رأي

لمن ظنّوا أن الأمر مجرد مزحة!

 

خالد الإعيسر 

في ملاحم الكرامة الوطنية، لطالما امتزجت دماء الشهداء بتراب السودان الطاهر، واختلط نفس الأجداد المليء بالعنفوان والفخر بروح الأجيال الجديدة التي تواصل ذات المسيرة.

أحدثكم عن أبطال جيشنا الباسل، عن رجال لا تنكسر إرادتهم ولا تهتز عزائمهم، ولا تنبض قلوبهم إلا بحب الوطن والذود عن عزته وكبريائه.

أما الجنجويد والمرتزقة ومن معهم من القوى الداخلية العميلة والخارجية الواهمة، فقد ظنوا أن الأمر ليس سوى مجرد مزحة لكنهم لم يدركوا أن معركة الكرامة السودانية ليست مجرد مواجهة عسكرية كسابقاتها المدونة في كتب التاريخ، بل هي رسالة خالدة للأجيال، مفادها أن الكرامة تُنتزع بثبات الأبطال.

والحقيقة التي لا تحتمل التأويل هي أن كل خطوة خطاها جنودنا البواسل منذ صباح 15 أبريل 2023م وحتى اليوم، وصولاً إلى القصر برمزيته السياسية والتاريخية، قد سطّرت مجداً جديداً يُضاف إلى سجل أمة لا تعرف إلا العزة والمجد.

وبذكر القصر، يستعيد التاريخ ألقه، لينعش ذاكرة الوطن والأجيال.

لقد أثبت جنودنا، ببسالتهم في كل المعارك، وبالوقائع والشواهد الحيّة للتضحيات والفداء، أن الأرض التي تُروى بالدماء الزكية تبقى عصيّة على الأعداء، مهما تبدّلت الأحوال وتعاقبت الأجيال.

ستظل هذه المعارك الكبرى شاهداً على انتصار الحق على الباطل، خاصة عندما يحمل القيم الوطنية رجال ونساء السودان الذين لا يخشون إلا الله.

اليوم نُحيِّي وبفخر واعتزاز أبطال القوات المسلحة السودانية، وكل القوات المساندة، من جهاز المخابرات، والشرطة، والقوات المشتركة، وقوات درع السودان، و”براؤون”، و”غاضبون بلا حدود”، ونساء السودان اللائي قاتلن جنباً إلى جنب مع الرجال في فاشر السلطان، ولهجانة كردفان تحية خاصة مفعمة بعبق أشجار التبلدي الشامخة، ولكل من قدم يد العون بأي شكل من أشكال المساندة.

واليوم ارتفع العلم، وعاد القصر، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى