لندن – الأحداث
شهدت العاصمة البريطانية لندن مساء الثلاثاء فعالية بارزة نظّمها تجمع روابط دارفور بالمملكة المتحدة تحت عنوان “العدالة لدارفور: إنهاء الإفلات من العقاب وتعزيز المساءلة في السودان”، بمشاركة قانونيين وحقوقيين وممثّلين عن قسم جرائم الحرب والإرهاب بالشرطة البريطانية، وناجين من الإبادة الجماعية في دارفور، إلى جانب ممثلين عن أكثر من 20 منظمة حقوقية ومدنية معنية بالشأن السوداني.
وتأتي الفعالية في ظل التصعيد الميداني الخطير بمدينة الفاشر، حيث تتواصل الهجمات الواسعة التي تشنّها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين من القبائل الأفريقية، وسط تحذيرات متصاعدة من تكرار مشاهد الإبادة الجماعية التي عرفها الإقليم على مدى العقدين الماضيين.
وشارك في الفعالية مسؤولان رفيعان من مكتب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية هما جوليان نيكولاس، كبير المحامين ورئيس الفريق المسؤول عن ملف علي كوشيب والدكتور طهيرو سانتآنا، مستشار التعاون الدولي بالمحكمة.
واستعرض المتحدثان آخر التطورات في ملفات دارفور، بما في ذلك الجرائم المرتكبة في الجنينة ومعسكر زمزم والفاشر، مشيرَين إلى أن الإدانة التاريخية لزعيم المليشيات علي كوشيب تُعد خطوة محورية في مسار العدالة الدولية، وتمهد لمحاسبة جميع المتورطين في الجرائم المرتكبة بالسودان.
ووصف نيكولاس ما يحدث في الفاشر بأنه “أبشع جريمة في عصرنا الحديث”، مؤكداً أن مساءلة الجناة أمام العدالة الدولية أصبحت ضرورة ملحّة.
وقدمت ربيكا تنسلي، مديرة منظمة Wegen Peace، مداخلة ندّدت فيها بالتقارير التي تشير إلى وصول أسلحة ومعدات بريطانية الصنع إلى يد مليشيا الدعم السريع، مطالبة السلطات البريطانية بالتحقيق العاجل.
كما ناقش الحضور انتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في بريطانيا، والذي ساهم في التحريض على العنف في دارفور، بما في ذلك المحتوى الذي روّج لقادة مليشيا الدعم السريع، ولا سيما استضافة المتهم المعروف بـ“أبو لولو” عبر منصات التواصل.
وأكد التجمع أن هناك إجراءات قانونية جارية في بريطانيا لمحاسبة المحرّضين على العنف ضد المدنيين السودانيين.
وشدّد المشاركون على أهمية تسريع تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية واتخاذ خطوات دولية فعالة لوقف الإبادة الجارية في الفاشر فضلا عن دعم الضحايا والناجين وتوثيق الانتهاكات.
واختتم تجمع روابط دارفور بالمملكة المتحدة الفعالية بالتأكيد أن تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب يمثلان شرطاً أساسياً لتحقيق سلام مستدام في السودان.
