توفيق جعفر
الليلة يستقبلني أهلي، خيل تحجل في دائرة النار،وترقص في الأجراس وفي الديباج، إمراة تفتح باب الجبل الصامت، والأحراج..
حراس اللغة _ المملكة الزرقاء ذلك يخطر في جلد الفهد، وهذا يسطع في قمصان الماء …!
أستخدم شاعرنا الكبير محمد عبد الحي الأسطورة كناظم جمالي، وحررها من سياقها التاريخي، لم يكتف بذلك بل انتهج لغة شعرية غارقة في الايحاءات والرمز ..!
ويشكل ( السمندل) جزءا كبير من قصيده، وماتغني به، ويقرن به اشعاره، السمندل يغني، فماهو السمندل؟
وماهي رمزيته؟
يقول الشاعر إن السمندل طائر بري لا يحترق بالنار ، مثل طائر الفينيق ..!
هذه القصيد أضاءها عبد الحي بعدد من الرموز، وتطلبت منه جهدا خارقا، فهي قلعة تملأها الرموز؛ ويصعب إستيعابها في رهان الشعر الراهن ..!
في رؤية د. سلمي الخضراء الجيوسي أن الرمز يمنح لغة غنية بالإحياء والتفسير حسب دلالات الشاعر، تقول الناقدة الفلسطينية لو طبقنا نموذج الأسطورة في ( العودة إلى سنار) نجد ان عبد الحي وظف الاسطورة كما يريد هو ..!
بدلالات تاريخية، وأمعن في تحميلها بخطاب شعري عالج به ( جدل الهوية) ..!
العودة إلى سنار، لا تزال قصيدة مفتوحة للقراءة والنقد، والإضافة ..!
تتكون القصيدة، من خمس اناشيد، هي: البحر والليل، المدينة، الحلم والصبح ..
ألقي بها سؤال الهوية المستعر في الذاكرة السودانية، وكما أشتعل تيار الغابة والصحراء، بإختلاف بين شعراءه، فهناك من يري هوية ذات دلالات أفريقية تخصها كالنور عثمان أبكر، وآخرون يرون دلالات تمازج عربي أفريقي ..!
أفتحوا للعائد اليوم ابواب المدينة ..
افتحوا ابواب المدينة ..
بدوي أنت؟
لا ..
من بلاد الزنج؟
لا ..
انا منكم تائه عاد يغني بلسان، ويصلي بلسان ..
من بحار نائيات لم تنر في صمتها الأخضر أحلام المؤاني ..!
ونواصل

