أطلق مدونون ونشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق (#قصص_السودانيين_مع_الحرب)، كشفوا من خلاله عن قصصهم وحكاياتهم وخسائرهم مع الحرب ورغم اختلاف القصص والروايات إلا أن التفاصيل والمآسي كانت مشتركة، وبإجماع على أنهم كانوا ضحايا جرائم مليشيا الدعم السريع، التي قتلت الآلاف ونهبت السيارات والمنازل وانتهكت الأعراض وشردت الملايين منذ بداية الحرب في أبريل من العام الماضي.
وتصدر هاشتاق (#قصص_السودانيين_مع_الحرب)، الترند بالسودان والترند العالمي بعدة دول بعد تفاعل كبير من الناشطين والإعلاميين، وناشد المدونون المنظمات الحقوقية والعالمية باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الانتهاكات وتأمين المناطق المتضررة، ودعوا المجتمع الدولي للتدخل والوقوف بجانب الشعب السوداني الذي يتعرض لأبشع الانتهاكات والفظائع.
وشارك صاحب حساب رقيب أول قصته مع الحرب قائلاً:
“9 شهور ما شفنا أهلنا أو أولادنا، وحامدين شاكرين، بيوتنا إتسرقت، وعلى قدر العفش اتشفشف، أصحابنا ودفعتنا نصهم ما بين جريح وشهيد ومحاصر ومفقود، ولسة صامدين وثقتنا بي ربنا كبيرة جداً، ومافي تراجع نموت فدا الوطن أو ننتصر، وجع الوطن وأحزانو بتزعلنا دبل.
دفعتنا استشهد يوم معركة القيادة وقت حصل الهجوم الغادر على مطار الخرطوم والآن أولادو نازحين في حلفا، والحمد لله أمورهم عال العال، حامدين شاكرين مؤمنين بالقضاء والقدر، كلو ما تقول حزنك أكبر بتتصبر بالناس ديل.”
وكشفت رهام عن تفاصيل تدمير مليشيات الدعم السريع لمتجرهم، حيث قالت:
“مليشيا الجنجويد دمرت المخبز بتاعنا، ما تمينا أربعة شهور مما فتحناهو.. لا شفنا أرباح ولا شفنا قروش ولا أتهنينا بيهو.. كسروا معدات قيمتها قريب 30 مليار جنيه، للأسف اضطريت أنا وشباب المنطقة نكضب على أبوي ونخفي المعلومة دي منو خوفاً عليهو من الصدمة والوجع.”
“وتحدثت ريجينا عن حالات السرقة المتكررة التي تعرضوا لها وقالت:
وقعت دانة ف بيتنا الله ستر إنها وقعت في الحوش، الدعامة دخلوا بيتنا مرات م بتتحسب، ولسة بيدخلوا، كل شي ممكن يتسرق إتسرق، عندنا حيطة كدة كسروها ظناً منهم إنو داسين وراها شي، حلتنا م فضل فيها عربية كله اتسرق، دا غير الاعتداءات ع الناس القعدوا في الحلة فترة طويلة.”
وتحدث دقاش عن نجاتهم من الموت بأعجوبة وعن قصة هروبهم من المليشيات وقال:
“في نهاية شهر ٦ مع سقوط الاحتياطي، جاتنا دانة في الجهة الجنوبية لي بيتنا، قتلت صاحبنا وأصابت ابن عمي في الفخذ، وياها الدانة دي زاتها اللي بسببها “د . محمد جلال هاشم” اضطر يبترو رجلو في مدني، طلعنا من البيت تاركين عرباتنا و قروشنا لأنو عارفين ومتيقنين إنو لو طلعنا بيهم حيسرقوها مننا، خلينا ده كلو ورانا ومشينا عند اهلنا في منطقة سوبا، على أساس الحتة هناك أمان، في ظرف يومين بس جاتنا رصاصة موجهة من قناص في البيت، وربنا ستر ولطف ما أصابت زول، وهنا بدت قصة النزوح بجد…بعد أقل من شهر من نزوحنا لي لدنا، جاتنا أخبار أن البيت اتنهب والعربات اتسرقت.. دي قصتي الشخصية عن الحرب، لكن بالنسبة لي باقي أهلي ف أنا فقدت تقريباً (٢٨) بني آدم عزيز علي من أهلي بسبب الحرب القذرة دي، لا نقول إلا ما يرضي الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون.”
وكشفت فاطمة عن لحظات الذعر والرعب التي عاشتها أسرتها وكتبت:
“الجنجويدي لاقى أخوي جمب باب البيت، من دون أي مقدمات قال ليه مصطلح (إنه ينزل على رجليه)، وقرر يضربه رصاص في اتجاه الرأس مباشرة، ولكن لطف الله نجّاه.. (كان مسطول وسكران) ف الرصاصة جلت ودخلت في الحيطة الكلام ده قدام عيوني وعجزي وعجز ناس البيت.”
وحكي أبولو واحدة من أسوأ القصص المأساوية التي شهدتها الحرب وقال:
كنت ساكن أم بدة وقعدت وسط التتار ديل مدة بتاعت 5 شهور، أول أيام كانوا هادين جداً، ومن بعد أول إحباط هجوم ليهم علي الاحتياطي، بدوا يدخلوا البيوت.
كل البيوت الفاتحة في الشارع الرئيسي “الزلط” رحلوا أهلها غصباً عنهم وطلعوهم بمفهوم ده تأمين لينا بقوا قاعدين هم فيها، ونشروا قناصتهم في كل عمارات الزلط، تاني شهر من انتشارهم بدوا يدخلوا الاحياء وهم سكارى وأي مقاومة ليهم بتتقابل بي تبادل إطلاق رصاص مع الأهالي، كانوا بدقوا الدوشكا جوة الحلة، والثنائي في البيوت فوق، عشان المواطنين بفلقوهم بالحجار من فوق.
وأكبر مهزلة كانت إنو القناص كان بتسلي بي انه يضرب نار من الزلط نص الحي بالقرب من نسوان وأطفال عشان يخافوا!
تكون ماشي رصاصة تضرب جمبك وهي أساساً مناطق سيطرتهم وما فيها غيرهم!
وقفوا جامع في صلاة العيد ومنعوه يصلي!
وبعد أيام طبعاً من عدم مقدرتهم لكسر شوكة المواطنين.
بقو بختو مدفع 120 في الزلط وبدونوا داخل الأحياء السكنية.
كنا بنسمع ضربة المدفع ونسمع وقوعه جوة الحي وبعدها نسمع بكاء وصريخ وياما دفنا ناس في شوارع الحي نسوان وأطفال.
دكتورة كانت بتجي من بعيد عشان تعالج الناس إتوفت واتدفنت جمب شجرة وأطفال فاقدي سند كانو بقتلوهم للتسلية ساي!
بنشنو فيهم ويشوفو البقدر يضرب في المكان المحدد الإتفقوا عليهو منو!?
وآخر شي جلدوا الأهالي وكبار السن وحتى جارنا العميان! لما حاولوا يدخلوا بيتو وهو وأمه ومرته براهم وده كله مختصر خمسه شهور بس أو الشي الموجود في ذاكرتي وحاضره بعيوني ومتذكرو لسه..”.
أما مريم فتحدثت عن الشاب محمد صلاح والذي تم العثور عليه مقتولاً برصاص مليشيا الدعم السريع وقالت:
محمد صلاح كان بيحب الحياة بطريقة ما بتتصوروها، كان عندو أحلام كبيرة وطموح عالية جدًا، كان ساعي للخير دائمًا وبيساعد كل زول على قدر قدرتو و اكثر. مغرب يوم 15 ابريل بعد خفت اصوات الضرب وكان قايلها جوطة وانتهت طلع من بيتهم يوصل زول ومن وقتها ماف زول قدر يصل ليهو
نزلو عنو في كل مكان وعن سيارته وجاهم اتصال انو السيارة دي واقفة في العربي، مشى أخوهو اليوم البعدو لقاهو مقتول في السيارة برصاص الدعم السريع.
