تقارير

مؤتمر ميونخ … السودان يقتحم أوروبا من بوابة الدبلوماسية الأمنية 

 

الأحداث – وكالات

يشارك السودان وعلى مدى ثلاثة أيام في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، في دورته رقم (61)، بوفد برئاسة وزير الخارجية علي يوسف الشريف والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ويناقش المؤتمر، قضايا الدفاع والأمن القومي العاجلة في سياق الصراعات والعلاقات عبر الأطلسي والتحديات الجيو سياسية.

ويعد المؤتمر أحد أبرز الفعاليات التي تلتقي فيها الدول المتنافرة، كما تلتقي أجهزة المخابرات العالمية بالمؤتمر والرؤساء ووزاء الخارجية، وتعقد هذه الأجهزة لقاءات هامشية بتفويض واسع من الدول.

 

اختراق كبير:

يرى خبراء أن مشاركة السودان في المؤتمر في هذا التوقيت تعتبر انجازاً كبيراً واختراقاً مهماً

وقال الخبير الأمني والعسكري الفريق جلال تاور، إن مشاركة السودان في هذا التوقيت تمثل اعترافاً واضحاً وجلياً بالحكومة السودانية، معتبراً المشاركة اختراقاً كبيراً في علاقات السودان الدولية، وأوضح تاور في تصريحات، أن تقديم الدعوة للسودان للمشاركة في المؤتمر في هذا التوقيت يعتبر نجاحاً كبيراً للدبلوماسية الأمنية في العلاقات الأوروبية، وأضاف “بلا شك مشاركة السودان في المؤتمر يعتبر نجاح كبير للدبلوماسية السودانية ولأجهزة الأمن السودانية، كما يعتبر اعتراف بشرعية الحكومة القائمة.

 

السودان وأوروبا.. تحسن مطرد:

ويرى خبراء أن مشاركة السودان في مؤتمر ميونخ للأمن جاءت تتويجاً لتحركات دبلوماسية أمنية قادها السودان نحو أوروبا، سيما دولتي فرنسا وايطاليا، توجت بزيارة المبعوث الفرنسي لبورتسودان مؤخراً، والذي نقلت له وسائل الإعلام تصريح شهير، أكد فيه أنه سيلتقي جميع القوى السياسية باستثناء الدعم، السريع، وهو ما حدث بالفعل، ويرى خبراء أن هذه التطورات كانت ثمرة لمجهودات وتحركات قام بها مدير جهاز المخابرات في الفترة الماضية، في المحورين الأوروبي والعربي.

 

جني الثمار:

قريباً من ذلك يرى المحلل السياسي د. محمد عثمان، أن الأجهزة الرسمية في السودان نجحت بشكل كبير في تعرية مليشيا الدعم السريع، من خلال تسليط الضوء على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي قامت بها المليشيا في كافة المناطق التي احتلتها، مشيراً إلى أن تسليط الضوء على هذه الجرائم ساهم في أن تبتعد أوروبا من الدعم السريع وتقترب من الأجهزة الرسمية في السودان، وأوضح عثمان، في تصريح، أن مشاركة السودان في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا بمشاركة كافة الدول الأوروبية ونائب الرئيس الأمريكي يشير إلى أن أوروبا لن تتعامل إلا مع الحكومة السودانية الحالية كحكومة شرعية، ما يعني أن المؤتمر في حقيقته رسالة لمن يقفون وراء تشكيل حكومة في مناطق سيطرة المليشيات، أن أوروبا لن تعترف إلا بالحكومة القائمة حالياً في السودان.

 

أكثر من المشاركة:

إذن الأمر بحسب خبراء أكبر من مجرد مشاركة في مؤتمر سنوي للأمن، هو اعتراف رسمي بالحكومة السودانية الحالية، كما أنه بشكل ضمني قبر أي محاولات لتشكيل حكومة متوقع إعلانها في مناطق سيطرة المليشيات، كما أن الأمر داخل المؤتمر لم يتوقف عند مشاركة الوفد السوداني، وإنما بحسب مصادر، فإن تفاهمات ستتم بين جهاز المخابرات العامة ورصفائه في الدول الأخرى في المؤتمر الذي بدأت أعماله الجمعة وتنتهي الأحد، سيكون علامة فارقة في تاريخ العلاقات السودانية الأوروبية، كما سيكون ضربة موجعة تتلقاها المليشيا التي تلهث وراء تشكيل حكومة ستلد ميتة بلا روح، لن تجد أحداً يقدم فيها العزاء.

هذه النجاحات التي بدأ السودان يحصد ثمارها دولياً، كانت ثمرة عمل دوؤب وتخطيط مدروس قاده رجال في الخارجية وجهاز الأمن والمخابرات، انتهى بتحييد قارة مهمة كأوروبا وعزلها تماماً عن مناصرة المليشيات، بل والاعتراف رسمياً بالحكومة القائمة ودعوتها للمشاركة في مؤتمر أمني غاية في الأهمية.

نقلا عن “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى