ثقافة وفنون

قصيدة في رثاء عروة كم أتعب الفارس العدا للشاعر خالد فتح الرحمن.

*كم أتعب الفارسُ العدا*

(إلى الصديق الماجد الفاتح عروة ،

في الفراديس العلى :

رعياً لعهد .. و وصلاً لوفاء..)

***

*زمانُ السـجايا و الرجــاحةِ و الفــدى*

*تجــلَّى ليبـــكي في عـُــلاك التفــــرُّدا*

 

*تجـــلَّى ليـــروى قصةَ المجدِ ما لــها*

*سـوى الـذاتِ ترتــادُ المنايـا لتخلُـــدا*

 

*و عـــاوده ذاك الصــــهيلٌ تـذكُّـــــرا*

*فآثــــر أن يحـــكيه لحٓــناً مُجــَــدَّدا*

 

*فراســةَ نُبـــلٍ.. و اجـتــهادَ مجــرِّبٍ*

*و عــِـزةَ إيـــمان .. و رأيـــاً مُســٓدَّدا*

 

*و نفســاً كما الظـلِّ الوريــفِ سماحةً*

*و ذهــناً كما ومضِ الشـموسِ توقُّـدا*

 

*عجــبتُ له : ما خـاتـٓلَ الحٓـلَّ دونَٓــه*

*عصـــيٌّ .. يـراه الحــاذقون مُعقَّـٓــدا*

 

*و لا نـــــدبته النـائبـــــاتُ لصـــــولةٍ*

*فآبَ بغيرِ الحســمِ : ضـــاءَ و أسعدا*

 

*أبيَّــــاً على عينيـــه من بـوحِ أرضِــه*

*جســـارةُ من حـــاز المهــابةَ سيـــدا*

 

*و مستشرفاً نــاجَى غــدُ الناسِ أمَسه*

*فسامرَ في أمسِ الذي يُرتَــجَى غــــدا*

 

*يطـــيبُ لعينيـــه المضـــيئون جُــرأةً*

*و لا يــرتضي من يســـتطيبُ التـردُّدا*

 

*كــأنَّ فــــٓؤاداً بيـــن جنبيــــه حفَّٓــٓـــهُ*

*من الحزمِ ما أغضى له الحزمُ مُجهَــدا*

 

*فمــا الوقتُ إلا ســـاعةٌ.. ثم مشــــهدٌ*

*لفعــلٍ يُجــاريهِ الخلـودُ على المــــدى*

 

*و ما النـاسُ إلا طـامحٌ واثقُ الخطــى*

*فإن حثَّـــه تــوقُ الجناحـينِ أفـــــردا*

 

*ســـٓـقى اللهُ تـــلك البــــارقاتِ فإنـــها*

*تُـــهامِس بالتَّـــــذكارِ ليــــــلاً مُسَـــــهَّدا*

 

*و تُــدني الزمــانَ الخصـبَ طيفـاً تهلَّلت*

*أســــاريرُه شـــوقاً ، فضاءَ و غــــــرَّدا*

 

*نجـــائبَ كان الفــارسُ الثبــتُ يبـتــــني*

*لهـا باحتـدام الصبــر صرحا مُمَجَّـــدا*

 

*رعَتـــــهُ مراميــــهِ الكبــــــارُ و جــادَه*

*بغيــثِ يديــه المســتضيئاتِ بالنـــدَى*

 

*و وجــــهٍ يوشِّـــيهِ الذكاءُ تبسـُّـــــماً*

*فكلُّ ابتســــامٍ منـــه قـــال.. و ردَّدا*

 

*يَـــهِـشُّ.. يـــكاد القــلب يــــسبق وُدَّهُ*

*فيُضـــفـي على كلِّ المـكان تــــــوَدُّدا*

 

*مآثــــرُ خـــابَ اللاهثـــونَ ليُطفئــــــوا*

*توهُّجَــها.. كــم أتـعب الفارس العِــــدا*

 

*فـــما عاقَــــهُ دربٌ تخـــطَّـــفهُ اللظـى*

*و لا رابــــه أن ســــار فيـــه مُحسَّـــدا*

 

*فإن آثــــر اليــــومَ الرحيــــلَ مودِّعــــا*

*على ما اقتضــاه الحقُّ وعـداً و موعِـدا*

 

*فصــوبَ جنــــانِ اللهِ ..طـــابَ أريجُها*

*و طـــاب لها : قلبـــاً أنــــابَ تعبـــــُّـدا*

 

خالد فتح الرَّحمن

١٣ أبريل ٢٠٢٥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى