مجرمو الصرب .. وأسراب الجنيديين

بابكر إسماعيل
هجم ضرب البوسنة مسنودين بالجيش الصربي والكرواتي على جمهورية البوسنة والهرسك الوادعة التي كان يقودها آنذاك المفكر الإسلامي علي عزت بيقوفيتش وكان ذلك في 1 أبريل 1992 ..
تماماً كما هجمت أسراب عربان الشتات الجنيديين على جمهورية السودان المسالمة في 15 أبريل 2023 وتسندهم قوات مستجلبة من تشاد والنيجر وجنوب ليبيا وإفريقيا الوسطى وتدعمهم سياسياً ولوجستياً دول إثيوبيا وكينيا والأمارات العربية المتحدة وجنوب السودان ..
مائة ألف بوسني من المدنيين والمقاتلين.. حصدتهم آلة الموت الصربية والكرواتية المتواطئة معهم .. تقودهم الجمهورية الصربية وعلى رأسها المجرم سلوبودان ميلوشيفيتش ويعينه المجرمان رادوفان كاراديتش وراتكو ميلادتش
ومائة ألف مثلهم أو يزيدون حصدتهم آلة الموت الجنيدي السربي الشتاتي والمتواطئين معهم في تشاد والأمارات وغيرها من دول العدوان ..
ويقودهم المجرم محمد حمدان دقلوفيتش ويعاونه عبد الرحيم طاحونتفيتش وعثمان عملياتوفيتش.
عندما بدأت الحرب في أبريل من عام 1992 هاجمت القوات الصربية التجمعات المدنية لغير الصرب في شرق البوسنة وحالما سقطت القرى والبلدات في أيديهم، بدأت قوات الصرب والمليشيات شبه العسكرية وأحيانا بمساعدة أهالي القرى من الحاضنة العطاوية الصربية تنفذ خطة محددة وتشمل نهب وإحراق منازل وممتلكات البشناق (المسلمين) بصورة منهجية، وأسر المدنيين البوسنيين واعتقالهم، فيتعرضون للضرب المبرح أو القتل تحت التعذيب. وهُجّرَ ما يقارب 2.2 مليون بوسني عن أراضيهم واحتُجِز كثير من الرجال في مخيمات اعتقال وكذا النساء اُعتقلن في ظروف قاسية وغير صحية، وتعرضن للاعتداءات الجنسية المتكررة والإهانات الجسدية وحمل بعضهن سفاحاً من مجرمين صرب .
تماماً كما فعلت عصابات الجنجويد وأسراب الجُنيديين في أهل السودان وزادت عليها القبائل الجنجويدية المجرمة أنها قامت بتدمير البنية التحتية الاستراتيجية للدولة ونهبت الممتلكات العامة والخاصة وقامت ببيعها عبر الحدود في الدول المجاورة المتواطئة معها وكذا سبوا حرائر السودانيات وباعوهن في دوامر المجرمين وحواضر أسراب الجنيديبن الصحراويين في أصقاع دارفور وغرب إفريقيا
وفي ليلة واحدة ذبحت القوات الصربية ثمانية آلاف من البوسنيين الذين كانوا محاصرين في سيربنيتشا وقوات الأمم المتحدة شاهدة على ذبحهم كما المدنيون المحاصرون الآن في معسكر زمزم قرب فاشر السلطان والذين يقتلون كل يوم تحت سمع وبصر العالم أجمع ومنظمات الأمم المتحدة ..
مثلما كانت هنالك حاضنة عرقية متواطئة مع أسراب الجنجويد الصحراوي وأصرابه فقد كان هنالك صرب البوسنة الذين قتلوا جيرانهم وزملاءهم من البوسنيين تحت قيادة المجرم راتكو ميلاديتش
كما قتل الجنيديون جيرانهم وزملاءهم من السودانيين الآخرين ..
شواهد القبور الآن تشهد لهؤلاء الضحايا ومنها المقبرة البيضاء بسيراييفو الجميلة .. وكذا نفق الأمل الذي حفره البوسنيون تحت مدرج مطار سيراييفوا بطول 780 متراً لإنقاذ جيشهم المحاصر بين طرفي المدينة بدءاً من بيت السيدة شيدا وزوجها كولار ..
ويذكرنا ذلك النفق بتضحيات المواطنين السودانيين واستخبارات الجيش لنقل المؤن والغذاء لوحدات الجيش المحاصرة في المهندسين والمدرعات ووادي سيدنا عبر الزوارق والأنفاق أو بعبور الشاحنات تحت وابل النيران كما فعل الشهيد / النعمان وغيره من أبطالنا ..
وقد خلّد البوسنيون تلك الحرب وآلامها ولحظاتها العصيبة في متاحف توثّق لتلك الحرب في سيراييفو وبها كثير من الحكايات والعبر والعبرات ..
ونرجو كذلك أن نوثّق نحن في السودان لحرب الكرامة .. ونشيّد متحفاً لها يوثّق للأجيال القادمة معاناة شعب السودان مع أسراب الجنادب العابرين للدول يحملون معهم الخزي والخراب والموت .. لعنهم الله أنّى يؤفكون.