الأحداث – عبدالباسط إدريس
كشف عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن ياسر العطا عن تشكل حلف استراتيجي مع دول عظمى لصالح السودان، فما هي حيثيات اتجاه السودان لهذا الحلف وما تأثيره على معادلة الحرب والسلام.
حديث العطا:
وبحسب وسائل اعلامية ،كشف عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن ياسر العطا، عن تشكل حلف استراتيجي مع دول عظمى وكبرى خارج الإقليم وداخل الإقليم لصالح السودان.
وقال العطا في حوار مع تلفزيون السودان إن من أشعل الحرب من السياسيين هم من يسعون الآن لإيقافها.
وأشار إلى وصول أسلحة نوعية للقوات المسلحة، وفي الطريق أسلحة أخرى ستكون علامة فارقة في إنهاء “تمرد الجنجويد”، وأضاف أن بناء ونهضة الدولة السودانية يبدأ من الصفر، وليس فيها مكانا للجنجويد ولا أعداء الوطن ولا العملاء.
حيثيات هذا الاتجاه:
يكشف حديث العطا ربما عن مايدور فى كواليس مطابخ القرار عن اتجاه السودان بالفعل لمغادرة المنطقة الحيادية التي ظل عليها السودان لفترة طويلة لخيار اخر يقترن بالمحورية، ويبدو أن تجربة السودان في هذه الحرب وماظل يواجهه من مواقف دولية وعسكرية وحتى من بعد المنظومات العالمية والافريقية دفعه لاتجاه التمحور في إطار الدفاع والحماية أولا ثم الفاعلية والاندماج الاقتصادي والسياسي لاحقا وليس للحاجة الظرفية الراهنة التي يبدو عليها السودان من الاندماج في حلف لمواجهة الحلف الذي يقود الحرب وحسب، ولكن لادراك الرأى العام وقادته في السودان باهمية تعزيز تحالف السودان مع روسيا والصين فالسودان بحسب قادته حتى الان يقاتل وحده فى حرب وجودية إلا من دعم من بعض اصدقائه، فى مقابل دعم مفتوح للمليشيا بالمال والسلاح والمنابر الدبلوماسية الذي تقدمه الولايات المتحدة عبر وكلائها في المنطقة للدعم السريع، وربما كانت اخر الحيثيات في ادراك قادة الجيش لما وراء مناورات دعوات السلام والتفاوض التي قد تستبطن إطالة أمد الحرب، فرئيس مجلس السيادة والقائد العام الفريق أول ركن البرهان ظل يردد ان الحرب هذه ستكون طويلة .
خطوة متأخرة:
يقول المحلل العسكري اللواء معاش محمد حسان ل(الأحداث) إن الخطوة التي اعلن عنها الفريق أول ركن ياسر العطا من الدخول في حلف ضد الحلف الذي يخوض حرب السودان بقيادة اميركا والاتحاد الاوروبي واسرائيل وأزيالهم في المنطقة قد تأخر كثيرا، معتبرا أن وزارة الدفاع عبر إدارة العلاقات الدولية وهيئة الأركان كان عليهم حسم مثل هذه القضايا منذ لحظة اندلاع الحرب، مشيرا إلى أنه لاتوجد دولة ومهما كان حجم قدراتها تستطيع أن تخوض حربا دون حلف سياسي وعسكري يضمن لها الامداد والتفوق والدعم الدولي، ويرى اللواء حسان أن دول مثل روسيا والصين وبلاروسيا وإيران وتركيا وارتريا لديها مواقف داعمة لاستقرار السودان والمحافظة على قواته المسلحة.
عدم تعجل :
بدوره يقول المحلل السياسي محمد خليل مدني ل(الأحداث) إنه ان كانت تصريحات الفريق أول العطا في إطار المناورة والتخويف فقد حققت غرضها منذ تنشيط التواصل مع روسيا وإيران وماتركه ذلك من أثر على مواقف اميركا والغرب، ويضيف “أما إن كانت هذه التصريحات نتيجة لاتفاقيات قد اكتملت بالفعل فان ذلك يعطى مؤشرات خطيرة لمسار الحرب ووضع السودان الحالي، ويقول مدني إنه من أنصار التريث وعدم التعجل لانه بالاساس يفصل أن يكون وضع السودان على الحياد ودون الدخول في مسألة الاحلاف لان الأوضاع باعتقاد مدني فى المنطقة غير مستقرة وتشهد تطورات كبيرة ومتسارعة ومن الأفضل أن يراقب السودان هذه التطورات من منطقة محايدة لانه سيتمكن في ظل تداعياتها وانشغالات المعنيين بها سيتمكن من القضاء على مليشيا حميدتي الذي سيصبح بلا حليف أو داعم إذا انفجرت الأوضاع بالشرق الأوسط.