مجزرة “ود النورة”.. القوى السياسية تندد بالحادثة وتدعو لإحالة جرائم المليشيا للمحكمة الجنائية

الأحداث – تقرير 

أدانت قوى سياسية الإبادة الجماعية التي تعرض لها سكان قرية “ود النورة” بولاية الجزيرة بواسطة مليشيا الدعم السريع، وتبارت الأحزاب في التنديد بالمجزرة البشعة التي وقعت، الأربعاء، ودعت لإحالة جرائم المليشيا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

 

سلسلة فظائع

وأدان الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، جرائم الحرب التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.

وقال الناطق باسم الحزب عمر خلف الله في بيان: “تضاف إلى سلسلة الفظائع التي ترتكب في حق المدنيين الأبرياء العُزّل الذين استشهدوا وهم يدافعون عن أعراضهم وممتلكاتهم في كل أرض دنستها أقدام المليشيا في الجزيرة وشرقها والنيل الأبيض وكردفان ودارفور والخرطوم التي استشهد فيها أعداد كبيرة من المدنيين واستهدفت فيها الرموز الدينية ورجالات الإدارة الأهلية، ما يؤكد أنّ المليشيا تخوض حرب إبادة جماعية وتهجيراً قسرياً مفضوحاً”.

وأكد الحزب، وقوفه مع جماهير الشعب السوداني في حقها المشروع في الدفاع عن الأرواح والأعراض والمدخرات، وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالانتباه للمجازر التي تقوم بها المليشيا وتصنيفها إرهابية جراء سلوكها المشين تجاه المواطنين العُزّل، لافتاً إلى أن استمرار هذه الاعتداءات سيورث غبينة واسعة ستكون عقبة في مسار إرساء دعائم السلام.

وجدّد الحزب موقفه الداعم لمؤسسات الدولة السودانية في هذه الحرب الوجودية.

 

إزهاق أرواح

بالمقابل ندد حزب الأمة القومي في بيان بالهجوم  غير المبرر على المواطنين الأبرياء بقرية ود النورة، وحمل مليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن إزهاق الأرواح البريئة واقتحام القرية مهما كانت المبررات.

 

وجدد الحزب مطالبته لقوات الدعم السريع بعدم اقتحام القرى وتعريض حياة المواطنين للخطر وخوض معاركها بعيداً عن القرى السكنية ووقف انتهاكاتها المستمرة بحق المواطنين العزل بولاية الجزيرة.

وناشد الحزب كافة المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بإدانة الانتهاكات المستمرة لهذه الحرب والضغط على الطرفين لإنهائها بالسرعة المطلوبة، ودعا كافة أبناء وبنات الشعب السوداني بالالتفاف حول مطلب وقف الحرب وإحلال السلام وحماية المواطنين ووقف هدر الدماء.

 

جرائم غير مسبوقة

من جهته أدان المكتب القيادي للتجمع الاتحادي مجزرة “ود النورة”، وقال إن قرية ود النورة توشحت بالدم والدموع جراء الهجمات الغادرة التي نفذتها مليشيات الدعم السريع بعد أن قامت بقصف المواطنين الأبرياء بالمدفعية الثقيلة وسقط على أثر ذلك أكثر من مائة شهيد وعشرات الجرحى ونزوح سكان القرية بأكملها.

 

وأكد التجمع الاتحادي في بيان أن ما تقوم به مليشيات الدعم السريع من انتهاكات وجرائم غير مسبوقة في تاريخ السودان، تلزمنا بأن نقف جميعاً صفا واحدا ضد الجرائم المنظمة التي تقوم بها في كل المواقع التي هاجمتها وترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وجدد المكتب القيادي للتجمع الاتحادي دعوته للمنظمات الحقوقية لإحالة ملف جرائم هذه المليشيات إلى محكمة الجنايات الدولية وتجميد أرصدتها وحظر بيع الأسلحة لها وتجريم كل من يدعمها داخلياً أو خارجياً، فقد أمنت المليشيا العقاب لذلك لن تتوقف عن مواصلة جرائمها.

