مؤتمرات القاهرة وأديس هل تفلح في نزع فتيل الأزمة السودانية؟ (الأحداث) تستنطق خبراء وسياسيين
المجلس العام للتيار الوطني: نُرحب بأي جهود ترمي لجمع السودانيين للوصول لرؤية موحدة
الأمة: اجتماعات أديس رسمت خارطة الطريق للحوار
محلل سياسي: حل الأزمة السودانية مرتبط بالاتفاق
لا تزال القوى السياسية والمدنية تبحث عن مخرج لحل الأزمة التي يمر بها السودان منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي وذلك من خلال عقد اجتماعات وإقامة مؤتمرات خارجية كان آخرها الاجتماعات التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وقبلها المؤتمر الذي دعت له جمهورية مصر العربية فهل تنجح هذه التحركات في نزع فتيل الأزمة السودانية..؟ (الأحداث) طرحت ذلك على خبراء وسياسيين في المساحة التالية.
الأحداث – آية إبراهيم
اختتمت، الإثنين، اجتماعات القوى السياسية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي انطلقت الأربعاء الماضي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بمشاركة نحو 20 كتلة ومجموعة سياسية أبرزها “الكتلة الديمقراطية، العودة لمنصة التأسيس، قوى الحراك الوطني، تحالف السودان من أجل العدالة، مجموعة التراضي الوطني، حزب المؤتمر الشعبي وبعض ممثلي الإدارة الأهلية، فيما لم تشارك تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، وحركتا تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور والحركة الشعبية- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والحزب الشيوعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي.
رؤية موحدة
رئيس المجلس العام للتيار الوطني سليمان الغوث جدد نداءهم للحوار السوداني- السوداني، وأكد ترحيبهم بأي جهود ترمي لجمع السودانيين للوصول لرؤية موحدة تخرج بالبلاد من النفق وتقود لإعادة تأسيس وبناء الدولة السودانية على أسس تتجاوز أخطاء الماضي.
وشدد الغوث في حديث لـ(الأحداث) على ضرورة أن تكون التحركات الخارجية مسهل ومساعد وأن تكون الأجندة في الأساس وطنية مية في المية، وقال نُرحب بكل الجهود ونعمل على دعمها وإذا أُتيحت لنا الفرصة في المنابر سنعمل على إثراء الحوار وصولاً لجمع كلمة الصف الوطني وتوحيده والوصول إلى تفاهمات تُفضي لإنهاء الأزمة السودانية المتطاولة.
تفاصيل بيان
ودعا البيان الختامي لإجتماع القوى السياسية بأديس أبابا لتشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة من غير محاصصة حزبية يتم التشاور حول مهامها واختصاصاتها، وأكد البيان تعويله على نجاح دور المملكة العربية السعودية وأميركا في منبر جدة، وحث الحكومة السودانية لبذل المزيد من الجهود لتخفيف معاناة النازحين.
وأكد البيان أن الأولوية القصوى للوقف الفوري للحرب في إطار التأكيد على سيادة الدولة السودانية، وثمن دور وجهود الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين والدوليين ومنظماته، ودعا الاتحاد الأفريقي لفك تجميد عضوية السودان.
خارطة طريق
يؤكد رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن أن المؤتمرات ستقود إلى حوار سياسي سوداني – سوداني لا يهيمن عليه أحد ولا يستقصي منه أحد إلا أولئك الذين قيدت ضدهم بلاغات جنائية أو مطلوبين لمحاكم دولية أو تحوم حولهم تهم فساد.
وقال حسن لـ(الأحداث) إن اجتماعات أديس أبابا رسمت خارطة الطريق للحوار بتحديد أطرافه والموضوعات التي يتم التحاور حولها ومكان الحوار وزمانه وأهمية الحوار السوداني من حيث التوقيت هل قبل انتهاء الحرب أم بعدها أم أنه غير مرتبط بهذه أو تلك؟، وأشار إلى أن الحوار السوداني هو المدخل الصحيح لعلاج الأزمة السودانية الوطنية وقضية الحرب واستعادة المسار المدني، ونوه إلى أن اتفاق أهل السودان يُجرد المليشيا من أي سند وتصبح أمام خيارين إما الإستسلام أو تدميرها بقوة السلاح، وأكد أن الحوار السوداني- السوداني سينتج إرادة لتشكيل حكومة مدنية من كفاءات وطنية دون محاصصات حزبية لإدارة ماتبقى من الفترة الانتقالية وتلافي آثار الحرب وإعادة الإعمار.