بكل بساطة سلبوهو أحلامو وحياتو وطموحاتو في لحظة.
ربنا يرحمك يا محمد ويرحم جميع شهدائنا.”
وحكي مصعب عن قصة رحيل مفجع لشقيقين قضوا نحبهم بسبب نفاذ الطعام والشراب من منزلهم وكتب:
“ما عندنا حل غير نطلع الجوانا بالكتابة والقصص العشناها في الحرب بتخلق تراكمات بعلم بيها ربنا.
قبل كم شهر لقينا واحد بنعرفو واقع في الشارع طبعا مافي إسعاف ومافي طريقة توصل مستشفي المهم جبنا درداقة، الدرداقة الكان ماشي اجيب بيها موية المرحوم زاتو ورفعناهو فيها ومشينا بيهو البيت وجسمو كان سخن جدا وطلع ما بياكل المهم في واحد قال اختو برضو جسمها سخن تعالو افحصو ليها كان معانا اخونا دكتور تم الفحص بالكامل طلعت اصلا فارقت الحياة.. بقينا نفتش علي موية في البيت عشان نكسر بيها العيون مالقينا البيت كلو ما فيهو نقطة موية والمرحوم كان هو القائم على أمر التومات وهو راقد.
المهم ناس الحلة ما قصرو سريع البرميل بقا مليان المهم بعد نص ساعة الجثمان جاهز ارح ننزلو من فوق عشان نصلي عليها تحت نزلنا صلينا عليها قبل ما نسلم في صوت جا من فوق قال تعالو سرعة طلعنا فوق اول ما هبشتو وقبل ما الدكتور اخت السماعة قولت ليهم انا لله وانا اليه راجعون فلان مات.
كسرت ليهو عيونو وبدينا نجهز وختيناهو هو واختو وصلينا تاني وكان الفراق بيناتم أقل من ساعة بقت الاخت الثالثة براها وبتعاين ومندهشة وقالت انو ديل اخواني الاتنين مشو مني انا امشي وين وكان الصمت هو سيد الموقف ومافي زول قدر ارد عليها مافي عبارات ممكن تصبر بيها وانت ذاتك محتاج زول اصبرك علي المواقف البتجي وانت صامد.
الماتو الاتنين شباب ماكبار سن ومحتاجين للرعاية
وكنت بقول الحزن بقتل.. الحزن بقتل.. ماتحزنو لي اي سبب من الأسباب كل شي بمشي سلم لله تسلم.
كنت قاصد ما اجيب اسامي الماتو عشان اهلهم ما يحسو بي ذنب ده لو اصلا كان عندهم احساس .. قوي نفسك عشان تعيش وما تحزن . “
وتحدث جلال عن الخوف والهلع الذي يصيب المواطنين عند دخول مليشيا الدعم السريع لأي حي أو مدينة وقال:
”مجرد دخول الجنجويد الي اي بيت حا تكون عايش في مرض نفسي حتي ولو دخلو بيتك عن طريق الخطأ ف تاني ما بتقدر تتعايش معاهم بطريقة طبيعية. انا بعرف واحد دخلو بيتو عشان يسرقو عربية وضربوهو هو واخوهو بالرغم انهم كبار في السن ووالداتهم مريضة، اهانوهم مع والدتهم.
انتهاكات كتيرة حدثت فى قرى وحلال الجزيرة لكن للاسف معظم الناس ما بعرفوا تويتر عشان يتحدثوا عن قصصهم والانتهاكات التي حدثت لهم والاستعمار والغزو الاجنبي الذي عاشوه. “
وكشف عبد الله عن السرقات التي تعرضوا لها منذ بداية الحرب وقال:
”سرقوا العفش وبعدين جو سرقوا الملابس وبعدين الحلل وادوات المطبخ كل ناس متخصصة في شي بتاع الملابس ما بشيل العدة وبتاع العدة ما بشيل العفش لما الضرب زاد جارنا طلع … أها اسع البيت عباره عن حيطان بس.. شالوا الابواب والشبابيك أقول ليك حاجة الكوبسات واللمبات فكوها.”