هذه الحقيقة أو قريبا منها سيراهن النص على تقنية الحوار دون غيرها من تقنيات الكتابة المسرحية فهي الأكثر قدرة على الدفع بوتيرة السجال خاصة أنه يقارب موضوعا ذى طابع فكري وفلسفي فتقنية الحوار هي الأكثر قدرة على الدفع بوتيرة السجال للوصول نحو غايات النص عبر عرض وجهات النظر المختلفة حول مقولته الاساسية التي أشرنا لها في ثنايا المقال.
ختاما أشير إلى أن المسرحية أخرجها المخرج المثابر حاتم محمد على بمشاركة الممثلين عبدالرحمن الشبلي ونصرالدين عبدالله وحنان الجاك وطارق علي وعادل فطر وعرضت في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة داخل وخارج السودان كمسرح مركز شباب امدرمان و عمٌان ودمشق والقاهرة كما انها نشرت
ضمن كتاب (نصوص مسرحية سودانية) الصادر عن دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة في العام 2010.