لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم

معتصم أقرع

أحد أسباب استدعاء قطاع عريض من الطبقة المتعلمة لفزاعة الأخوان لقمع أي نقاش سياسي لا يمركز دقونهم هو خواء هذه الشرائح من أي ثقافة سياسية عدا إبليسيات الأخوان. ولو حرق الكيزان أنفسهم واستقالوا من المشهد سوف لن تجد هذه الشرائح ما تشارك به في الحوار السياسي العام وتكتشف سطحيتها المميتة.
فهذه شرائح إستسهلت المعارف وفضلت الوهم المريح أن قمة الثقافة وقمة الوطنية وقمة الأخلاق هو لعن سنسفيل الكيزان. فما دام الزول يلعن الكيزان فقد رفعت عنه كل مسؤولية أخرى وسقطت عنه كل التكاليف ولا حاجة للبحث والتمحيص.
ولو عاد الذي قال إن الدين أفيون الشعوب، لقال إن لوثة الكيزان أفيون أصلي وأن محاربة الإرهاب الديني هو أحد أقنعة الاستعمار الحديث. وأن سوء الأخوان الموثق لا يعفي الكمبرادور من واجبات الوطنية ولا يبرر المد الاستعماري. وأن فزاعة الأخوان توفر الغطاء الأخلاقي للتحالف بين الكمبرادور والاستعمار بل وتحالفهم مع الجنجويد.
الكيزان لاعب موجود في المشهد ومن الطبيعي الحديث عنه والهجوم عليه ولكن ما لا يجوز هو استعمالهم لتشويه صورة أي مخالف ولقمع أي نقاش آخر يثري الساحة ونشرهم كغطاء لفشل الآخرين وعمالتهم وسطحيتهم وضعف إمكانياتهم وفقدانهم للشرعية التي تبرر وصايتهم على الشعب السوداني.

Exit mobile version