السفير كرار التهامي
لا مشاحة في ان التفاوض ابان الحروب امر معقد لكنه في كثير من الأحيان ضرورة تكتيكية واستراتيجية مألوفة فكثير من الدول تفاوضت مع فصائل متمردة عليها حتى دون ان تعترف بها،، وفي غالب الحالات كانت الحكومات هي الكاسبة تفاوضت إنجلترا مع الجيش الجمهوري الأيرلندي وتفاوضت امريكا مع الطالبان وتفاوضت نيكاراجوا مع الساندنستا وتفاوضت كولمبيا مع ثوار فارك وتفاوضت حكومة موزمبيق مع حركة رينامو وتفاوضت الفلبين مع جبهة تحرير مورو وأنجولا مع بونيتا ،،، ليس عيباً ان تتفاوض حكومة مع حركة جانحة غير انه هنالك عناصر ليس للمفاوض الحكومي الناجح مندوحة عنها وهي
⁃ ان تكون في موقع القوي و مؤمنا بعدالة قضيتك ،،
⁃ ان لا تخضع لاي ضغوط تحاول الإملاء او تستخدم العصا والجزرة
⁃ ولا تتنازل عن بالثوابت التي يستمسك بها الشعب
⁃ وان تتأكد ان الشعب يقف وراءك و يؤازرك ،،،
⁃ وان تفاوض وانت مدرك للتفاصيل وتعرف ان التفاوض فن رفيع وحقل الغام يحتاج الحذر وشراك تنصب لك لتقع في خطأ الغفلة وأنه كلعبة الشطرنج التي يستشرفها الحاذق الذكي و يدرك استراتيجياتها ويعرف مآل كل حركة على الرقعة
⁃ بعد هذه الثوابت لأخوف من تفاوض بغض النظر عن المكان او الزمان او الأطراف فعبر تاريخ الصراعات السياسية في العالم فاوضت عشرات الحكومات حركات متمردة عليها وكان التفاوض واحد من أدوات الانتصار الكامل
▪️ في الحالة السوداني اسس إعلان جدة في السادس من مايو ٢٠٢٣ و من بعده اتفاق جدة في الحادي عشر في نفس الشهر !! وتم ذلك الاتفاق والحرب كانت طرية لم تكمل شهرها وكان بالامكان محاصرة الحريق إذا كان الاتحاد الافريقي او الجامعة العربية او الوسطاء جادين في وساطتهم ورغبتهم في كبح جماح الحرب والتمرد
▪️استند اتفاق جدةً على قاعدة قوية يصعب القفز فوقها لانها احتوت على منطق السلام القائم على حقائق الارض و على القانون الإنساني الدولي في النزاعات المسلحة وهنا لابد من الإشادة بفريق المفاوضين الحكوميين من عسكريين ودبلوماسيين فلقد تفوقت خبرتهم وبصيرتهم ووضعوا اسس قوية لاقتلاع حق المواطن والوطن في الحرية والسيادة بذكاء وحنكة كسرت عناد المتمردين وكشفت الأوهام التي يطالبون بها وغياب أهدافهم وضعف كوادرهم ومرجعياتهم
▪️الان مع الأوضاع الميدانية التي تغيرت كثيرا لصالح الجيش السوداني حيث نجح في فك اختناقات وحصارات معقدة لم يستفيد المتمردون فيها من الميزة النسبية التي توفرت لهم دون جهد قبل الحرب مثل حصار القيادة واحتلال أمدرمان ومباني الإذاعة والتلفزيون وحصار سلاح المهندسين كل هذه انتصر فيها الجيش واعاد ترتيب الأوضاع الميدانية في اهم مسارات الحرب واحداثياتها
▪️ بيد انه هنالك حزمة من الاسئلة لابد من تدارسها من قبل الرأي العام والإعلاميين ومن قبل المفاوضين والمسئولين والعمل على تفكيكها بصورة دقيقة إذا اقبل السودان على مرحلة مفاوضات اخرى لا تخلو من التآمر والدس والحيرة،،، وهذه الاسئلة تدور في رأس المواطن ورجل الشارع وبين النخب ومن ضمنها الاسئلة التالية
1. هل المفاوضات تعني التنازلات او اضفاء الاعتراف على الجهة التي تتمرد على الدولة ؟
2. لماذا لم يحرص الوسطاء على إلزام الدعم بتطبيق مانص عليه اتفاق جدة او الالتزام بماهو موجود ضمنا في القانون الدولي ؟
3. هل ارتكب الجيش السوداني اي مخالفات المخالفات وماهي ؟
4. لماذا تعثر تطبيق إعلان جدة ولماذا تجمد تطبيق الاتفاق الذي تمخض عن الاعلان وماهي مخالفات وانتهاكات التمرد فيهما ؟
5. هل ستنجح المفاوضات في جنيف ويصلح الوسيط ما أفسدت الحرب ام انها ستكون مجرد مناورة دبلوماسية وإعلامية كل واحد ينتوي بها مكسبا ما؟
6. كيف تتم الملاحقات القضائية للذين ارتكبوا جرائم في حق امن الدولة إذا نجحت المفاوضات ؟
7. هل مفاوضات جنيف تبدا من الصفر او من حيث توقفت في جدة ومن الذي ينظم الملعب ويضع القوانين ؟
8. هل مشاركة الاتحاد الأفريقي و دولة الإمارات مؤشر ايجابي ام سلبي ؟وهل يمكن استغلال ذلك في صالح الدولة السودانية؟
9. وماهو الفرق بين إعلان جدة واتفاق جدة ؟ولماذا انتقل المكان من جدة إلى سويسرا ماهي رمزية المكان و الهدف من الانتقال ؟
10. ولماذا علق الوسيط في جده المفاوضات في الخامس من ديسمبر العام ٢٠٢٣ ليقوم بأحيائها بعد ثمانية اشهر من الاحتراب و الخراب والدمار ؟
11. ماهي و سيلة الضغط التي يمتلكها الوسيط هذه المرة بمقررات الاجتماع والتي لم تتوفر له من قبل في جدة ؟
12. ماهو دور القوى المجتمعة والمهنية والأحزاب في التأثير على المفاوضات في اتجاه مكاسب الشعب والدولة ؟
13. ماهي الضغوط الجيوسياسية والمحلية التي يمكن ان يستخدمها السودان على الأطراف الاخرى بما فيهم الوسطاء؟
14. وماهو سر اللهفة الأمريكية للتفاوض هذه المرة ؟وماذا قال وزير الخارجية الأمريكي لرئيس مجلس السيادة عن اتفاق جدة ؟
15. وما مغزي الفقرة الخاصة بالقانون الدولي التي تمت الاشارة اليها في إعلان جدة وهل التزم المتردون بها او بمجمل الاتفاق ؟
16. هل تم تشكيل اي نوع من الضغط على قبل الوسطاء على الدعم السريع
17. وماهي نماذج المفاوضات الدولية التي يمكن استخدامها كمرجعية لموقف السودان من المفاوضات ؟
18. هل يقبل الشعب تنصيب حكومة مدنية بدون انتخابات إذا تمخضت المفاوضات ؟
19. ماذا قد يحدث إذا رفض الجانب الحكومي الإملاءات والمقترحات والتوصيات التي ربما تكون بمثابة قبلة الحياة للتمرد
20. هل سينجح هذا اللقاء المفتعل ام سيلحق بإخوانه ؟
سنجتهد في الاجابة في المقالات تباعا كما نأمل في مساهمتكم في الاجابة بقدر الامكان.