دعم خيار
واستضافت جمهورية مصر العربية مطلع الشهر الجاري مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية السودانية والذي أجمع المشاركون فيه على دعم خيار وقف الحرب وسط اعتراض قادة حركات مسلحة تقف إلى جانب الجيش وتُقاتل معه أبرزهم مني أركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس الحركة الشعبية- الجبهة الثورية، مالك عقار على صياغة البيان الختامي ورفض التوقيع عليه بحجة أنه اكتفى بإدانة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون دون إدانة صريحة لقوات الدعم السريع.
خيبة أمل
يشير المحلل السياسي راشد التجاني إلى أنه كان هنالك أمل في أن تضع القوى السياسية والمدنية النقاط على الحروف وتحدث إختراقاً في الأزمة السودانية من خلال الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت مؤخراً بالقاهرة وأديس أبابا.
وقال التجاني لـ(الأحداث) لكن سلوك القوى السياسية في عملية الإقصاء خيب الأمل، وأشار إلى أن القوى السياسية لايزال يسيطر عليها عدم قبول الآخر وكل حزب يعتقد بأنه الذي يسيطر ويملك القرار، وأكد أن حل الأزمة السودانية مرتبط بالاتفاق وتأسف على أن عدم الاتفاق هي الصفة السائدة وسط الأحزاب السياسية.
التزام وتطوير
ونص البيان الختامي لمؤتمر القاهرة على إدانة “كل الانتهاكات التي ارتكبت في الحرب”، وتحدث عن التداول حول “ضرورة الوقف الفوري للحرب بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات”.
كما أكد المؤتمرون ضرورة الالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب.
وتوجه المؤتمرون بالدعوة والمناشدة إلى الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بأيٍ من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر، للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان.
رؤية سياسية
يؤكد المتحدث بإسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية محيي الدين إبراهيم جمعة أن القوى السياسية التي اختتمت الاجتماع التحضيري لمؤتمر الحوار السوداني- السوداني بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا قدمت رؤية سياسية وخارطة طريق مثالية غير مسبوقة خاطبت عملية الحوار السوداني- سوداني بصورة دقيقة لإنهاء الحرب وتأسيس فترة إنتقالية جديدة عادلة.
بدوره يرى المتحدث الرسمي بإسم حركة تمازج عثمان عبدالرحمن أن دمج المبادرات وتوحيد المنابر خطوتان لابد منهما لضمان عملية سياسية تقود إلى نتائج إيجابية.
تأكيد استمرار
بالتزامن مع اجتماعات القوى السياسية الخارجية أكد الجيش على لسان عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن حسن العطا أن حرب الكرامة مستمرة إلى أن يستسلم مرتزقة الدعم السريع وجميع من عاونهم.
وأشاد العطا خلال زيارته منطقة أم درمان العسكرية لتهنئة ضباط وضباط صف وجنود منطقة أم درمان العسكرية بمناسبة ترقيتهم ببسالة القوات المسلحة والقوات النظامية والمستنفرين في مختلف مسارح العمليات وهم يحققون خسائر في صفوف مليشيا آل دقلو الإرهابية يوماً بعد الآخر.
نسج تحالف
يستبعد القيادي بالحزب الشيوعي علي سعيد أن تنجح مؤتمرات القوى السياسية في القاهرة وأديس أبابا في نزع فتيل الأزمة السودانية إن كانت بمعنى إيقاف القتال والبدء فى التسوية مايعني له إنتاج الأزمة بشكل أكبر.
ودعا سعيد في حديث لـ(الأحداث) الشعب السوداني في الداخل والخارج لنسج تحالف عريض يبدأ من القواعد الشعبية المكتوية بنيران الظلم والاستغلال بالحرب أو بدونها وأن تتوجه قيادات الأحزاب وتشرف على تنظيم الملايين من هذه الجماهير حتى تتحول إلى يد منيع أمام آلة الحرب كما حدث في مليونية 30 يونيو عام 2019م فتسقط كل جدران وأركان الحرب وتواصل الثورة مسيرتها.
إعطاء أولوية
إلى ذلك حث الاتحاد الأفريقي والـ”إيقاد” جميع الأطراف السياسية والمدنية السودانية على إعطاء أولوية للمصالح العليا للبلاد، وأكدا إلتزامهما بدعم أصحاب المصلحة في السودان في تحقيق حل تفاوضي وتوافقي للأزمة وأهمية إنهاء الحرب في السودان واستعادة الحياة الطبيعية.