لغيابه هذا العام.. توقيعات على جدار المسرح القومي
الأحداث – ماجدة حسن
ظل مهرجان البقعة طيلة السنوات الماضية يمثل شعلة يحتفل من خلالها المسرح السوداني باليوم العالمي للمسرح في ٢٧ من مارس من كل عام، ويحتضن المسرح القومي بأمدرمان تلك الفعالية ومن على خشبته تذاع كلمة اليوم العالمي للمسرح.
يمثل العام الحالي عاما استثنائيا، بجانب انطفاء شعله المسرح القومي، تفرق صناع العمل المسرحي في الداخل والخارج بين نازح ولاجئ، ورغم الظروف الحرجة الا انهم يعملون أينما وجدوا.
وشكل اليوم العالمي للمسرح يوم عيد تبادل فيه المسرحيين التهاني بعام سلام يؤدي فيه المسرح رسالته على أكمل وجه.
أما خشبة المسرح القومي التي خرج منها التمرد قبل أيام تقف حزينة في هذا اليوم ويشاطرها هذا الحزن مسرحي السودان.
المخرج حاتم محمد علي عضو الفرقة القومية للتمثيل ابتدر حديثه قائلا (هل من عودة تاني ام هي مستحيلة ؟) في إشارة الى خشبة المسرح القومي، وأبدى تشاؤمه من العودة، وبرر قائلا “وفقاً للحاصل وماحدث يؤشر لذلك وفقا للمعلومات ان التفاؤل المتجاهل لهذه المعلومات يجعل من نظرتنا للمستقبل بعين بريئة”.
بالمقابل بدأ الأكاديمي والممثل د.صالح عبدالقادر أكثر تفاؤلا إذ قال: “رغم كل الظروف التي يمر الوطن الذي نحب
ويمر بها الشعب السوداني
نقول في اليوم العالمي للمسرح إن المسرح هو الحياة
والفنان المسرحي مانح الأمل للحياة الخير للحق والجمال والمعرفة والفكر .وضد الموت والدمار”.
وأضاف “الفن المسرحي يحارب القبح بالجمال والكراهية بالمحبة
والظلام بالتنوير والاستنارة..
دوما وابدا يعلمنا فن الحوار وقبول الآخر.. وان نسمو فوق الأشياء ونرنو نحو الحقيقة.. لا لاستنشاق النسيم الملوث تحيا الحرية.. فقط كونوا أروع منا اجمل منا بحق”.
ويذهب الناقد والأكاديمي د. اليسع حسن أحمد في اتجاه لايختلف عن حاتم إذ يقول ” بالعاطفة ومحبة الزملاء نقول للمسرحيين السودانيين ربنا يضمد جراح الروح ويسلم البلد ونعود سالمين وبالواقع المر نقول ان المسرح بمفاهيمه التقليدية انتهي فالواقع تجاوز الخيال والمحاكاة بفراسخ وظهور ابطال جدد يديرون عبثا عصي على المجاراة
الان الوسائط واللايفات والمنصات المجانية تصنع لنا مسرحا مغايرا فأي مسرح نريد وأي مسرح نصنع
وبأي مسرح ننهض”.
لكن الممثل المسرحي عوض شكسبير كان أكثر تفاؤلا واكتفي بالقول “أنهض أيها المارد القديم وكن انت السلاح المدمر وكن انت رمزا للسلام”.
د. شمس الدين يونس مدير سابق بالمسرح القومي والأستاذ بكلية الموسيقي والدراما رغم انطفاء انوار المسرح القومي هذا العام اعتبرها (ظروف بتعدي)، وقال : نعلم ان المسرح باق ما بقيت الحياة و ان المسرح فن المطالبة بالحق، وأضاف “يا أيها المسرح لك مهام جسام في المجتمع السو داني ..
ايها المسرحيون قوموا الى مهامكم”.
وتتأرجح نظرات المسرحيين بين الأمل والحسرة لكن أكثرهم حسرة المدير الأسبق للمسرح مكي سنادة صاحب العطاء الأوفر وأطول فترة إدارة مرت على المسرح القومي بأم درمان عندما قال” عن أي مسرح تتحدثون”.