كشف عنها مناوي، المحادثات السرية.. تكملة ل(جدة) أم بداية جديدة
الأحداث – عبدالباسط ادريس
كشف حاكم إقليم دارفور، منى أركو مناوي عن محادثات تجرى بينهم والجيش ومليشيا الدعم السريع، برعاية دولة عظمى، فما طبيعة هذه المحادثات، ولماذا لم يتم الإعلان عنها؟ وهل هي تؤسس لاستكمال ما تم التوصل إليه من اتفاق مايو في جدة أم انها ستشكل بداية جديدة؟
مزامنة تصريحات:
وقبل حديث مناوي لقناة الجزيرة مباشر، كان وزير الخارجية قد قال لوكالة سبوتنيك الروسية إن الحرب في السودان لن تتجاوز من 4 إلى 6 أشهر، مشيراً إلى أن الجيش السوداني سيحقق النصر.
لكن الوزير في ذات التصريح لم يترك مجالاً أكبر للتوقعات أو يفصح عن أي اتجاه للحكومة لإجراء محادثات، لكنه مضى لتحديد آلية النصر ففي ذات التصريح قال الوزير إن الجيش السوداني يحمي الشرعية من الجماعات المتمردة، معبراً عن ثقته فى ذلك، مبيناً أن الجيش سيعمل على إزالة ما وصفه بـ(الورم السرطاني) في إشارة إلى مليشيا الدعم السريع.
تفاصيل ما يجري:
يكشف الكاتب والمحلل السياسي مكي المغربي ل(الأحداث) تفاصيل ما يجري وتأثيره على منبر جدة والدولة التي ترعى المحادثات، ويقول “الدولة هي روسيا، وأنا لا أميل لتسميتها محادثات بل اتصالات أو “عرض روسي” وسيكون خصماً على منبر جدة (لوجود أمريكا فيه)، وليس مهيئاً له البتة، ولولا العرض الروسي لما تقدم عقار خطوة للأمام، وقال “لا جدة ولا جدادة”. ومع ذلك لا أعتقد أن روسيا ضد الدور السعودي والإماراتي، أحب ما عليها أن تنزل بديلاً لأمريكا وضامناً للنفوذ الإماراتي والسعودي في المنطقة، لا سيما وأن الإمارات انضمت للبريكس، والسعودية على وشك.
يضيف مكي “لذلك الرأي بالاندفاع نحو روسيا دون تقوية وزارة الخارجية السودانية ومنحها المساحة الاوسع عبر بعثاتها وخبرائها لتعزيز علاقات السودان المباشرة فإنه رأي يجعل السودان يغامر بالجري فوق الرمال الدولية المتحركة”.
ويؤكد مكي المغربي أن روسيا تظل دولة عظمى جادة في التعاون مع السودان، ويظل التوجه شرقاً مطلوب لإنقاذ السودان ولكن لا يجوز الادعاء بأنه الحل السحري لكل أزمات السودان.
ويعتقد المغربي أنه إذا درس السودان التعامل مع روسيا جيداً، ولم يدع الأمور للظروف، يمكن أن تنشأ (علاقة مباشرة).
فقدان سيطرة:
يقول المسؤول السياسي بحزب الامة، فتحي مادبو ل:(الأحداث) إن اتفاق جدة، يكاد يكون ملزماً للقوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، وماتم الاتفاق عليه واجب النفاذ من قبل مليشيا الدعم السريع، ويجب عليها إخلاء منازل المواطنين وإخلاء المظاهر العسكرية من الشوارع، وإخلاء كافة الأعيان المدنية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون اي عقبات، هذا حديث له عام فإذا لم تلتزم المليشيا بذلك فكيف تكون هنالك عودة للنقاش في نقاط تم الاتفاق عليها وهذا أمر غير وارد، ويستبعد أن تكون المحادثات السرية تمهيداً للعودة إلى المنبر برؤية جديدة، مشيراً إلى أن الحكومة تشترط تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وبإشراف الضامنين في أميركا والسعودية، عبر آليات يتفق عليها سواء كان عبر الاستعانة بالأمم المتحدة أو مراقبين دوليين، والأهم بحسب مادبو أن ماتم الاتفاق عليه يرى النور اولاً، وإذا لم ير هذا الاتفاق النور، فهذا يعنى أن المليشيا لم يعد لديها سيطرة -والحديث لمادبو – على منسوبيها وهؤلاء أصبحوا لوردات حرب كل شخص باق في منطقة تسيطر عليها من أجل السلب والنهب ولاتوجد أي تراتبية موجودة في مليشيا الدعم السريع وهذا يؤكد هذه الحقيقة الماثلة للعيان، وبدأ واضحاً عدم وجود مركز للقيادة والسيطرة بالمليشيا.