كاميرون هدسون يحذّر من تدخل ترامب في اختيار “الرابحين والخاسرين” في السودان

الأحداث – متابعات
حذّر الخبير الأمريكي في شؤون السودان كاميرون هدسون، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية، من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتعامل مع الأزمة السودانية من منظور “الصفقات قصيرة الأجل” وليس من منظور صناعة السلام أو بناء الدولة.
وقال هدسون، في حديثه أمام منتدى الدوحة إن هناك حربين تدوران في السودان: حرب عسكرية بين الأطراف المتحاربة، وحرب ثانية “أوسع وأعمق” تُخاض على امتداد الإقليم بين القوى الإقليمية المتنافسة على مستقبل السودان. وأضاف أنّ هذه الحرب الأخيرة هي التي تسعى إدارة ترامب للتوسط فيها لأنها تتعلق بإدارة نفوذ الحلفاء الإقليميين أكثر مما تتعلق بإنهاء الصراع داخل السودان.
وأشار هدسون إلى أن دخول ترامب المباشر في الشأن السوداني يحمل مخاطر كبيرة، موضحا: “أنصح الأصدقاء السودانيين بأنهم قد لا يرغبون في أن يتدخل الرئيس ترامب بنفسه في التفاصيل الداخلية ويختار من يكون الرابح ومن يكون الخاسر”. وأكد أن ترامب، بخلاف الحديث عن “صنع السلام”، يتعامل بمنطق عقد الصفقات، ما قد يدفع الأمور نحو “تسوية بين النخب” بدلًا من عملية سلام حقيقية أو مسار للعدالة والمساءلة.
وتوقّع هدسون أن تركز إدارة ترامب على حلول قصيرة المدى مثل وقف إطلاق النار والوصول الإنساني، دون الانخراط في عملية سلام شاملة.
كما استبعد أن تفرض الإدارة قيودا أو عقوبات على حلفائها الإقليميين المتورطين في الصراع، موضحا أن “العلاقات مع الحلفاء في المنطقة أكثر قيمة لترامب من أي شيء يحدث داخل السودان”.
وقال هدسون إن بعض العقوبات المحدودة التي فُرضت هذا العام “لن تمتد إلى الحلفاء”، مشيرا إلى أن “طموحات القوى الإقليمية تمثل التحدي الأكبر للولايات المتحدة” في إدارة الملف السوداني.



