كامل إدريس في نيويورك.. مواجهات مفتوحة

تقرير – الأحداث

مجرد تصريح مقتضب من وزير شؤون مجلس الوزراء د. ليمياء عبالغفار أشار إلى أنه من الوارد أن تكون هناك مفاوضات مع دولة الامارات حول الحرب السودانية إبان زيارة رئيس مجلس الوزراء كامل ادريس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، هذا التصريح جعل الجميع يتحسس أجنداته وبدأ أن شيئاً ما مهماً قد يحدث قبل أن ينتهي العام وأن ما يجري في الكواليس ربما أنتج ما يجعل السلاح يتنحي جانباً ويترك الميدان للدبلوماسية لتضع اللمسات الاخيرة لايقاف القتال، لكن اللافت أن خطاب كامل ادريس بما حمله من خطوات تعتقد الحكومة السودانية أنها ضرورية لايقاف القتال قد (هيج) إلى حاد ما الدولة الداعمة للمليشيا إذ (بدأ المندوب الاماراتي متعصباً) وهو يرد على ما طرحته الحكومة السودانية وما اقترحته كاساس لاي تسوية للأزمة وعلى راس مقترحها ما ظل يردده رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان لسنوات بان أي مبادرة لانهاء القتال يجب ان تتضمن انسحاب المليشيا من المناطق ونزع سلاحها وتسهيل عودة النازحين واعادة الدمج والتاهيل للمقاتلين وحوار سوداني سوداني للوصول إلى اتفاق يفضي إلى التحول الديمقراطي وهو ما أشار له كامل ادريس في خطابه الذي شكر من خلاله دول السعودية وامريكا وبالتحديد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكان إدريس قد قدم لرئيس مجلس الامن الدولي لدورة شهر ديسمبر صامويل زوقار رؤية السودان للحل السلمي والاستقرار.. ماهي كواليس مادار ويدور هناك؟ وهل كان هناك لقاء فعلاً؟ وهل يمكن لمثل هذه اللقاءات أن تثمر عن شيء مؤثر على الخارطة القتالية في السودان كما يتوقع الجميع؟.
يقول أحد المقربين من رئيس مجلس الوزراء طلب عدم الاشارة إلى اسمه إن الموضوع نوقش مع مسؤولين امريكيين كبار وان السودان لم يمانع في مفاوضات مباشرة بين الخرطوم وابوظبي حول الملفات الشائكة شريطة ان تحدد الملفات وان يكون تناولها بحضور اقليمي ودولي والا يقتصر الامر على نقاشات سطحية بل يتناول جوهر الاتهامات التي ظل السودان يجددها وظلت الامارات تنفيها واعتقد ان الملفات هذه حملها رئيس الوزراء معه). وعن تأثير المناوشات التي تمت في الجلسة قال ( لا اعتقد أنها مؤثرة وقد تمنع اللقاءات لان الاطراف الدولية والاقليمية تضغط بصورة مكثفة من أجل الوصول إلى وقف القتال لذا اعتقد أن اللقاء سيتم برعاية امريكية لكن لن تخرج عنه أي أخبار الا تلك التسريبات التي عرفناها وهو لقاء ليس حاسماً فقط في التسوية بل حتى في حسم خيارات المليشيا لان توقف الامارات عن مغامرتها في السودان سينعكس مباشرة على المليشيا التي لا تستطيع الصمود لاسابيع لو توقف عنها الدعم الاماراتي وهو دعم ليس فقط بالاليات والاسلحة بل بالمقاتلين والتقنيات والجهد السياسي والاعلامي هذه الحرب بين السودان والامارات لو نظرت إلى المال والسلاح والنفوذ وغيرها كله اماراتي).
ولا يتفق د. بكري محمد السر المحاضر بالجامعات السودانية مع سردية عدم تاثير المناوشات التي تمت على المفاوضات التي قد تعقد مع الامارات لان الواضح من خلال تصريحات المسؤولين الاماراتيين انهم ينكرون اي دور لهم في الحرب ويعيشون في كوكب اخر يؤهلهم للمطالبة باقرار ديمقراطية في السودان على مزاجهم بل والتحكم في المشهد السياسي السوداني لذا وفي ظل حالة الانكار هذه رغم وجود أدلة واضحة وفي حالة التعالي على الاتهامات والدماء والحرمات التي انتهكت لا أرى افقاً للوصول إلى حل مع الامارات التي لا ترى في السودان الا مصالحها ومصالح وكلائها ولا أعتقد أنها ستتوقف لان السودانيين قتلوا أو انتهكوا أو هجروا هذا ليس في الحسابات الاماراتية ما يهمهم هنا أن يحققوا أهدافهم ويسيطروا على الموارد والموانئ عبر السيطرة على البلاد أو عبر تسوية تضمن وجود عملائهم في السلطة لذا هم يدفعون الان في هذا الاتجاه بقوة ويقاومون أي محاولات لفضحهم والحديث عن دورهم أو تجاوزهم وهذا ما اثارهم وجعل هياجهم صاخباً ضد رئيس مجلس الوزراء كامل ادريس لانهم لا يريدون لهذا الصوت أن يصل اسماع العالم وان يظهر صورتهم الحقيقية كقتلة ومنتهكي حرمات ونهابة وكسيبة من أزمات الناس وانا أرى بوضوح أن الامارات ليست أفضل من الشفشافي الذي يسرق مقتنيات السودانيين ويقتلهم وينتهك حرماتهم)، وأضاف (أي حوار مع الاماراتيين دون ضغوطات امريكية حقيقية عليهم لن يصل لنتيجة لانهم يتعاملون بصلف وتعالي على قضايا هم صناعها ومجرميها).

Exit mobile version