ماحدث في حزب المؤتمر السوداني.. خلافات أم مناورة قديمة متجذرة؟

تقرير – الأحداث
أعلن حزب المؤتمر السوداني عبر قيادات معروفة توقيعه على ميثاق ما يسمى تحالف تأسيس وانتشرت صور لاعضاء في المؤتمر السوداني وهم يوقعون على الميثاق ويحتفلون مع حكومة المليشيا ما اعتبره البعض اعادة تعريف فقط بموقف الحزب المنحاز أصلاً للمليشيا والذي ظل يتبنى مواقفها منذ اندلاع الحرب ويدافع عنها عبر قياداته السياسية وابرزهم خالد عمر الشهير بـ(سلك) والذي ظل يناهض القوات المسلحة والقوات المساندة لها في حرب الكرامة ويتبنى رؤية مليشيا الجنجويد ومؤخراً بعد انتشار خبر توقيع الحزب مع المليشيا أصدر المؤتمر السوداني بياناً تبرأ فيه من أعضاءه الذين وقعوا الوثيقة، وأعلن أنه فصلهم من الحزب وهم عبدالله شمس الكون ومحمد الوالي وعبدالله جالي ورهام صبحي وأحمد ابراهيم اسحق والوالي السابق محمد حسن عربي الذي خرج مندهشا ومؤكدا أنه لم يوقع على الميثاق لكنه أضاف ( احترم قرار الحزب)، وتابع ( لم اعد عضوا في الحزب الان ولا في صمود ولا تأسيس).
وكان الحزب قد أشار في بيان أن من وقعوا الوثيقة لا يمثلونه ولا يمثلون مؤسساته الشرعية ما أعاد للذاكرة القريبة موقف حزب الامة القومي الذي انقسمت عضويته بين (صمود) و(تأسيس) مع بقاء اخرين داخل اطار الدولة وشرعيتها ما يضمن للحزب وجوداً في كل الاحوال فالحزب الذي ذهب رئيسه إلى تأسيس ظل بقية اعضاءه في المكتب القيادي بصمود وهو ما يفعله المؤتمر السوداني الان بوجود أعضاء له في جبهتين كليهما مناوئ للجيش ومؤسسات الدولة وكليهما مؤيد للمليشيا بطريقة أو أخرى وهو أمر بات مفهوماُ لدى العامة الذين استوعبوا طريقة الحزب في التعامل مع القضايا الوطنية كبرت أو صغرت.
ويرى محمد مدثر الذي انسلخ عن الحزب مع اندلاع الحرب أن الأمر قد يكون شبيهاً إلى درجة كبيرة بما حدث في حزب الامة الذي ذهب رئيسه وبعض الاعضاء في اتجاه ما يطلق عليها حكومة تأسيس وذهب البعض الاخر إلى صمود إذ في اعتقادي أن من ذهبوا إلى تأسيس ذهبوا بحمية قبلية لا تعبر بالضرورة عن موقف سياسي، وأضاف (حتى داخل حزب الامة هناك من يعتقد بقوة أن قواعد الحزب التاريخية في دارفور مرتبطة بعرب دارفور لذا فهو يؤيد المليشيا وذات الأمر يحدث الان في المؤتمر السوداني إذ ذهب هؤلاء بحمية القبيلة إلى المليشيا فيما يرى اخرون يتبنون الرؤية نفسها أن بامكانهم السيطرة على حكومة تأسيس وادارتها وبالتالي إدارة أي حوار أو مفاوضات قد تحدث بين المليشيا والقوات المسلحة)، وتابع (الصراع داخل المؤتمر السوداني ليس بعيداً عن الصراعات التي تحدث في كل الاحزاب السودانية إذ لا توجد رؤية موحدة لا في الوجهات ولا القرارات وهناك مجموعة صغيرة تسيطر على القرار وتتخذ ماتراه مناسباً وعلى الاخرين اما اتباعهم او المغادرة هكذا وبدون اي نقاش لا توجد ديمقراطية ولا شفافية الا في خطاباتهم)، وقال (كما نسمع الاخرين وهم يقولون إن حزب المؤتمر السوداني هو حزب شلة أو أصحاب وكنا نعتقده بعضاً من الكيد السياسي لكننا نقولها الان هم شلة لديهم حزب يحقق مصالحهم هذا كل ما في الأمر لكنني لا اعتقد أن من ذهبوا إلى تأسيس لديهم اتفاق مع من اختاروا البقاء في صمود والا لما اتخذوا قراراً بفصلهم ولا اكتفوا بتجميد عضويتهم).
ولا يتفق بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية مع رؤية مدثر مع اعتقاده بان الحمية القبلية مؤثرة في كثير من السياسيين الذين اختاروا معاداة الوطن عبر الانضمام لتأسيس مثل التعايشي وغيره لكنه يرى ان ما حدث هنا وهناك اتفاق بين الأطراف بدليل أن أحداً لم يهاجم الاخر مع تباعد المواقف كما يقولون والمواقف هنا موحدة بالمناسبة كليهما داعم للمليشيا وقد يكون انتماءه لها عضوياً لا استبعد ذلك)، وأضاف (ما يحدث هنا ليس أحزاب متشظية بل أحزاب للاسف ترتكب الأخطاء نفسها معتقدة أن ما تفعله هو نوع من الذكاء السياسي لاحزب الامة القومي منقسم ولا حزب المؤتمر السوداني مقسّم كل ما في الامر انهم ينتجون هذا النوع من الانتهازية التي يرون أنها ناجحة وتضمن لهم تواجداً في السلطة أيا كان نوع السلطة اتفاق مع العساكر أو انقلاب عسكري أو مداعبة احلام الغلابة والصعود على اكتافهم هذه كلها أمور الساسة السودانيين التي أقعدت بالبلاد)، وتابع (للاسف السياسي في السودان وهم يتداول هذه العبارات دائما السياسي يعتقد ان الممارسة السياسية في بلادنا امر لاعلاقة له بمحددات اخلاقية يقولون ان السياسة ما فيها اخلاق ويمارسون ذلك في مؤسساتهم وفي تعاطيهم مع الهم الوطني).



