رأي

لماذا تستثني قحت المؤتمر الوطني بينما تحتضن الجنجويد والمؤتمر الشعبي؟

معتصم أقرع:

منذ عام ٢٠١٩، اتخذت “قحت” خطاً واضحاً يتمثل في الانفتاح على التحالف مع كل مكونات نظام البشير لتعزيز طموحها السلطوي، بما في ذلك الإخوان المسلمين وكبار الجنرالات وقوات الجنجويد والحركات المسلحة وجميع أطياف اليمين الديني، حتى أنصار السنة لم يستثنوا. إلا أن المؤتمر الوطني – الجناح الآخر لحركة الإخوان المسلمين – ظل الاستثناء الوحيد خارج أحضان “قحت” التي فتحت ذراعيها لكل من هبَّ ودبَّ.

هذا الاستثناء الغريب يثير الريبة، خاصة في ظل تحالف “قحت” مع قوات الجنجويد المسلحة والمؤتمر الشعبي، الذي يُعد أعلي شأنا  من المؤتمر الوطني كونه الوريث الشرعي للإرث الفكري والأيديولوجي لحركة الإخوان التاريخية، بما في ذلك إسهامات أحد أبرز قادتها، حسن الترابي. بينما المؤتمر الوطني، في جوهره، ليس سوى تجمع لأفراد من خلفيات أيديولوجية متنوعة، وإن غلب عليها اللون الإسلامي،  جمعتهم سلطة الدولة، وفقدوا أهم روافع نفوذهم بعد سقوط نظام البشير.

وراء هذا الموقف الفصامي تكمن حقيقة أن “قحت” تحتاج إلى التحالف مع أركان النظام القديم لتعزيز قبضتها، وفي الوقت نفسه، تريد الإبقاء على “كيزان” المؤتمر الوطني كفزاعة تُبرر بها كل إخفاق أو تقصير، وكـ”قميص عثمان” تُلوح به للحشد الداخلي وكسب الدعم الخارجي القائم على كراهية الإخوان عن حق أو كغطاء لتدخل إمبريالي. كما إنها تحتاجهم  لتستخدمهم شماعةً تشنق  علي مقصلتها كل معارض، بربطه بالإخوان وجرائم نظام البشير حتي لو كان من ضحايا ذلك النظام وحتي لو كان دهريا أو علمانيا قح.

ثم لا يرمش جفنٌ لهذه قحت أمام التناقض الصارخ بين ادعائها الإيمانَ بأولوية السلام، وإصرارها في الوقت ذاته على إقصاء المؤتمر الوطني من طاولة التفاوض حول مستقبل البلاد! وهو المؤتمرُ نفسه الذي تتهمه بإفشال فترتها الانتقالية، وإجهاض الاتفاق الإطاري، وإشعال الحرب، وتعطيل أي مسار للسلام. فإن كان للمؤتمر الوطني كل هذه القوة السياسية والعسكرية، فكيف يمكن تحقيق حلٍّ سلمي باستبعاد الطرف الذي يُحارَب على كل الجبهات؟ إنها تبحث عن السلام بعيدًا عن الطرف الذي تتهمه   بإدارة الحرب، وهذه شخرة عقل تلفيقي عصي علي الوصف بكلمات مهذبة.

رد علي سوء تفسير البوست:

أنت ما فهمت البوست. أقرا تاني. البوست ما قال ليك المؤتمر الوطني كويس ولا قال ليك إتفاوض معاه . البوست بيقول ليك أن قحط متناقضة ومنافقة لانها بتقول الأولوية للسلام لكن  بتصر علي إقصاء المؤتمر الوطني الذي تتهمه بالسيطرة علي الجيش وإشعال الحرب. إذا كان الأولوية للسلام ، إذن علي قحط أن تتفاوض مع الجهة التي تحارب وتسيطر علي الجيش. وإذا كان لا تفاوض مع المؤتمر الوطني رغم أنو بييسيطر علي الجيش حسب قولها، يبقي السلام ما أولوية. في الحالة دي الأولوية إذن بل المؤتمر الوطني والسلام ملحوق. وكدة بيبقي التظاهر بالسلمية مجرد أكذوبة وخدعة واداة  إبتزاز. من فضلك أقرا قبل ما تجي ناطي جوز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى