قوى الميثاق…. الطريق للأمام (3-3)

فيما أرى

عادل الباز

 

1

انتهينا في الحلقة السابقة من استعراض رؤية الميثاق من خلال الوثيقة التي أصدرتها قوى ميثاق السودان. والآن نطرح بعض الأفكار التي قد تساعد الإخوة قوى الميثاق على تأسيس تحالفهم على قواعد ثابتة من حيث بناء الهياكل اللازمة للتحالف الفضفاض ومن حيث البرامج المحددة والمتفق عليها.

2

لكي لا يبقى الميثاق ورقة معلقة ليس لها رجلين تمشي بهما لابد من تأسيس هيكل إداري لمتابعة إنفاذ ما تم الاتفاق عليه في وثيقة قوى الميثاق. خلى الميثاق من أي تصور يمكن أن يمثل أداة تنفيذية لما جاء في نصوصه، وعليه اقترح أن يتم تأسيس مجلس لجميع قوى الميثاق ينتخب هذا المجلس لجنة تنفيذية ذات مهام محددة لتطلع بالمهام التنفيذية للرؤية المطروحة، وقبل ذلك التبشير بها والترويج لما تطرحه من أفكار لعامة جماهير الشعب وتقود هي حركة الاتصال بالقواعد الواسعة التي شكلت قوى الميثاق. من شأن هذه الخطوة أن تكون فعالة في تحول قوى الميثاق لقوى حقيقة حية على الأرض تسعى بين الناس وليس كيان إسفيري يعبر عن نفسه ببيانات هامدة لا يعبأ بها أحد. وهذه أهمية أن يكون هناك هيكل وهناك متابعة لإنزال الأفكار على الأرض وذلك سيفيد قوى الميثاق كذلك في علاقاتها بالسلطة الحاكمة الآن الممثلة في الجيش إذ أنه بعد إثبات وجود تلك القوى نفسها داخل السودان بحركتها المستمرة لن تستطيع أي عملية سياسية أن تتجاوزها أو أن تحط من قيمتها. ستكون هذه القوى حاضرة وفارضة نفسها على الحكومة وعلى الشارع وعلى المعارضين وكذلك على المجتمع الإقليمى والدولي في أي تطورات سياسية قادمة وذلك يتطلب أداة تنفيذية فاعلة وحاضرة دوماً في المشهد السياسي.

3

ليس كافياً أن تطرح نصوصاً جديدة أو أفكار إنما المطلوب أن تتحول تلك النصوص أو الأفكار إلى برامج عمل جادة بمواقيت محددة مهمة الأداة التنفيذية أن تضع هذا البرنامج بسرعة وتعمل على إنفاذها.

انتهت الخطوة الأولى قبل أربعة أيام إذن ماهي الخطوة التالية؟ لا أحد الآن طرح أي تصور لها. مثلاً تتحدث الرؤية عن تكوين مجلس وزراء ومجلس تشريعي، متى وكيف يتم ذلك لا أحد يعرف. المطلوب برنامج مفصل لكل رؤية طرحت بالميثاق ليصير حياً قبل أن يتحول إلى جثة نصوص هامدة تزورها رياح السياسة المتغيرة التي لا تنتظر كسل السياسيين.

4

المطلوب الآن تحديد  التاريخ الذي يعقد فيه مؤتمر الحوار السوداني السوداني الشامل… ومن ثم تحديد زمن تأسيس المجلس التشريعي ومجلس الوزراء ومتى تكون لدينا حكومة ومجلس سيادة.

ليس هناك وقت والحديث عن هذه ليس ترفاً فلا يمكن الاستمرار في حكم بلد بهذه الطريقة العشوائية لابد من حكومة فعالة وبصورة عاجلة فالتحديات الماثلة في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والغذاء إلى جانب المعركة السياسية في حرب الكرامة لا تقبل التأجيل والانتظار طويلاً.

إن الذين يظنون أن ميدان الحرب الوحيد هو ساحات القتال حيث (البل) و(الجغم) مخطئون تماماً. إن ميدان الحرب أشمل وأوسع من ساحات القتال وقد تكسب في ساحات القتال ولكن تهزم اقتصادياً ولن يجديك أن تنتصر هناك وتهزم هنا. وخير مثال على ذلك ما يجري الآن في ميدان الاقتصاد الذي  اختار العدو أن يلعب في حيزه بسعيه لإضعاف الجنيه السوداني وزيادة وتيرة تدهوره ليؤثر مباشرة في ساحات القتال. للأسف حلفاء التمرد يملكون وينفقون مليارات الدولارات على الجنجويد وتسعير الحرب بينما نحن الآن بلا حليف أو صديق  (ماعدا قطر)، وعليه فإن حشد مواردنا الاقتصادية على ضآلتها وحسن استغلالها تعطينا فرصة أفضل للصمود والانتصار في النهاية على العدو وحلفائه الذين ينفقون أموالهم، وسينفقونها وستكون عليهم حسرة وسيغلبون بإذن الله.

5

الآن بعد أن اختتمت قوى الميثاق أعمالها ووضعت رؤيتها لابد أن تقف ظاهرة المهرجانات واللقاءات والخطب الطويلة المملة وأن يذهب الجميع للعمل بلا إبطاء، فلسنا بحاجة لمزيد من الكلام، فكثرة الكلام تفرغ النصوص من مضمونها ويفجر الصراعات العبثية بين المتحالفين ولا ينتج خيراً، عكس العمل الذي يعضد من لحمة التعاون والإخاء وينجز أعمالاً ذات قيمة وجدوى.

الشعب الآن أيها القوم ليس بحاجة لمزيد من زبد الكلام الذي شبع منه، الآن حاجته للنصر للغذاء والدواء والمأوى لن يتوفر ذلك إلا بالعمل الصبور والدؤوب والقاصد إعانة الشعب وتعزيز صموده بانتظار  لحظة تحقيق النصر الشامل والنهائي لن يكون ذلك بعيداً بإذن الله.

 

Exit mobile version