كامل إدريس.. رفض غير مبرر وتأييد سابق لأوانه

الأحداث – وكالات
سمى مجلس السيادة، الاثنين، المدير السابق للملكية الفكرية كامل إدريس رئيسا للوزراء بصلاحيات موسعة، بعد أقل من شهر من تكليف السفير السوداني بالسعودية دفع الله الحاج علي بذات المنصب.
تردد اسم إدريس أكثر من مرة لقيادة الحكومة السودانية، كان أبرزها عقب سقوط نظام الرئيس عمر البشير، حيث كان كامل إدريس مرشحا بقوة لشغل منصب رئيس وزراء الفترة الانتقالية، لكن عوامل وقتها ومن بينها علو الأصوات المتمسكة بضرورة اختيار عبد الله حمدوك ساهمت في عدم اختياره في ذاك التوقيت، وكذلك بعد أحداث الحادي والعشرين من أكتوبر عام 2021، تردد اسم كامل إدريس أيضا لرئاسة متبقي الفترة الانتقالية لكن أيضا تدخلت عدة عوامل أجلت تشكيل الحكومة حتى قيام الحرب.
ملاحظات حول الشخصية:
كان تعيين كامل إدريس، أمس الاثنين، غير مفاجئا لقطاعات واسعة، لكن المفاجأة كانت في إبداء عدد من الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ملاحظات حول شخصية إدريس وإمكانية نجاحه في ظل ظروف السودان المعقدة، وبينما قلل الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد من أي نجاح يمكن أن يحرزه كامل إدريس في ملف العمل التنفيذي اعتبر الصحفي عزمي عبد الرازق اختيار كامل إدريس موفقا، في حين اعتبر الخبير الأمني والمحلل السياسي الفريق جلال تاور، أن رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس يتمتع بصلاحيات كاملة ولا يحسب على أي تيار سياسي، وهي ميزة تجعله يقف على مسافة واحدة من الجميع.
مناصرو رئيس الوزراء الجديد ومنتقدوه، تبادلوا أمس على مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات لكامل إدريس سجلها في أوقات سابقة، في بعض تلك الفيديوهات كان داعما بقوة للجيش في معركة الكرامة ومن الرافضين لحله، وفي فيديوهات أخرى يظهر إدريس وهو يطالب الجيش بتسليم السلطة للمدنيين كما بدأ مؤيدا لثورة ديسمبر، لكن مراقبون قللوا من تأثير هذه الفيديوهات واعتبروا تداولها أشبه بالتوقف عند الآية (ولا تقربوا الصلاة)، لجهة أن الفيديوهات قيلت في مناسبات وتوقيتات كانت مقبولة وقتها، وتداولها حاليا ينم عن خبث لإدانة الرجل بمواقف كانت منطقية وقتها.
(لقمة) يرفض:
بالنظر للأجسام المساندة للجيش، أعرب القيادي بحركة العدل والمساواة، إدريس لقمة، عن رفضه لتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء. وقال (لقمة) في منشور على (فيسبوك)، إنه سيقاوم التعيين، متسائلا: ماذا قدم كامل إدريس؟
(أردول) يؤيد:
من جهته رحب القيادي بالتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية مبارك أردول بتعيين كامل إدريس في منصب رئيس الوزراء، وقال أردول (نشيد بتعيين الدكتور كامل ادريس رئيسا لمجلس الوزراء في هذا الوقت العصيب فأمامه مهام عدة ومعقدة يتطلب الصبر والعزيمة لإنجازها ، تتمثل في اعادة احياء الحكومة ودورها المدني وتطبيع الحياة واعادة تقديم الخدمات للمواطنين فضلا عن انتهاج سياسة تبني اللحمة الوطنية وتقود الانتقال وتنفذ اتفاقية سلام جوبا والتحضير لعملية الحوار السياسي السوداني والذي يقود للانتخابات العامة بنهايته.
وفق مصادر، فإن السلطات أجرت مشاورات أولا مع كامل إدريس، وحسب خبراء فإن الرجل اشترط أن يكون المنصب بصلاحيات موسعة، وهو ما يفسر صدور قرار لاحق من رئيس مجلس السيادة بإلغاء التوجيه السابق الخاص بإشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات الاتحادية والوحدات, ووجه القرار، أعضاء مجلسي السيادة والوزراء والجهات المختصة بوضع القرار موضع التنفيذ.
إدريس أعلن كذلك بحسب مقربين منه، إنه سيعلن إبراء ذمة قبل آدائه اليمين الدستورية، كما أعلن أنه سيعمل بلا راتب وسيسكن في مسكنه الخاص دون القبول بأي سكن من الحكومة.
فرصة إختبار :
بعيدا عن المؤيدين والمعترضين، ينطلق تيار ثالث يطالب بمنح الرجل فرصة لاختبار آدائه، فليس من المنطق الحكم بنجاح أو فشل مسؤول دون اختباره، واعتبر خبراء أن الاعتراض على كامل إدريس اعتراض غير مبرر، ناتج من توجس تراكمي لدى السودانيين سببه الاختيار غير الموفق الذي لازم عبد الله حمدوك، حيث ترسخ في وعي قطاعات كبيرة من الشعب أن تعيين أي مسؤول كان يشغل موقعا أمميا لن يكون أفضل حالا من حمدوك، الذي أدار الدولة ولم يفشل فحسب وإنما قادها لحرب كارثية لم تشهدها البشرية في عهدها الحديث.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”



