لعمامرة في السودان.. مهمة محفوفة بالعراقيل
تقرير- الأحداث
لخص المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، مخرجات زيارته إلى السودان التي دشن بها مهمته رسمياً على الأرض، في حصوله على معلومات “دقيقة” و”مفيدة” حول موقف الدولة تجاه عدة ملفات، وأكد في ختام الزيارة أمس (الأحد) أنه سيعمل جاهداً مع الأطراف لبلورة الدور الإيجابي للأمم المتحدة، ووعد بزيارات ولقاءات أخرى.
زيارة المبعوث للسودان جاءت بعد تسعة أشهر من اندلاع تمرد مليشيا الدعم السريع وعقب إنهاء مهمة بعثة (يونيتامس)، ما يجعل الآمال معلقة في أن تحدث اختراقاً، وأثراً مبنياً على ما تلقاه من معلومات “دقيقة” و”مفيدة” رغم العراقيل التي قد تعترضه.
تثبيت حقائق
لعمامرة اختتم لقاءاته أمس، برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي أطلعه على انتهاكات مليشيا الدعم السريع وأكد له الالتزام بقضية التحول الديمقراطي، وسبقته لقاءات مع وزيري الخارجية والصحة ومسؤولين آخرين، أبلغوه حقائق مهمة بشأن الموقف تجاه الراهن.
وجاء في تصريحات لعمامرة الختامية حقائق مهمة، إذ أكد أنه علم الكثير بشأن حقائق السودان والتطلعات إلى مستقبل أفضل، وكذلك “وجهة النظر الرسمية لدولة السودان” حول المبادرات الرامية لحلحلة الأوضاع وإطلاق عملية سلام تؤدي للحل السلمي المنشود الذي يسمح للشعب السوداني باستئناف الحياة الكريمة في ظل دولة مستقلة ذات سيادة تؤدي دورها في القارة الأفريقية وفي العالم العربي وعلى الساحة العالمية.
دوافع التحرك الأممي
ويرى مراقبون أن مهمة لعمامرة محفوفة بالعراقيل لأسباب عديدة، وأن على عاتقه مهمة تحسين صورة المنظمة الأممية لدى السودان، ويعتقد المحلل السياسي أحمد موسى عمر المحامي، أن الأزمة الداخلية تركت تأثيراً خارجياً كبيراً وفتحت الباب للتدخلات لأن حرب 15 ابريل هي عدة حروب نتيجة تقاطع عدة مصالح ومطالب خلال الفوضى الراهنة ما يجعل قراءة ما وراءها مهماً للبحث عن أيسر الطرق للسلام.
ونبه في حديثه لـ(الأحداث) إلى الحضور الدولي الكثيف عسكرياً وأمنياً ودبلوماسياً في المشهد السوداني، وقال إن كل دولة تسعى لموطئ قدم ومنع اعداءها من التحرك بأريحية، وتلك المصالح تحتاج إبقاء الحالة السودانية على وضع يلائم تحقيقها، وبحسب مطلوبات الموازنة العسكرية والأمنية المطلوبة.
وذكر أن ذلك أدى لظهور ثلاثة فرق؛ داعمة لهذا وداعمة لذاك وثالثة متحركة بينهما وفق مصالحها، ولأن الحرب أثرت على الإقليم وهددت الأمن الدولي كان لزاماً تحرك الأمم المتحدة عبر المبعوث الخاص لتلمس المشكلة عن قرب واقتراح حلول، خاصةً مع فشل البعثة السياسية الأممية.
عراقيل
لكن موسى يرى أن رحلة المبعوث تظل محفوفة بعراقيل ناتجة عن التباين الكبير بين مواقف القوى السياسية وبروز الذاتي بشكل قوي وتداخل الأهلي مع العسكري مع السياسي ما يربك المشهد ويخلط الأوراق، ويقول إن القوى السياسية تنظر للحلول من زاوية نظرها ولا تقبل الرأي الآخر بسهولة، وموقف الحكومة من المبعوث الخاص ومن بعده من موقف الأمين العام من قوات الدعم السريع المتمردة أيضا يخلق حالة عدم ثقة ويستتبعه حالة من عدم التعاون مما يجعل الحوار الرسمي هشاً وضعيفاً ما لم تلعب شخصية لعمامرة دوراً في تحسين تلك الصورة.
واختتم بالقول إن مهمة المبعوث ستكون متحركة بين خيبة الأمل ومحاولات إحداث اختراق يعمل على تحسين الصورة ولملمة أطراف المشكلة، وستكون لقاءات تحضيرية لخطوات قادمة وإن لم تطلق لاحقاً عملية سلام فإنها ستعمل على تليين بعض المواقف وتيسير التعقيدات وتدعم مجهودات أممية- إقليمية أخرى لفرض سلام شامل في البلاد فمفهوم السيادة المطلق تقيده الحاجة للسلام العالمي والحفاظ على حقوق الإنسان وبين الفكرتين سيتحقق أمر إيجابي.