كاميرون هدسون: الحرب الإقليمية هي الواجهة الحقيقية للصراع في السودان

الأحداث – متابعات
قال الخبير الأمريكي في الشؤون الإفريقية كاميرون هدسون إن الحرب الدائرة في السودان لا تقتصر على صراع داخلي بين أطراف سودانية، بل تمثل في جوهرها ساحة لحرب إقليمية تُدار على الأرض السودانية، معتبرا أن هذا البعد الإقليمي هو “الواجهة الحقيقية والأقوى” للنزاع.

وأوضح هدسون أن أي أفق جاد لوقف الحرب يمر أولا عبر إنهاء الدعم الإقليمي والتدخلات الخارجية، مشيرا إلى أن وقف هذا الدعم من شأنه إبطاء الصراع بصورة كبيرة، وقد يؤدي إلى وقفه بالكامل.

وأضاف أن دولا إقليمية رئيسية مثل مصر والسعودية وقطر وتركيا تراقب الموقف الأمريكي عن كثب، وتنتظر إشارة واضحة من واشنطن تحدد اتجاه الانخراط في الملف السوداني.
ولفت إلى أن هذه الدول، إذا ما حصلت على “ضوء أخضر” من الولايات المتحدة لزيادة دعمها للقوات المسلحة السودانية، فلن تتردد في ذلك، لأنها لا تريد أن ترى مليشيا قوات الدعم السريع تحكم السودان.

وأشار هدسون إلى أن السعودية، بحكم ارتباطها بالحدود البحرية مع السودان، وكذلك مصر التي تشترك معه في حدود برية وبحرية، تنظران إلى سيطرة المليشيات المسلحة على السودان باعتبارها تهديدا مباشرا لأمنهما القومي وأمن المنطقة ككل، إلا أنهما تتحركان في إطار حسابات دقيقة بانتظار موقف أمريكي صريح يحدد ما الذي تريده واشنطن بوضوح.

وانتقد الخبير الأمريكي المقاربة الحالية للولايات المتحدة، معتبرا أنها تمتلك نفوذا قويا على حلفائها الإقليميين، لكنها تفتقر إلى المعرفة العميقة والخبرة المتراكمة والحافز الاستراتيجي اللازم لصياغة سياسة واضحة ومتكاملة تجاه السودان.

وختم هدسون بالقول إن جميع دول الإقليم تقف فعليا على أحد جانبي الصراع، وإن انخراطها المباشر — إذا تم بصورة منظمة وواضحة — قد يؤدي إلى تصعيد القتال في المدى القصير، لكنه في المقابل قد يسرّع الوصول إلى نهاية الحرب بدل استمرارها كصراع طويل مفتوح بلا أفق.

Exit mobile version