د. عبدالله المحجوب أحمد
بعد دحر ميليشيا آل دقلو ( وإن شاء الله قريباً دحر تام لا رجعة فيه ) يبدأ التحدي الأكبر بناء السودان من جديد فالانتصار العسكري وحده لايكفي بل يجب استثماره في إعادة بناء الدولة على أسس قوية تضمن الاستقرار والتنمية والعدالة
أولى الخطوات يجب أن تكون محاصرة الفساد بكل أنواعه الذي كان ولايزال العائق الأكبر أمام تقدم السودان. لا بد من وقف نزيف المال العام في الرشاوي والصرف على عواطلية السياسة الذين لا يجيدون سوى تعطيل الدولة والخطابات الجوفاء بينما البلاد تحتاج إلى عمل جاد وإصلاح حقيقي
هذه الأموال يجب أن توجه إلى مشاريع التنمية والإنتاج فالسودان غني بموارده ، لكنه بحاجة إلى إدارة رشيدة تستثمر في الزراعة ، الصناعة والبنية التحتية لخلق فرص العمل وتحسين مستوى معيشة المواطنين
مع انتهاء الحرب تماماً لا بد من تشكيل حكومة من التكنوقراط بعيداً عن العواطلية الذين ينتظرون اقتسام السلطة دون أن يكون لهم أي دور في بناء الدولة . السودان يحتاج إلى وضع انتقالي واضح قائم على الكفاءة وليس على المحاصصة السياسية التي دمرت البلاد
الكارثة أن السودان يزخر بالكفاءات التي ساهمت في بناء دول أخرى، لكنها اختارت الابتعاد عندما تمكن الفساد في الدولة. آن الأوان لاستعادة هذه العقول وإعطائها الفرصة لإعادة بناء السودان بعيداً عن المصالح الضيقة والمحاصصات العبثية
إلى جانب ذلك لايمكن أن ينهض السودان وهو معزول عن العالم لذا فإن فك العزلة الدولية وإعادة بناء العلاقات الخارجية على أسس المصالح الوطنية بات ضرورة ملحة . يجب إعادة السودان إلى موقعه الطبيعي منفتحاً على الاستثمارات والتعاون الدولي دون الارتهان لأي طرف
الانتصار الحقيقي لايكتمل بهزيمة العدو في الميدان فقط ، بل ببناء دولة قوية عادلة ومنتجة تعيد للسودان مكانته وتضمن لمواطنيه العيش بكرامة وأمان الآن الفرصة أمامنا لنصنع مستقبلاً جديداً ولنثبت أن السودان قادر على النهوض من جديد