مؤتمر تقدم.. جدل المشروعية ودور أجهزة المخابرات العالمية
تقرير – أمير عبدالماجد
بدأت، الأحد، بأديس أبابا أعمال المؤتمر التأسيسي لما يسمى بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) وهو مؤتمر أعلن أنه سيستمر لمدة أربعة أيام في مسعى كما يقول قادة المؤتمر لتجهيز أكبر كتلة مدنية تسعى فيما بعد لإيقاف الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عام، فضلاً عن الخلاف بين أعضاء تقدم نفسها.
جدل التكلفة
المؤتمر أثار الجدل ليس فقط بسبب التكلفة المالية العالية التي لا يعرف حتى الآن من الذي سيسددها بل جدل المشروعية نفسها لأن السؤال الذي يطرح نفسه هنا من الذي فوض تقدم لتتحدث بإسم الشعب السوداني وتقيم المؤتمرات هنا وهناك بإسمه بل وتحسم قضايا جوهرية كبيرة مثل العلمانية وحق تقرير المصير لبعض الأقاليم والولايات دون الرجوع للشعب على نسق اتفاق تقدم مع حركة عبدالعزيز الحلو التي وقعها رئيس التنسيقية عبدالله حمدوك بغض النظر ما إذا كان التوقيع باسمه شخصياً أو باسم التنسيقية بالإضافة إلى أن تقدم التي تتحرك في الإقليم الآن لاتستطيع إقامة ليلة سياسية بأي ولاية من ولايات السودان بعد موقفها المساند كلياً للمخطط الإماراتي ومليشيا الدعم السريع وبعد سعيها للوصول إلى السلطة عبر بندقية الدعم السريع وبعد صمتها ومساندتها للمجازر الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المواطنين العزل.
احتكار المشهد
يقول د. الرشيد إبراهيم الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية “هذه عصابة تحاول احتكار المشهد السياسي السوداني وتجييره لمصلحة دول غربية ودول إقليمية)، وأضاف (دعنا نسأل ولا نتجاوز مسألة الصرف على هذا المؤتمر من أين لهم بأموال تذاكر وإقامة 600 شخص قيل إنهم سيشاركون من 30 دولة في العالم بالإضافة إلى تكلفة فندق (سكاي لايت) الذي يقيم فيه هؤلاء مؤتمرهم)، وتابع (لا توجد دولة في العالم تسمح بأن تدير أجهزة المخابرات العالمية مشهدها السياسي)، وأضاف (يتحدثون الآن عن قضايا تأسيسية رغم أن هذه القضايا فعلياً حسمها اتفاق حمدوك مع الحلو بأن يكون نظام الحكم علماني وأن تمنح ولايات السودان حق تقرير المصير.. ماذا سيناقش هؤلاء تحت بند التأسيس) وختم (هؤلاء عملاء لا أجد وصفاً أدق من هذا الوصف وهم ينفذون مايطلب منهم حسب الجهة التي تسدد الفاتورة).
أجندة دولية
وعن استضافة أثيوبيا للمؤتمر قال (أثيوبيا وجه آخر لعمالة الدول للأسف فهي أيضاً بالإضافة لمطامعها في مناطق بعينها معلومة للناس تحقق فائدة مالية من استضافة المؤتمر واستضافة تقدم لكن ثمة نقطة يجب الإشارة لها هنا وهي أن الغرب في مرحلة ما ربما أدرك أن هؤلاء لا قيمة لهم على الأرض فالدعم السريع بعد كل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها أصبح حملاً ثقيلاً والدفاع عنه والرهان عليه قضية خاسرة كما أن حمدوك لايملك جماهيرية في بلاده شأنه شأن الأحزاب المكونة لتقدم التي لا تستطيع الآن العودة إلى السودان وممارسة نشاط سياسي لذا أصبح رهانها على التأييد الدولي والإقليمي المشروط بطبيعة الحال بتنفيذ أجندات دولية وإقليمية).
طرف معتدي
بالمقابل أكد الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أحمد عمر خوجلي أن مؤتمر تقدم ليس هدفه إيقاف الحرب في السودان وتقدم تعلم أنها ليست مؤهلة للقيام بدور كهذا لأنها تمثل الطرف المعتدي الذي أزهق ولا زال يقتل في السودانيين، وأضاف (كم مرة عقدت هذه المجموعة مؤتمر تأسيسي ومحوري بالإسم القديم أو الجديد كلها انتهت بانتهاء مراسمها وقبرت لأنها لا تمثل السودانيين هذه أعمال وواجهات للمخابرات الدولية والإقليمية)، وتابع (أنظر إلى أجندة المؤتمر لتعرف أنها شواغل لا تخص السودانيين الآن لا من قريب أو من بعيد هي فقط لافتات لقضايا معظمها لاعلاقة لها بإيقاف الحرب ولا بدعم السودانيين ولا إنقاذهم ولا إعانتهم في النهاية سينتهي هذا البازار لما انتهت إليه كثير من البازارات التي أقامتها قحت التي تحولت إلى تقدم)، وتابع (أتحدى هؤلاء أن يأتوا إلى السودان الذي يحلمون بحكمه ويقيموا جلسة واحدة من هذا المؤتمر ليعلموا على الأقل رأي الناس فيهم وفي هذا الدور الذي يقومون به ويلطخون عبره مسيرتهم السياسية)، وقال (للأسف بعضهم كنا نحترمه ونعتقد أنه وطني يقدر قيمة بلده لكنه خذلنا).