 

وقال إن المذبحة التي ارتكبتها المليشيات في قرية ود النورة بولاية الجزيرة أعادت إلى الأذهان مجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة وهي جرائم تضاف إلى سلسلة الجرائم المنظمة التي تقوم بها مليشيات الدعم السريع ضد المواطنين العزل، وتشير إلى أنها تسعى لإبادة وتهجير مواطني قرى الجزيرة وما قامت به من تهجير قسري لسكان قرية الدبيبة، والتهجير القسري لسكان منطقة الحوش ومنطقة الحلاوين وغالبية قرى الجزيرة تأكيد أن الهدف الحقيقي من وراء هذه الحرب هو التهجير القسري باستخدام القتل الجماعي وإذلال المواطنين الأبرياء المسالمين وتجويعهم ويوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن المستهدف الرئيسي هو شعب السودان بأكمله.

 

وأكد المكتب القيادي للتجمع الاتحادي موقفه الرافض لهذه الحرب اللعينة، ودعا القوى المدنية والعسكرية للعمل على إيقافها فوراً دون قيد أو شرط.

 

مذكرة عاجلة

في ذات السياق وصف رئيس حزب الأمة ورئيس تحالف التراضي الوطني مبارك الفاضل الإبادة الجماعية التي نفذتها مليشيا الدعم السريع بمواطني ود النورة والجترة غرب المناقل أنها شبيهة بالإبادة والقتل الذي مارسوه بالمساليت.

 

وقال الفاضل في تغريدة على منصة “إكس” “يجب على حكومتنا أن تقدم مذكرة عاجلة لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان في جنيف توضح فيها المجازر التي قام بها الدعم السريع وتطالب مرة أخرى بتصنيفه منظمة إرهابية وتعتبر كل من يدعمه فهو شريك في الجرم.. نحن لا نريد أن نتدخل في الشأن العسكري ولكن تزايد أعداد الضحايا من المدنيين في الجزيرة والنيل الأبيض والفاشر وشمال كردفان ونهب أموالهم وانتهاك أعراضهم يدعونا لتوجيه نداء إلى قيادة الجيش بضرورة حماية المدنيين ووقف تهجير سكان القرى في الجزيرة وامتداد المناقل وشمال وغرب النيل الأبيض وهذا الأمر لا يتأتى إلا إذا أسرع الجيش في تحرير ولاية الجزيرة وحرر قرى شمال النيل الأبيض وغربه، فقد أخذت قوات المليشيا في التمدد من شمال النيل الأبيض إلى القرى غرب المناقل في مسعى لغزو المناقل المأهولة بالسكان كما تمددت في غرب النيل الأبيض إلى العلقة والشطيب مستهدفة احتلال الدويم وإذا نجحت في ذلك لا قدر الله تكون قد أمنت خط إمداد جديد من دارفور إلى العاصمة والجزيرة وكوستي خاصة أن الطريق الترابي الرابط بين كردفان والدويم تصعب حراسته”.

 

وأردف “لقد دخل الموسم الزراعي وفصل الخريف فان استمرار احتلال الجزيرة وتهديد النيل الأبيض يخرج قرابة مليوني فدان وسوف يترتب على ذلك نزوح ملايين المواطنين ونقص كبير في الغذاء إلى جانب إفقار هذه القوى المنتجة”.

وزاد الفاضل “إننا ندق ناقوس الخطر وندعو قادة الجيش للإسراع في تحرير الجزيرة وإبعاد المليشيا من شمال وغرب النيل الأبيض حتى لا تتمدد المليشيا في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة”.

 

حملات انتقامية

في السياق وصفت حركة المستقبل للإصلاح والتنمية مجزرة قرية “ود النورة” التي نفذتها المليشيا بالحملات الانتقامية، وقالت “يجب أن نتذكر جميعاً بأن ما نتعرض له اليوم في هذه الحرب أمر لم يعرفه السودان طوال تاريخه، فالمليشيا تتبع سياسة القتل الجماعي والوحشية المتعمدة ضد الأبرياء والهدف هو تركيع الشعب السوداني، والتعريف الواضح لهذا السلوك الإجرامي هو الإرهاب”، وأكدت أن مواجهة الإرهاب تتطلب منا تماسكاً جماعياً ووحدة ووعي عميق بطبيعة العدو، وتابعت “بهذا التكاتف سننتصر على إرهاب وبربرية المليشيا وأعوانها السياسيين”.

Exit mobile version