أخبار رئيسيةالأخبار

مجزرة زمزم تفضح صمت العالم على جرائم المليشيا

الخرطوم – الأحداث
كشفت تحقيقات صحفية بريطانية عن واحدة من أفظع الجرائم التي شهدها السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، حيث تحوّل مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر إلى ساحة مجزرة مروعة، قُتل فيها ما لا يقل عن ألفي مدني، معظمهم من النساء والأطفال، خلال 72 ساعة من القتل الجماعي والانتهاكات.

في صباح الجمعة 11 أبريل 2025، بدأت مليشيا الدعم السريع هجوما واسعا على المخيم، مصحوبا بقصف مدفعي وطائرات مسيّرة. ومع ساعات الصباح الأولى، اجتاحت وحدات مسلحة المخيم من ثلاثة محاور، وأضرمت النار في الأحياء، وأعدمت السكان في منازلهم، واقتادت عشرات الفتيات إلى جهات مجهولة.

وبحسب الشهادات، اقتحمت عناصر الدعم السريع عيادة إنسانية تابعة لمنظمة “ريليف إنترناشونال”، وقتلت الطواقم الطبية بدم بارد داخل حفر كانوا يختبئون فيها. كما نُفذت عمليات إعدام جماعي في مدارس ومساجد، وجرى تفتيش السكان وتصنيفهم عرقيا، في مشهد يوصف بأنه تطهير عرقي مكتمل الأركان.

الممرضة الشابة هنادي داوود، التي رفضت مغادرة المخيم وظلّت تُسعف الجرحى حتى اللحظة الأخيرة، أُعدمت رميا بالرصاص على يد فرقة خاصة، في عملية اغتيال وُصفت بأنها “مقصودة ومدبرة” ردًا على مواقفها المناهضة للمليشيا.

ورغم التحذيرات التي تلقتها بريطانيا والأمم المتحدة قبل المجزرة، لم يُصدر أي رد فعل دولي جاد، وتجاهل مؤتمر لندن للسلام الذي عُقد بعد أيام الإشارة إلى ما حدث في زمزم. بل كشفت تقارير لاحقة أن وزير الخارجية البريطاني كان منشغلاً بلقاءات أخرى “أكثر أهمية”.

لاحقًا، فرّ أكثر من 400 ألف شخص من المخيم سيرا على الأقدام، في ظروف مروعة شملت الاغتصاب والتجويع والقتل على الطرقات. ورغم مرور أشهر على المجزرة، لا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن اتخاذ موقف واضح، بينما تتحول زمزم إلى رمز لصمت العالم عن مجازر السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى