كيكل يسلم نفسه للجيش.. زلزال يضرب المليشيا
الأحداث – تقرير
على نحو مفاجئ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، نهار الأحد، بصورة لقائد مليشيا الدعم السريع أبوعاقلة كيكل وسط جنود من الجيش السوداني، وبدأت التساؤلات تتناثر هنا وهناك عن صحة الصورة المتداولة من عدمها، غير أن التأكيدات جاءت عبر فيديوهات أكدت تسليم كيكل نفسه للجيش، ليأتي بيان القوات المسلحة لتأكيد المؤكد.
أصل الحكاية:
مثلت خطوة تسليم كيكل نفسه للجيش بكامل قواته وعتاده الحربي ضربة مزلزلة وموجعة للمليشيا.
وكشفت مصادر إعلامية تفاصيل عملية تسليم أبوعاقلة كيكل نفسه إلى الجيش بمنطقة جبال اللبيتور بالبطانة.
وبحسب الصحفي عزمي عبدالرازق فإن عملية التفاوض مع كيكل بدأت قبل نحو شهرين تقريبا، ولعبت فيها أسرته الدور الأكبر، بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية، وقال “كان من المفترض أن يعلن كيكل تحرير مدني من الدعم السريع وفتح الطرق لتقدم الجيش، ولكن واجهت تلك المحاولة تعقيدات عسكرية بسبب تواجد قوات تابعة لقجة وجلحة هنالك، ولذلك اكتملت الصفقة بمنطقة جبال اللبيتور بسهول البطانة”، وأضاف “الأهم من ذلك أن كيكل أعلن منذ اليوم تأمين منطقة شرق الجزيرة من رفاعة إلى تمبول ومعه قوة كبيرة، والقتال إلى جانب الجيش لتحرير كل ولاية الجزيرة”، وأكد أن هذه الخطوة تعتبر أكبر صفعة تلقتها المليشيا مؤخراً، وستفتح الطريق أمام تحرير الخرطوم.
الجزيرة خالية من الجنجويد:
وكان مصدران أبلغا “دارفور24” أن قائد مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل، سلم نفسه إلى الجيش بمنطقة جبال اللبيتور بسهل البطانة.
في السياق أعلن رئيس منبر البطانة الحر سعيد السيد عمارة انضمام أبوعاقله محمد أحمد كيكل بكامل عتاده الحربي للقتال في صفوف القوات المسلحة.
وقال إن منطقة البطانة ستكون خالية من أشرار الجنجويد خلال ال 72 ساعة القادمة.
ولتأكيد الخطوة جرى تداول عدد من الفيديوهات التي تؤكد خطوة تسليم كيكل لنفسه، وأظهر فيديو قائد مليشيا الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وهو وسط عناصر القوات المسلحة بعد تسليم نفسه وقواته إلى الجيش.
وبحسب الفيديو تعالت أصوات التكبير والتهليل من كيكل وعناصر الجيش.
بيان الجيش:
قال الجيش السوداني إن القائد بمليشيا الدعم السريع أبوعاقلة كيكل إنحاز لجانب الحق والوطن، الأحد، بعد مغادرته لصفوف المتمردين ومقرراً القتال جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة ومعه مجموعة كبيرة من قواته بعد أن تكشف لهم زيف وباطل دعاوى مليشيا آل دقلو الإرهابية وأعوانهم، وأنهم مجرد أدوات رخيصة لتمرير أجندة إجرامية دولية وإقليمية لتدمير البلاد أرضاً وشعباً ومقدرات.
ورحبت القوات المسلحة في بيان بهذه الخطوة الشجاعة من قبلهم، وأكدت أن أبوابها ستظل مشرعة لكل من ينحاز إلى صف الوطن وقواته المسلحة، وجددت عفو رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة لأي متمرد ينحاز لجانب الوطن ويبلغ لأقرب قيادة عسكرية بكل مناطق السودان.
دعوات لانسحاب المليشيا من الجزيرة:
طالب عناصر بمليشيا الدعم السريع قائد المليشيا حميدتي إبلاغهم بما يحدث في الجزيرة، ودعوا رفاقهم ” ترك البنادق والانسحاب من ولاية الجزيرة فوراً.
وظهر الجنود، الأحد، برفقة قائدهم في فيديو موجه لقائد المليشيا يسألون عن ما يحدث ليتمكنوا من تقرير مصيرهم بعد تسليم قائد القوات بالجزيرة أبو عاقلة كيكل نفسه للجيش.
وكشفوا خلال الرسالة عن أن لديهم معلومات عن نية أبو شوتال في النيل الأرزق التسليم وكذلك قجة في المناقل.
وقالوا إن كيكل ترك أبناءهم في ولاية الجزيرة بعد أن باعهم للجيش والفلول بحسب تعبيرهم.
وهدد أحد عناصر المليشيا قائلا” إذا تلولوا معانا بنسحب أولادنا من محور الجزيرة لنقاتل في الخرطوم حتى الموت”.
الظهور الأول لكيكل:
الظهور الأول لكيكل كان مع تأسيسه لقوات درع السودان بولاية الجزيرة والتي قوبلت برفض لكن كيكل برر الخطوة، بأنهم يسعون لانتزاع حقوق وسط السودان الذي عانى من التهميش.
عقب مرور عدة أشهر على اندلاع الحرب بين الجيش ومليشيا الدعم السريع أعلن كيكل انضمامه لمليشيا الدعم السريع والقتال بجانبها.
وفي 18 ديسمبر 2023 دخل كيكل برفقة قوات المليشيا إلى مدينة ود مدني حيث شهدت فترته بوصفه المسؤول عن أمن ولاية الجزيرة فصلاً من الانتهاكات والمجازر البشرية والتهجير القسري والاغتصاب.