الأحداث – ماجدة حسن
مقدر للإعلامي عمار شيلا أن يأتي لمنصب خلفاً لآخر وسرعان مايتم المقارنة بينهما، وينقسم الناس حوله، بين مؤيد ومعارض ومشفق.
فقبل يومين أصدر وزير شؤون مجلس الوزراء، عثمان حسين، قراراً بإنهاء تكليف إبراهيم البزعي من مهام مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتكليف الإعلامي، عمار شيلا بمهام مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ورغم أن القرار تم التراجع عنه بعد ساعات بالإبقاء على البزعي في موقعه وتعيين عمار مديراً لقطاع التلفزيون، إلا أن حملة الرفض للقرار خرجت من المجالس إلى العلن.
ثقة وتقبل
فحينما اشترى رجل الأعمال السوداني وجدي ميرغني أسهم الشريك الأكبر بمحطة النيل الأزرق السعودي صالح الكامل لم يكن ملفتاً كم التغييرات التي صاحبت المحطة بقدر ما كان الملفت اختيار عمار فتحي شيلا مراسل قناة الشروق بالقاهرة لمنصب مدير البرامج في القناة الأكثر مشاهدة خلفاً لأحد صناع مجد الشاشة الزرقاء الشفيع عبدالعزيز، تلك الخطوة التي قوبلت بانتقاد شديد من الجماهير والإعلاميين والمتابعين والمراقبين، واعتبروها بداية النهاية والتلاشي غير أن الأمور مضت إلى الأفضل وحافظت المحطة على رونقها.
ولعل أكثر ما كان لافتاً هو هدوء عمار الواثق من نفسه تجاه حملة النقد بل تعامل معها بعقلانية واعتبر ما أثير في الصحف حينها موضوعي وعمل على الاستفادة منه في تجربته.
بيان رافض
ورفض تجمع العاملين بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، قرار تعيين عمار شيلا من خلال بيان رحب فيه بقرار رئيس مجلس السيادة بالإبقاء على إبراهيم البزعي مديراً عاماً للهيئة لأنه يعبر عن موروثاتها ويمثل جيلاً من العمالقة الذين يتواصل عطاءهم في كل المحكات الصعبة كالتي تعيشها بلادنا في هذه المرحلة التاريخية المهمة، كما عبر بيان تجمع العاملين بالهيئة عن قلق لتقويض كل قيم الخدمة المدنية الراسخة وعلى رأسها التراتبية ومراعاة الخبرة في اختيار قيادات المؤسسة، وهو ما تجلى بوضوح في صدور قرار بتعيين عمار شيلا مديراً عاماً للهيئة، لما في هذا القرار من عسف وسوء كيل، وأعلن تجمع العاملين تحفظهم على قرار تعيين شيلا مديراً لقطاع التلفزيون لعدة أسباب، أولها تقل درجته الوظيفية كثيراً عن قيادات لها سبقها المعرفي والخبرة التراكمية ما يخلق غبناً ويورث ظلماً، وأضاف البيان “ونشير هنا إلى أن زملاءنا من هم في عمر وسنوات تخرج وخبرة عمار تتراوح درجاتهم الوظيفية ما بين الخامسة والرابعة فهل يستقيم أن يمنح الدرجة الأولى القطاع الثالث مباشرة؟، إلى جانب أن القرار يحدث ربكة إدارية بحسبان أن قانون الهيئة التأسيسي لا ينص على وجود مسمى مدير القطاع في ظل وجود إدارات عامة تدير الأمر على مستوى الإذاعة والتلفزيون”، وبحسب البيان لم يستصحب القرار التجارب السابقة التي تم فيها تقسيم الإذاعة والتلفزيون لقطاعين حيث اتسمت تلك المرحلة بكثرة الصراعات والتشاكس الذي أقعد عمل التلفزيون في مرحلة من مراحل حكم النظام السابق، وتعد تلك التجربة من اسوأ نماذج تطبيق نظام القطاعات، ما يستوجب تقييمها ودراستها قبل العودة إليها الى جانب خشيتهم من تضارب المصالح إذ يعمل شيلا مديراً لقناة النيل الأزرق التي ترتبط مع الهيئة والتي يملك رجل أعمال أكثر من نصف أسهمها، وطالب البيان الحكومة بضرورة مراجعة القرار بما يحقق المصلحة العامة ويحفظ خصوصية الهيئة ومصالح العاملين فيها.
شهادة وقلادة
وكتب حسن فضل المولي المدير السابق لقناة النيل الأزرق شهادة في حق شيلا قائلاً “أُبارك لأخي عمار شيلا وأدعو له بالتوفيق والسداد في إدارة تلفزيون السودان وهو تكليف ينقسم إزاءه الناس مابين مسرور ومُشفِق ومُسْتَكثِر
فالذي سرَّه القرار هو عندي مُحِق في سروره والمُشفق عليه من هذا التكليف فليطمئن، ومن يستكثر عليه هذا المرتقى فله عندي من المواقف ما يجعله أهلاً لهذا وأكثر من هذا”، وأضاف فضل المولى”إن من أكثر المواطن التي تُخبرك عن معادن الناس هي مُلازمة العمل وقد عملنا معاً لسنين عددا، في ظروف بالغة التعقيد كنت في كل مرة أجده يُتقن غزْلَه يُتقن ويتحرَّى في اختياراته، ويُتقن ويتثبت فيما يُقْدِم عليه، ويُتقن ويجتهد فيما يُوكل إليه، وينصرف عما لا نفع من تلقائه وإذا انصرف فلا يلتفت ولا يُثنيه إلحاحُ مُلح وكلما تقترب منه تأنس فيه نُضجاً وترويَّاً وحِنْكة وفَراسةً قلَّ أن تتوفر لمن هو في عمره، وتجد أفكارَه نظيمةً متسقةً بدءاً وختماً وهو إذا خُيِّر بين أمرين يختار أجملهما وهو إذا خُيِّر بين اثنين يختار أخبرهما وهو غير مُتحَزِّب ومُرتب ويغضب وتُظِلُه بساطة مَشُوبة بأناقة ويبذل لك كل التقدير والاحترام، إذا كنت رئيسه أو سابقاً له وقد كان هذا نهجه معي، وهو مما أذكره له بكل الامتنان”، وأردف “وصيتي له، أن يوغل برفق وأن يُسَدِد ويُقارب، إذ أنه بين يدي قومٍ يقتربون منك بقدر اقترابك منهم، ويستخفونك إذا طالهم منك استخفاف.
اختيار مستحق
عمار فتحي شيلا، خريج جامعة القاهرة ــ آداب 2003، ولج عالم الإعلام منذ العام 1999 في الصحافة عبر الرأي العام والأحداث والخرطوم، كما عمل مدير تحرير لمجلة الملتقى ومراسل لقناة الشروق من القاهرة منذ العام 2007 وحتى اختياره مديراً للبرامج بقناة النيل الأزرق.
ويعتبر عمار اختياره لقناة النيل الأزرق استحقاق وتدرج طبيعي بعد سنوات طويلة من العمل بالتلفزيون والإعلام عموماً.