محمد وداعة يكتب: حمدوك.. يا خسارة..!!
ما وراء الخبر
حمدوك كان مرشح الإمارات لرئاسة حكومة الثورة، ومعلوم دورها في إقناع قيادات الحرية والتغيير بطريقة أو بأخرى.
رئيس حزب كان مرشحاً لرئاسة الوزارة وكان يقود الاتصالات لترشيح حمدوك بدلاً عنه، بوعد أن يكون وزيراً للخارجية.
حكومة المحاصصة الحزبية بعض وزرائها يمثلون جهات أجنبية وبعضهم ممثلين لرجال الأعمال.
ياسرعرمان فضح حقيقة الاتفاق على خروج مليشيا الدعم السريع من بيوت المواطنين واعتبره مزايدة.
رحم الله فنان السودان محمد وردى، كتب وغنى (خاف من الله)، وكان أحياناً يغني يا خسارة حبي ليك، أو يا خسارة تعبي فيك، الأغنية لوحة فنية محتشدة بالحزن من جحود (المحبوب)، والمقصود في حالة حمدوك تنكره وعدم اكتراثه لآراء عدد كبير من أصدقائه ومستشاريه السابقين وانخراطه بدون (تابلت) في لقاء قائد المليشيا المتمردة في أديس والتوقيع بإسم “تقدم” على إعلان سياسي وخارطة طريق مع المتمردين.
مع الأسف، ولا شك فإن حمدوك ارتكب خطأ كبيراً، ليس فقط لجهة فقدان دور مرجو في حل الأزمة، وليس لأن توقيعه على إعلان أديس قد عقدها، وليس لأن حمدوك ارتضى لنفسه دور (محلل) طلاق الثلاث فحسب، بل لأن حمدوك الذي أبدى امتعاضه من الحرية والتغيير وطريقة عملها في وقت سابق، يدرك تماماً أنه (مستغل) من هذه المجموعة ومن جهات إقليمية ودولية، وهو يعلم أن حميدتي لا عهد له ولا شرف، وبالرغم من أن حمدوك بدأ غير مقتنعاً بالدور الذي أوكل له، وأنه يؤدي دوراً مسيئاً له، وهو يعلم أن الشعب السوداني لن يغفر له مصافحته وجلوسه إلى جوار حميدتي.
هذا التوقيع وضع حمدوك وصحبه في (تقدم) والحرية والتغيير في خانة العداء للشعب بذرائع يعلمون أن الشعب السوداني لم يعد يحفل بها، الشعب السوداني تعرض لأكبر عملية نزوح وتهجير في التاريخ، نهبت أمواله واحتلت بيوته واغتصبت حرائره، وقتل على أساس الهوية، ولم يكترث اتفاق الذلة والخنوع بذلك، بل برر أنصار حمدوك في “تقدم” والحرية والتغيير هذه الانتهاكات والجرائم، واستمرار اتخاذ الشعب رهينة على اعتبار أن موضوع خروج مليشيا الدعم السريع من بيوت المواطنين مزايدة، كما قال ياسر عرمان، والبعض اعتبرها من قضايا التفاوض لأجل إيقاف الحرب.
رغم اختلاف الكثيرين مع حمدوك وانتقادهم لطريقة إدارته لحكومة الفترة الانتقالية، إلا أنه كان محترما فيهم، ووجد حمدوك من الشعب السودانى تفويضاً، لم يجده أحد قبله ممن تقلدوا منصب رئيس الوزراء، الرجل ركل كل هذا خلفه وبدا ضعيفاً مضطرباً وتنازل عن كل هذا الإرث في لحظات، وكثيرون أصابتهم الحيرة من هذا المسلك الغريب، حمدوك لم يكن لديه الخيار، فهو أسير للجهات التي أتت به لرئاسة الوزراء، كثيرون يعلمون أن حمدوك كان مرشح الإمارات لرئاسة حكومة الثورة، وأنها عملت على إقناع قيادات في الحرية والتغيير بطريقة أو بأخرى، رئيس حزب كان مرشحاً لرئاسة الوزارة وكان يقود الاتصالات لترشيح حمدوك بدلاً عنه، بعد وعده أن يكون وزيراً للخارجية ، الحقيقة أن حمدوك حاول أن يكون رئيساً لكل السودانيين في البداية، ولكنه لم يصمد في وجه التآمر وبالذات من الحرية والتغيير حتى بعد أن استجاب لضغوطها وعين حكومة محاصصة حزبية بعض وزراءها يمثلون جهات أجنبية وبعضهم ممثلين لرجال الأعمال، الرجل كان يعمل تحت وطأة حمولة كبيرة، التماس حمدوك إرضاء الإمارات كانت من أكبر أخطائه، الرجل لا يزال أسيراً لتلك الأجندة الخبيثة، ليته يخرج من هذا المستنقع.
10 يناير 2024م