ماحدث في ميناء المكلا.. عندما يغير “طرف السوط” التحالفات

تقرير – أمير عبدالماجد
منذ اتصال ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان برئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقبل لقاءه بالرئيس الامريكي دونالد ترامب كان واضحاً ان السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية قد تغيرت باتجاه مصالحها دون قيود وتحالفات فرضت عليها وفقاً لمجريات الامور في فترات سابقة وقادت المملكة إلى اتخاذ مواقف لاتتسق مع المواقف التاريخية لها مثل محاولة اجتياح جارتها قطر عبر مشروع اماراتي وعبر موقفها من الحرب السودانية في بدايات الحرب وحتى مواقفها في اليمن وهي مواقف تؤثر مباشرة على الامن القومي السعودي اذ كانت الامارات تتصرف في اليمن بعيداً عن اي التزامات او مراعاة إلى تاثير هذه المواقف على امن الممكة إلى ان تحولت هذه التصرفات الاماراتية إلى لوم سعودي وكتوم ثم إلى غضب مكتوم قبل ان تخرج السنة الخلاف إلى العلن رويداً رويداً بسبب تباين المواقف وتبرم وغضب السعوديين من المواقف التي اتخذتها الامارات في اليمن على وجه الخصوص وهو امر يعني السعودية بدرجة كبيرة بالاضافة طبعاً إلى ملف البحر الاحمر وما تفعله الامارات في السودان والصومال وجيبوتي وغيرها وتحالفها مع اثيوبيا ومحاولات فرض السيطرة على موانئ البحر الاحمر وكلها قضايا تؤثر مباشرة على الامن القومي السعودي بعد ان تحولت العلاقات السعودية الاماراتية إلى مواجهة مفتوحة على صراع كان متوقعاٍ في الاقليم لجهة ان ما تفعله الامارات يمس بصورة مباشرة امن كل من مصر والسعودية بالاضافة الى دول اخري بالاقليم، ومؤخراً اخترقت الرياض حاجز صمتها عندما ادركت ان الخطر بات وشيكاُ وان الصمت قد يكلفها غالياً في وقت لاحق فارسلت رسالة مباشرة إلى الامارات بقصفها لميناء المكلا وكان بيان سعودي قد اتهم الامارات بدفع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي للقيام بعمليات عسكرية على الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتي حضرموت والمهرة ماعدته المملكة تهديداً لامنها، وقال البيان الصادر عن الخارجية السعودية ان خطوات الامارات بالغة الخطورة ولا تنسجم مع اسس تحالف دعم الشرعية ولا تدعم جهوده في تحقيق امن اليمن واستقراره، ولوحت المملكة باجراءات حاسمة واعتبرت ان اي مساس بامنها القومي خط احمر لن تتردد في اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهته وتحييده، وطالبت المملكة الامارات بالاستجابة لطلب الجمهورية اليمنية بخروج قواتها من هناك خلال اربع وعشرين ساعة وايقاف اي دعم عسكري او مالي لاي طرف داخل اليمن.
وعلى الطرف الاخر طالبت اليمن الامارات بوضوح بالمغادرة وامهلتها فترة زمنية لاتتجاوز ساعات اليوم مايضع الامور امام تطورات قد تشهدها المنطقة في اي لحظة وكشفت هذه الازمة عمق التوترات بين المملكة العربية السعودية والامارات وعمق التباينات التي حدثت في كواليس مايسمي بتحالف دعم الشرعية الذي تحول لاحقا إلى صراع نفوذ وصراع اقليمي على موارد اليمن وموقعها الجغرافي وموانئها.
يقول د. سعيد سلامة مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية إن الصراع هنا بالنسبة للامارات هو صراع موارد عكس المملكة التي تنظر للصراع كصراع يهدد أمنها القومي ويتقاطع مع مصالحها بصورة مباشرة وهو أمر لا اعتقد ان المملكة لديها رفاهية تقديم التنازلات لان ما يحدث يحدث مباشرة على حدودها الجنوبية) واضاف (الامارات ترتكب حماقة كبيرة بخسارة حليف مهم واستراتيجي كالمملكة العربية السعودية بنفوذها الاقليمي والاسلامي وتحالفاتها الواسعة في وقت تواجه فيه مخططاتها اشكالات كبيرة) وتابع ( الامارات تحاول التوسع باندفاع يضعها في مرمي نيران خصومها اعتماداً على عملائها ووكلائها وهو أمر لن يذهب بها بعيداً وسيكلفها مع الوقت مال وعلاقات ونفوذ لان كثير من الدول باتت تعي الان ان حكومة ابوظبي تتعاطى مع الاخرين بخبث وترعي المليشيات وتستخدمها ضد حكومات بلادها وتعبث بالجيوش الوطنية وقادتها وتحرضهم للسيطرة على الحكم وتحاول السيطرة على الاحزاب السياسية في الدول العربية عبر تمويل انشطتها وتستخدم سفاراتها كمقار مخابراتية وهي امور خطيرة جدا ) ويعتقد محمد ابوسليم الناشط الاعلامي ان وسيطاً اقليمياً يتحرك الان في الازمة بين السعودية والامارات قد ينجح في إحتوائها لكن الامور بين الرياض وابوظبي لن تعود كما كانت اولا لان طموحات الامير محمد بن سلمان كبرت وبات يري الامور على حقيقتها بدون تضليل اولاد زايد وثانياً لان ما تفعله الامارات يضر بامنه القومي مباشرة وهذا ليس فقط في اليمن بل حتى في السودان ما تفعله الامارات يضر بامن السعودية ومصر التي كانت حكومتها حتى وقت قصير رهينة للرؤية الاماراتية لكنها عندما وجدت ان الامارات تعبث بامنها القومي تحركت وهو ما تفعله السعودية الان) واضاف (المواقف الاقليمية تتبدل الان حتى في موقفها مما يحدث في السودان ليس بسبب انهم فهموا اخيراً ما فعلته الامارات بالسودان بل لان – “طرف السوط” وصلهم ) وختم (ذهاب الرد السعودي عبر العمل العسكري واعتماد خطاب سياسي حاد ضد الإمارات يعني أن الروح بلغت الحناجر).
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي قد اعلن امس حالة الطوارئ في كافة أراضي البلاد لمدة 90 يوماً قابلة للتمديد وفرض حظر جوي وبحري وبري على كافة الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة، باستثناء ما يصدر بإذن وتصريح رسمي من قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وحسبما نقلت وكالة أنباء “سبأ” اليمنية الرسمية، فقد أصدر العليمي، قراراً بـ”إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات”، ودعا “كافة القوات الإماراتية ومنسوبيها” إلى الخروج من الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة من جهتها ادانت وزارة الخارجية السودانية بشدة الدعم الإماراتي لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، و اعتبرته دعمًا للإرهاب وتقويضًا للشرعية. و اكدت الخارجية السودانية دعمها الكامل للجهود السعودية الرامية إلى استعادة الشرعية في اليمن وحماية أراضيها.



