للعام الثاني تواليا.. السودانيون يخوضون حرباً اقتصادية لاستقبال رمضان

الأحداث – وكالات
قبل خمسة أيام من شهر رمضان المبارك تشهد الأسواق السودانية حالة من الارتباك والضبابية على خلفية الأحداث السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وللعام الثاني على التوالي يصوم السودانيون والصراع بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع لم يحسم لأي من الطرفين على الرغم من الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوداني في عدد من المحاور.
ظروف ضاغطة:
ويعيش السودانيون ظروفاً اقتصادية ضاغطة بسبب خروج عدد كبير منهم من دائرة العمل بسبب الهجرة والنزوح وفقدان روؤس الأموال.
وقدرت خسائر الاقتصاد السوداني بحوالي 200 مليار دولار منذ اندلاع الحرب، فضلاً عن نزوح 8.1 مليون شخص من منازلهم في السودان، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وخيمت ظلال من الكساد الاقتصادي في الأسواق السودانية قبل دخول شهر رمضان مقارنة بالمواسم السابقة قبل الحرب التي تشهد إقبالا كثيفا من قبل المواطنين لتجهيز مستلزمات الشهر الكريم.
عودة أسواق:
وتتباين أسواق الولايات من حيث القوى الشرائية وفرة البضائع فتشهد الولايات الأمنة ضعف في القوى الشرائية مقارنة بالولايات التي تم تحريرها مؤخرا من قبل الجيش السوداني.
وقال شهود عيان بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد إن أسواق المدينة بدأت في العودة الى العمل بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.
وفي يناير الماضي أعلن الجيش السوداني، دخول مدينة ود مدني، بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
إقبال على الشراء:
وأشار الشهود لـ( المحقق) إلى أن الحياة بدأت تدب في أسواق مدني بعد بداية عودة المواطنين إليها من الولايات والخارج.
وأوضحوا أن الاقبال على الشراء يبدو مقبولاً مقارنة مع الولايات الآمنة الأخرى لحوجة المواطنين للمستلزمات المنزلية والغذائية بعد عودتهم.
وبحسب الشهود فإن أسعار السلع الغذائية يلازمها الارتفاع في أسواق مدينة مدني بسبب ارتفاع تكلفة الترحيل والوقود.
وفي ولاية نهر النيل أكد تجار بسوق عطبرة شمالي السودان عن ضعف كبير في القوى الشرائية بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالسوق.
وقال تاجر الاجمالي أحمد ضاحي بسوق عطبرة أن “سعر كرتونة الصلصة بلغ 39000 جنيه فيما سجل سعر لبن البودرة زنة 2 وربع كيلو 240000 جنيه
وأوضح ضاحي في حديثه مع (المحقق) أن سعر عبوة الزيت زنة 5 لتر بلغت 105,000جنيه وجوال الكبكبي 350,000 جنيه فيما بلغ رطل الكركدي 1350 جنيه ورطل الشاي 63,000 جنيه والدقيق زنة 10 كيلو 230,000 جنيه ورطل البن 8000 جنيه وسجل سعر جوال السكر زنة 10 كيلو 245,000 جنيه.
وأرجع أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية لهذا العام لقلة نسبة الاستيراد مقارنة بالعام الماضي بالاضافة إلى الرسوم والجبايات التي فرضتها الدولة على التجار مما انعكس سلباً على أسعارها.
ونوه ضاحي إلى أن ضعف القوى الشرائية يعود إلى ضعف السيولة والمشاكل التي تعاني منها التطبيقات البنكية بسبب ضعف شبكة الربط بين البنوك، فضلا عن ارتفاع أسعار صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، مبينا أن التجار يعملون على تسعير بضاعتهم في حساب أن الجنيه السوداني يساوي 705 مقابل الدرهم الإماراتي.
وسجل سعر الدولار الأمريكي في الأسواق الموازية 2660 جنيه فيما بلغ الريال السعودي 709 جنيها والدرهم الاماراتي 723 جنيها فيما بلغ الجنية المصري 52.9 جنيها بحسب تداولات الأسواق الموازية للعملات (الأحد).
وكشف ضاحى أن أغلب التجار أخرجوا رؤوس أموالهم لاستثمارها خارج البلاد.
نقلا عن موقع “المحقق” الأخباري