قراءة أعمق في (الفيتو) الروسي


السفير عبد الله أحمد عثمان

هذا (الفيتو) في ظاهره دعم دبلوماسي غير مسبوق للسودان و هو كذلك . غير أنه في بعد أعمق يشكل مفاصلة تاريخية بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية و بداية عهد جديد في السياسة الدولية . و تبلور عالم متعدد الأقطاب سياسيا عقب إطلاق مجموعة البريكست لعملتها و نظام تحويلاتها المالية العالمي الجديد في قمتهم في أكتوبر الماضي اقتصاديا . و من زاوية ثنائية فقد انتقمت روسيا من الصلف البريطاني و العداء بينهما الممتد لأكثر من ألف عام . و في التاريخ الحديث 1943 فإن تشرشل هو من اوعز استخباريا و عبر الأمريكان أيضا لهتلر بمهاجمة الإتحاد السوفيتي . بغرض أن يخفف من ضغط الرايخ على جبهة بريطانيا و أوروبا الغربية و أيضا توحل هتلر في ثلوج روسيا التي هزمت من قبله نابليون . و نتيجة لهذا فقد قتل أكثر من 30 مليون مواطن سوفيتي . و في العام 83 اوعزت مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا للرئيس الأمريكي رونالد ريجان باحتواء الرئيس السوفييتي جورباتشوف و تفكيك الإتحاد السوفيتي عبر تلك العلاقة المسمومة و قد كان . و تمثلت الإهانة الروسية لبريطانيا في هذه الجلسة في مستوى التمثيل حيث أنه من المعلوم أن بريطانيا تعد لمشروع القرار هذا منذ أشهر توطئة لعرضه عند توليها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر . و قد تحمس وزير الخارجية البريطاني العمالي الجديد ليكون هذا الإنجاز الاستعماري على يديه حضوريا في ظل الخداع الروسي و عدم التهديد أو التلويح بالفيتو من قبل الروس . و حضر الوزير البريطاني منتشيا و صفعه الروس ليس بعدم حضور وزير الخارجية الروسي لافروف بل غاب حتى المندوب الدائم الروسي في الأمم المتحدة و ظهر بديلا عنه نائبه في صفعة دبلوماسية نجلاء للوزير البريطاني أسمر المظهر . . مستعبد أبيض المخبر . علينا إستثمار هذا الفتح الدبلوماسي . وتطويره من موقف داعم إلى شراكة استراتيجية في المجالات كافة مع روسيا.


Exit mobile version